حديث: إذا رُمي بنجم في الجاهلية كنّا نقول وُلد عظيم أو مات عظيم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وصف الملائكة عند نزول الوحي

عن ابن عباس، قال: أخبرني رجلٌ من أصحاب النبي ﷺ من الأنصار، أنّهم بينما هم جلوس ليلةً مع رسول اللَّه ﷺ رُمي بنجمٍ فاستنار، فقال لهم رسول اللَّه ﷺ: «ماذا كنتم تقولون في الجاهليّة إذا رُمي بمثل هذا؟». قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، كنّا نقول: وُلد اللّيلة رجل عظيم، ومات رجلٌ عظيم. فقال رسول اللَّه ﷺ: «فإنها لا يُرمي بها لموت أحد ولا لحياته، ولكنْ ربُّنا تبارك وتعالى اسْمُه إذا قضى أمرًا سبَّح حملةُ العرش، ثم سَبَّح أهلُ السّماء الذين يَلُونَهم، حتّى يبلُغَ التَّسْبيحُ أهلَ هذه السّماء الدُّنيا. ثم قال الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربّكم فيخبرونهم ماذا قال. قال: فيستخبر بعض أهل السّماوات بعضًا، حتى يبلغ الخبرُ هذه السّماء الدّنيا فتخطف الجنُّ السّمع فيقذفون إلى أوليائهم. ويُرْمَوْن به. فما جاؤوا به على وجهه فهو حقٌّ، ولكنَّهم يَقْرِفون فيه ويزيدون».

صحيح: رواه مسلم في السلام (٢٢٢٩) من طرق عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدّثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، حدثني علي بن حسين، أن عبد اللَّه بن عباس قال (فذكره).

عن ابن عباس، قال: أخبرني رجلٌ من أصحاب النبي ﷺ من الأنصار، أنّهم بينما هم جلوس ليلةً مع رسول اللَّه ﷺ رُمي بنجمٍ فاستنار، فقال لهم رسول اللَّه ﷺ: «ماذا كنتم تقولون في الجاهليّة إذا رُمي بمثل هذا؟». قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، كنّا نقول: وُلد اللّيلة رجل عظيم، ومات رجلٌ عظيم. فقال رسول اللَّه ﷺ: «فإنها لا يُرمي بها لموت أحد ولا لحياته، ولكنْ ربُّنا ﵎ اسْمُه إذا قضى أمرًا سبَّح حملةُ العرش، ثم سَبَّح أهلُ السّماء الذين يَلُونَهم، حتّى يبلُغَ التَّسْبيحُ أهلَ هذه السّماء الدُّنيا. ثم قال الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربّكم فيخبرونهم ماذا قال. قال: فيستخبر بعض أهل السّماوات بعضًا، حتى يبلغ الخبرُ هذه السّماء الدّنيا فتخطف الجنُّ السّمع فيقذفون إلى أوليائهم. ويُرْمَوْن به. فما جاؤوا به على وجهه فهو حقٌّ، ولكنَّهم يَقْرِفون فيه ويزيدون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث:


عن ابن عباس، قال: أخبرني رجلٌ من أصحاب النبي ﷺ من الأنصار، أنّهم بينما هم جلوس ليلةً مع رسول اللَّه ﷺ رُمي بنجمٍ فاستنار، فقال لهم رسول اللَّه ﷺ: «ماذا كنتم تقولون في الجاهليّة إذا رُمي بمثل هذا؟». قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، كنّا نقول: وُلد اللّيلة رجل عظيم، ومات رجلٌ عظيم. فقال رسول اللَّه ﷺ: «فإنها لا يُرمي بها لموت أحد ولا لحياته، ولكنْ ربُّنا تبارك وتعالى اسْمُه إذا قضى أمرًا سبَّح حملةُ العرش، ثم سَبَّح أهلُ السّماء الذين يَلُونَهم، حتّى يبلُغَ التَّسْبيحُ أهلَ هذه السّماء الدُّنيا. ثم قال الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربّكم فيخبرونهم ماذا قال. قال: فيستخبر بعض أهل السّماوات بعضًا، حتى يبلغ الخبرُ هذه السّماء الدّنيا فتخطف الجنُّ السّمع فيقذفون إلى أوليائهم. ويُرْمَوْن به. فما جاؤوا به على وجهه فهو حقٌّ، ولكنَّهم يَقْرِفون فيه ويزيدون».

1. شرح المفردات:


● رُمي بنجم فاستنار: أي انقضّ نجم (شهاب) من السماء فأضاء بشكل واضح.
● يَقْرِفون: يخلطون ويكذبون. وقيل: يقلبون الحق ويحرفونه.
● حملة العرش: الملائكة الموكلون بحمل عرش الرحمن.
● يَلُونَهم: يجاورونهم ويقتربون منهم في المنزلة.
● تخطف الجن السمع: تسمع الجن الكلمة من السماء مسرعة خفية.
● فيقذفون إلى أوليائهم: يرمون بها إلى من يتعاون معهم من الإنس (ككهنة العرب).
● يُرْمَوْن به: أي يرمي الجن الكهنةَ بهذه المعلومة المختلطة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف هذا الحديث المشهد الذي جلس فيه النبي ﷺ مع أصحابه ليلاً، فرأوا شهباً منيراً يسقط من السماء. فسألهم النبي عن تفسيرهم السابق لهذه الظاهرة في الجاهلية، فأجابوا أنهم كانوا يعتقدون أن سقوط النجم يعني ولادة عظيم أو موت عظيم. فبيّن النبي ﷺ أن هذا الاعتقاد باطل، وكشف عن الحقيقة الكونية وراء هذه الظاهرة.
فأخبر ﷺ أن سبب سقوط الشهب هو أن الله تعالى إذا قضى أمراً في السماء، تسبح الملائكة الموكلون بالعرش، ثم تتسلسل عملية التسبيح عبر طبقات الملائكة في السماوات حتى تصل إلى السماء الدنيا. ثم ينتقل خبر هذا القضاء الإلهي بين الملائكة بالسؤال، حتى يصل إلى السماء الدنيا، فتتلقفه الجن محاولة استراق السمع. فترمي الملائكة الجنَّ بالشهب لصدهم عن الاستماع، فتتلقف الجن هذه المعلومات أحياناً وتنقلها إلى أوليائهم من الإنس (كالكهنة والعرافين)، ولكنهم يخلطون فيها بالكذب والزيادة. فما وافق الحق من أخبارهم فهو صحيح، لكن غالبها مختلق ومحرف.

3. الدروس المستفادة منه:


● إبطال المعتقدات الجاهلية: بيان بطلان ما كان يعتقده العرب في الجاهلية من ربط الظواهر الطبيعية بأحداث الأرض.
● عظمة الله وقدرته: الحديث يظهر دقة النظام الكوني وتسخير الملائكة والجن فيه، demonstrating عظمة الخالق وإحكامه للكون.
● تحذير من الكهانة والعرافة: بيان أن ما يصل إلى الكهنة من أخبار هو خليط من الحق والباطل، وأن التعامل معهم محرم.
● التسليم لحكمة الله: بيان أن كل شيء في الكون يحدث بقضاء الله وقدره، وليس بسبب ولادة أو موت أحد.
● بيان حقيقة استراق الجن السمع: confirmation لحقيقة ذكرت في القرآن عن محاولات الجن استراق السمع وما يتبعها من رمي بالشهب.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بالغيبيات.
- يؤكد الحديث على ضرورة تجنب الكهان والمنجمين، وعدم تصديقهم، لقول النبي ﷺ: "من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد".
- فيه إثبات صفة الكلام لله تعالى كما يليق بجلاله، حيث يقول الملائكة: "ماذا قال ربكم".
- يظهر الحديث التسلسل في الخلق، من الملائكة المقربين حول العرش إلى سكان السماوات الأخرى، ثم السماء الدنيا حيث محاولات الجن.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في السلام (٢٢٢٩) من طرق عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدّثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، حدثني علي بن حسين، أن عبد اللَّه بن عباس قال (فذكره).
وقوله: «يقرفون»: معناه يخلطون فيه الكذب، وهو بمعنى يقذفون.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 478 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا رُمي بنجم في الجاهلية كنّا نقول وُلد عظيم أو مات عظيم

  • 📜 حديث: إذا رُمي بنجم في الجاهلية كنّا نقول وُلد عظيم أو مات عظيم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا رُمي بنجم في الجاهلية كنّا نقول وُلد عظيم أو مات عظيم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا رُمي بنجم في الجاهلية كنّا نقول وُلد عظيم أو مات عظيم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا رُمي بنجم في الجاهلية كنّا نقول وُلد عظيم أو مات عظيم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب