حديث: كان أكثر دعوة يدعو بها: اللهم آتنا في الدنيا حسنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب جامع في الدعاء

عن عبد العزيز بن صهيب، قال: سأل قتادة أنسا أي دعوة كان يدعو بها النبي ﷺ أكثر؟ قال: كان أكثر دعوة يدعو بها يقول: «اللهم! آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار».
قال: وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها، فإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه.

متفق عليه: رواه البخاري في الدعوات (٦٣٨٩) من طريق عبد الوارث -ومسلم في الذكر والدعاء (٢٦٩٠) من طريق إسماعيل ابن علية- كلاهما عن عبد العزيز به، والسياق لمسلم.

عن عبد العزيز بن صهيب، قال: سأل قتادة أنسا أي دعوة كان يدعو بها النبي ﷺ أكثر؟ قال: كان أكثر دعوة يدعو بها يقول: «اللهم! آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار».
قال: وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها، فإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه وغيره من أئمة الحديث:

الحديث:


عن عبد العزيز بن صهيب، قال: سأل قتادة أنسًا: أي دعوة كان يدعو بها النبي ﷺ أكثر؟ قال: كان أكثر دعوة يدعو بها يقول: «اللهم! آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار». قال: وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها، فإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه.


1. شرح المفردات:


● آتنا: أعطنا.
● حسنة: كل خير ونعمة، وهي عامة تشمل كل ما يحبه الله ويرضاه.
● في الدنيا حسنة: تشمل الصحة، والمال الحلال، والعلم النافع، والعمل الصالح، والزوجة الصالحة، والذرية الطيبة، والأمن، والاستقرار، وكل ما تقر به العين في الدنيا من غير إثم.
● في الآخرة حسنة: أعظمها الجنة ورضوان الله تعالى، وتشمل نعيم القبر، والنجاة من أهوال القيامة، والشفاعة، ومرافقة النبيين والصديقين.
● وقنا عذاب النار: احفظنا واصرف عنا عذاب النار، وأجرنا منه.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم يبين لنا أن النبي ﷺ كان يكثر من هذا الدعاء الجامع، الذي جمع خيري الدنيا والآخرة، والسلامة من شر النار.
● سؤال قتادة لأنس رضي الله عنه: قتادة هو قتادة بن دعامة السدوسي، أحد كبار التابعين وأئمة الحديث والتفسير، وأنس بن مالك رضي الله عنه هو خادم رسول الله ﷺ، وهو من أكثر الصحابة رواية للحديث. سؤاله يدل على حرص السلف على معرفة أحب الأعمال إلى الله وأفضل الذكر والدعاء.
● "كان أكثر دعوة يدعو بها": هذا يدل على أن النبي ﷺ كان يداوم على هذا الدعاء ويُكثر منه، مما يشير إلى عظم مكانته وأهميته.
● "اللهم آتنا في الدنيا حسنة...": هذا الدعاء من جوامع الكلم التي أوتيها النبي ﷺ، حيث جمع في كلمات قليلة معاني عظيمة.
● "وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها...": هذا من بركة هذا الدعاء، حيث اقتدى أنس رضي الله عنه بنبيه ﷺ، فجعل هذا الدعاء أساسًا لدعائه، وإذا أراد أن يدعو بدعاء آخر أدخله في هذا الدعاء أو بدأ به.


3. الدروس المستفادة منه:


1- فضل هذا الدعاء: ينبغي للمسلم أن يكثر من هذا الدعاء العظيم، ويجعله من ديدنه في صباحه ومسائه، وفي دبر الصلوات، وفي مواطن الدعاء.
2- الشمولية في الدعاء: هذا الدعاء شامل لخيري الدنيا والآخرة، وفيه تحقيق التوازن بين حاجات الدنيا والآخرة، فلا ينبغي للمسلم أن يهتم بأحدهما على حساب الآخر.
3- الاقتداء بالنبي ﷺ: الواجب على المسلم أن يقتدي بنبيه في كل شيء، خاصة في الأدعية والأذكار، فهي من أفضل العبادات.
4- خير الدنيا والآخرة: الدعاء بخير الدنيا لا يعني فقط المال والجاه، بل كل ما يقرب إلى الله من علم نافع وعمل صالح ورزق حلال.
5- الخوف من النار: الدعاء بالوقاية من عذاب النار يدل على وجوب الخوف من الله تعالى وعذابه، والحرص على النجاة يوم القيامة.
6- التأسي بالصحابة: حرص أنس رضي الله عنه على هذا الدعاء يدل على حرص الصحابة على الاقتداء بالنبي ﷺ في كل صغيرة وكبيرة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الدعاء مذكور في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201].
- كان النبي ﷺ يدعو بهذا الدعاء في مواضع متعددة، منها بعد التشهد الأخير في الصلاة.
- من فضائل هذا الدعاء أنه يجمع بين مصالح الدين والدنيا، ويحقق السعادة في الحياتين.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وأن يقينا عذاب النار.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الدعوات (٦٣٨٩) من طريق عبد الوارث -ومسلم في الذكر والدعاء (٢٦٩٠) من طريق إسماعيل ابن علية- كلاهما عن عبد العزيز به، والسياق لمسلم.
ورواه أيضا من طريق ثابت عن أنس مقتصرا على المرفوع فقط.
قال القاضي عياض في «إكمال المعلم» قوله: كان أكثر دعائه «اللهم! آتنا في الدنيا حسنة»
الآية، هذا لجمعها معاني الدعاء كله من أمر الدنيا والآخرة.
وقال ابن كثير في تفسيره (١/ ٥٥٨): «فجمعت هذه الدعوة كل خير في الدنيا، وصرفت كل شر فإن الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي، من عافية، ودار رحبة، وزوجة حسنة، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنيء، وثناء جميل، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين، ولا منافاة بينها، فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا. وأما الحسنة في الآخرة فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة، وأما النجاة من النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا، من اجتناب المحارم والآثام وترك الشبهات والحرام» اهـ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 578 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان أكثر دعوة يدعو بها: اللهم آتنا في الدنيا حسنة

  • 📜 حديث: كان أكثر دعوة يدعو بها: اللهم آتنا في الدنيا حسنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان أكثر دعوة يدعو بها: اللهم آتنا في الدنيا حسنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان أكثر دعوة يدعو بها: اللهم آتنا في الدنيا حسنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان أكثر دعوة يدعو بها: اللهم آتنا في الدنيا حسنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب