حديث: التسبيح والتهليل والتحميد لهن دوي كالنحل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تعاطف التسبيح والتهليل والتحميد على صاحبه حول العرش

عن النعمان بن بشير قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ مما تذكرون من جَلال اللَّه: التسبيح، والتهليل، والتحميد ينعطفن حول العرش، لهنّ دويٌّ كدويّ النّحل، تُذكِّر صاحبها. أما يحبُّ أحدكم أن يكون له، أو لا يزال له من يُذَكِّرُ به».

صحيح: رواه ابن ماجه (٣٨٠٩) عن أبي بشر بكر بن خلف، قال: حدثني يحيى بن سعيد، عن موسى بن أبي عيسى الطّحان، عن عون بن عبد اللَّه، عن أبيه، أو أخيه، عن النعمان بن بشير، فذكره.

عن النعمان بن بشير قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ مما تذكرون من جَلال اللَّه: التسبيح، والتهليل، والتحميد ينعطفن حول العرش، لهنّ دويٌّ كدويّ النّحل، تُذكِّر صاحبها. أما يحبُّ أحدكم أن يكون له، أو لا يزال له من يُذَكِّرُ به».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع والعمل الصالح.
الحديث الشريف: عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ مِمَّا تَذْكُرُونَ مِنْ جَلَالِ اللَّهِ: التَّسْبِيحَ، وَالتَّهْلِيلَ، وَالتَّحْمِيدَ، يَنْعَطِفْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ، لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، تُذَكِّرُ صَاحِبَهَا. أَمَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ، أَوْ لَا يَزَالَ لَهُ مِنْ يُذَكِّرُ بِهِ».


1. شرح المفردات:


● جَلال اللَّه: عظمته وكبرياؤه وجماله سبحانه وتعالى.
● التسبيح: قول: "سُبْحَانَ اللَّهِ" (تنزيه الله عن كل نقص).
● التهليل: قول: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" (إثبات التوحيد لله).
● التحميد: قول: "الْحَمْدُ لِلَّهِ" (الثناء على الله بصفات الكمال).
● ينعطفن: ينعطفن ويَلتففن ويحفن حول العرش. وصيغة "ينعطفن" للكثرة والاستمرار.
● حول العرش: العرش هو أعظم المخلوقات، وهو سقف الجنة، ويحمله الملائكة، وهو مكان استوائه سبحانه بالمعنى الذي يليق بجلاله.
● دويّ: صوت مرتفع ومستمر.
● كدوي النحل: مثل صوت النحل عندما يطنّ، وهو صوت خفيض لكنه مستمر وممتلئ بالنشاط والخير.
● تُذكِّر صاحبها: تذكر الملائكةُ والعرشُ ومَنْ حوله باسم العبد الذي نطق بها، فتثني عليه وتدعو له.
● أما يحب أحدكم: أليس يحب أحدكم؟ (استفهام تقريري للتوبيخ والتحفيز).


2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا النبي الكريم ﷺ عن عظمة وجلال هذه الكلمات الطيبات (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله)، وأنها ليست مجرد ألفاظ تقال، بل هي أعمال عظيمة لها شأن كبير عند الله تعالى.
فبمجرد أن ينطق العبد بها، ترتفع هذه الكلمات إلى السماء، فتلتفت وتلتف حول عرش الرحمن، وتصدر صوتاً جميلاً مستمراً كطنين النحل، وهو صوت يملأ السماوات عظمة وجلالاً. وهناك تذكر صاحبها، أي تذكر العبد المؤمن الذي أتى بها خير ذكر، فتكون شفيعة له يوم القيامة، وتثني عليه عند الملأ الأعلى.
ثم يوجهنا النبي ﷺ بسؤال تحفيزي: أليس كل واحد منكم يُحب أن يكون له شيء يذكره به الآخرون في الخير؟ أليس يحب أن يثني عليه الناس؟ فكيف بمن تثني عليه الملائكة عند عرش الرحمن؟!


3. الدروس المستفادة منه:


1- عِظَم قدر الذكر: الحديث يرفع من قيمة الذكر وكلماته، ويبين أن لها حياة وحركة وأثراً في الملكوت الأعلى، فهي ليست عادة لفظية، بل عبادة جليلة.
2- الاستمرارية في الذكر: تشبيه دويها بدوي النحل يشير إلى أهمية دوام الذكر واستمراريته، فالنحل دائم العمل والنشاط، وكذا يجب أن يكون الذاكر.
3- الترغيب في الإكثار من هذه الأذكار: الحديث يحفز المسلم على الإكثار من التسبيح والتهليل والتحميد، طمعاً في هذا الأجر العظيم والذكر الحسن في الملأ الأعلى.
4- الذكر شفاعة للعبد: الكلمات تذكر صاحبها عند الله، فهي تكون شفيعة له يوم القيامة، وتزكيه في السماء قبل الأرض.
5- قوة الصلة بالله: الذكر هو أقوى وسيلة لربط القلب بالله في كل وقت وحين، في السفر والحضر، والعمل والراحة.
6- بيان رحمة الله بعباده: حيث جعل هذه الألفاظ البسيطة على اللسان، ذات الأجر العظيم والمنزلة الرفيعة، تكريماً للإنسان وتيسيراً عليه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه، والطبراني، وهو حسن.
● هذه الكلمات (التسبيح، التهليل، التحميد) هي من "الباقيات الصالحات" التي قال الله عنها: {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [الكهف: 46].
● من فضائلها أيضاً: أنها تملأ الميزان، كما في حديث أبي هريرة: "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم".
● من فوائد الذكر: طمأنينة القلب، ونزول السكينة، وغشيان الرحمة، وحط الخطايا، وحفظ العبد من الشيطان.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
والله تعالى أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٣٨٠٩) عن أبي بشر بكر بن خلف، قال: حدثني يحيى بن سعيد، عن موسى بن أبي عيسى الطّحان، عن عون بن عبد اللَّه، عن أبيه، أو أخيه، عن النعمان بن بشير، فذكره.
وإسناده صحيح، وقد اختلف في تعيين موسى بن أبي عيسى الطّحان من هو؟:
فقيل: هو موسى بن مسلم أبو عيسى الطّحان الكوفيّ، كما في رواية ابن ماجه وفي إحدى طريقي الطبراني في الدّعاء (١٦٩٣) والإمام أحمد (١٨٣٦٣) روى عنه يحيى بن سعيد، وكذلك روى عنه عبد اللَّه بن نمير، وعنه رواه ابن أبي شيبة (١٠/ ٢٩٨).
وهو الطّريق الثالث عند الطبرانيّ في كتاب الدعاء (١٦٩٣) إلا أنه قال: «عن موسى الجهني».
وموسى بن مسلم أبو عيسى ثقة، وثقه ابن معين، وقال أحمد: لا بأس به، وذكره ابن حبان في «الثقات» (٧/ ٤٥٥).
وأما قول الطبرانيّ: موسى الجهنيّ، فلم أقف على من قال ذلك وإنما قالوا: موسى بن مسلم الحزاميّ، ويقال: الشّيبانيّ أبو عيسى الكوفيّ الطّحان المعروف بموسى الصّغير.
ورواه الحاكم (١/ ٥٠٠) من طريق عبد اللَّه بن نمير فقال: «عن موسى بن سالم، عن عون بن عبد اللَّه بن عتبة، عن أبيه، عن النعمان». وقال: «صحيح الإسناد». وتعقبه الذهبي فقال: «موسى ابن سالم قال فيه أبو حاتم: منكر الحديث».
قال الأعظمي: خالف الحاكمُ جميع الرّواة فقال: موسى بن سالم فإن كان هو أبو جهضم مولى آل العباس بن عبد المطلب فإنه لم يذكر من رواته عبد اللَّه بن نمير كما لم يذكر من شيوخه عون بن عبد اللَّه بن عتبة إلا أنه ثقة أيضًا، وثقه أبو زرعة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث صدوق. الجرح والتعديل (٨/ ١٤٣).
وأما قول الذهبي: موسى بن سالم قال فيه أبو حاتم: «منكر الحديث». الميزان (٤/ ٢٠٥). فهو وهم منه مع أنه نقل كلام أبي حاتم في موسى بن سالم أبو جهضم العباس مولاهم بأنه «صدوق» وقال في نسخة من كتابه «الميزان»: «وليس في كتاب أبي حاتم موسى بن سالم سوى واحد، وهو أبو جهضم مولى آل العباس، وقد وثقه أحمد وأبو زرعة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث». انتهى.
وقوله: «ينعطفن»، وفي رواية الإمام أحمد: «يتعاطفن» أي يتعاطف تسبيحهم وتحميدهم، فهذا الضمير يقوم مقام العائد إلى الموصول الذي هو المبتدأ، ومثله قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ﴾ [سورة البقرة: ٢٣٤] أي أزواجهم، والمراد: تمثيل هذه الكلمات التي هي التسبيح وغيره، وهذا مبني على تشكل الأعمال والمعاني بأشكال، وهذا مما يدل عليه أحاديث كثيرة. قاله السنديّ.
والخلاصة أن الذي يظهر أن الصّحيح في إسناد هذا الحديث هو موسى بن مسلم أبو عيسى الطحان، ومن قال: موسى بن سالم أو موسى بن عبد اللَّه فقد وهم، واللَّه تعالى أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 468 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: التسبيح والتهليل والتحميد لهن دوي كالنحل

  • 📜 حديث: التسبيح والتهليل والتحميد لهن دوي كالنحل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: التسبيح والتهليل والتحميد لهن دوي كالنحل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: التسبيح والتهليل والتحميد لهن دوي كالنحل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: التسبيح والتهليل والتحميد لهن دوي كالنحل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب