والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق له أجران

حديث: والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق له أجران

عن عائشة، قالت: قال رسول اللَّه ﷺ: «الماهرُ بالقرآن مع السّفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق له أجران».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٩٣٧)، ومسلم في تقصير الصّلاة (٧٩٨) كلاهما من طريق قتادة، قال: سمعتُ زرارة بن أوفى يحدِّثُ عن سعد بن هشام، عن عائشة، فذكرته، واللّفظ لمسلم.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإن حديث السيدة عائشة رضي الله عنها الذي ذكرته هو حديث عظيم، يبين فضل القرآن الكريم وقراءته، ومكانة قارئه عند الله تعالى مهما كانت درجة إتقانه. وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث:

نص الحديث:

عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول اللَّه ﷺ: «الماهرُ بالقرآن مع السّفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق، له أجران».

1. شرح المفردات:

● الماهر بالقرآن: هو الحاذق المتقن لقراءة القرآن، الذي يجود حروفه، ويحسن تلاوته، ويعمل بأحكامه.
● مع السفرة الكرام البررة:
● السفرة: جمع سافر، وهو الرسول الذي يسافر بين المرسل والمُرسَل إليه، وهم هنا الملائكة.
● الكرام: أي ذوو الكرم والشرف عند الله.
● البررة: جمع بار، أي المطيعون لله، المخلصون في عملهم.
● يتتعتع فيه: أي يتردد في قراءته، ويصعب عليه النطق بحروفه، فيبطئ ويُكرر بسبب عدم fluency.
● وهو عليه شاق: أي чтение القرآن صعب عليه ومشقة بسبب عدم إتقانه.
● له أجران: أي ثوابان من الله تعالى.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن قارئ القرآن له مكانة عالية عند الله، سواء كان متقناً لقراءته أو كان مبتدئاً يجد صعوبة في ذلك.
- فالماهر بالقرآن، المتقن لتلاوته، العامل به، سيكون يوم القيامة في منزلة رفيعة مع الملائكة المقربين، الذين هم رسل الله المعظمون، الطائعون له.
- وأما الذي يقرأ القرآن ويجد صعوبة في تلاوته، فيتردد ويبطئ ويخطئ أحياناً، لكنه يجتهد في القراءة رغم المشقة، فإن له أجرين: أجر القراءة نفسها ، وأجر المشقة والاجتهاد في تلاوة كتاب الله.

3. الدروس المستفادة منه:

1- فضل إتقان القرآن: الحث على إتقان تلاوة القرآن وتجويده، لأن ذلك يرفع درجة القارئ إلى مصاف الملائكة الأبرار.
2- تشجيع المبتدئين: عدم اليأس أو الانقطاع عن قراءة القرآن لمن يجد صعوبة فيه، بل الأجر عليه مضاعف.
3- قيمة الاجتهاد: أن الله تعالى يكرم المجتهدين، ويعطيهم من الأجر على قدر مشقتهم، حتى لو لم يبلغوا درجة الإتقان.
4- العدل الإلهي: أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، سواء أكان متقناً أم مجتهداً.
5- الترغيب في ملازمة القرآن: الحديث يحفز المسلم على ملازمة قراءة القرآن regardless of his level.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، والبخاري في الأدب المفرد، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- "السفرة" قد يكون معناهم الملائكة الذين ينزلون بالوحي، أو الذين يحملون أعمال العباد إلى الله، وهم من أفضل الملائكة.
- الأجران للذي يتتعتع: قيل أجر القراءة وأجر الصبر على المشقة، وقيل أجر التلاوة وأجر التعليم لنفسه.
- يستفاد منه أن التعليم والتعلّم لهما فضل عظيم، وأن المسلم يجب أن يستمر في تعلم القرآن حتى لو كان بطيئاً.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن، الذين هم أهل الله وخاصته، وأن يرزقنا تلاوته على الوجه الذي يرضيه، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٩٣٧)، ومسلم في تقصير الصّلاة (٧٩٨) كلاهما من طريق قتادة، قال: سمعتُ زرارة بن أوفى يحدِّثُ عن سعد بن هشام، عن عائشة، فذكرته، واللّفظ لمسلم.
ولفظ البخاريّ: «مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السّفرة الكرام، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران».
وبوَّب البخاريّ في التوحيد (٥٢) باب قول النبيّ ﷺ: «الماهر بالقرآن مع الكرام البررة». إلّا أنه لم يخرّج الحديث بهذا اللّفظ، ولا حديث عائشة في هذا الباب.
وقوله: «سَفَرة» قال ابن عباس وعدد من التابعين: هي الملائكة. وقال البخاريّ في تفسير سورة (عبس): «سفرة: الملائكة، واحدهم سافر سفرت أصلحت بينهم، وجُعلت الملائكة إذا نزلت بوحي اللَّه وتأديته كالسَّفير الذي يصلح بين القوم». وقيل غير ذلك، وقال ابن جرير: «الصّحيح أن السّفرة الملائكة، والسّفرة: يعني بين اللَّه وخلقه، ومنه يقال: السّفير الذي يسعى بين الناس في الصلح والخير، كما قال الشّاعرُ:
وما أدعُ السّفارةَ بين قومي ... وما أمشي بغشّ إن مشيتُ».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 483 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق له أجران

📜 حديث: والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق له أجران

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق له أجران

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق له أجران

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق له أجران

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية