حديث: إن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إنّ الملائكة يكتبون أعمال القلوب

وعن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «قالت الملائكة: ربّ ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة -وهو أبصر به- فقال: ارقبوه. فإنّ عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنّما تركها من جرَّايَ».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٢٩) من طريق عبد الرزّاق، نا معمر، عن همام بن منبّه، قال: هذا ما حدَّثنا به أبو هريرة، عن رسول اللَّه ﷺ، فذكر أحاديث منها هذا.

وعن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «قالت الملائكة: ربّ ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة -وهو أبصر به- فقال: ارقبوه. فإنّ عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنّما تركها من جرَّايَ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الرجاء والأمل، رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «قالت الملائكة: ربّ ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة -وهو أبصر به- فقال: ارقبوه. فإنّ عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنّما تركها من جرَّايَ».

أولاً. شرح المفردات:


● يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً: أي عزم على فعل معصية وتوجه إليها بقلبه.
● وَهُوَ أَبْصَرُ بِهِ: أي الله تعالى أعلم به وبنيته وإرادته.
● ارْقَبُوهُ: اصبروا عليه وانتظروا ما سيفعل.
● مِنْ جَرَّايَ: أي من أجلي، وخوفًا مني، وتعظيمًا لحقي.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي ﷺ أن الملائكة الموكلين بتسجيل أعمال العباد يرون عبدًا من عباد الله قد همَّ بمعصية، فيقولون لله تعالى: "يا رب، هذا عبدك يريد أن يفعل سيئة"، مع اعترافهم بعلم الله المطلق به وبنيته، فيأمرهم الله تعالى أن ينتظروه ويراقبوه، فإن فعل المعصية كتبوها عليه كما هي، وإن تركها ولم يفعلها – مع قدرته عليها – كتبوها له حسنة كاملة؛ لأنه تركها خوفًا من الله وتعظيمًا له.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة رحمة الله تعالى: فالله يمهل العبد ولا يعاجله بالعقوبة، بل يعطيه فرصة للتوبة والتراجع.
2- النية الخالصة لها أجر عظيم: فمجرد ترك المعصية لله يُكتب بها حسنة، حتى لو كانت الإرادة قد وجدت في البداية.
3- الفرق بين الهم بالسيئة والعمل بها: الهم مجرد إرادة في القلب، أما العمل فهو التنفيذ، وقد يعفو الله عن الهم إذا لم يتحول إلى فعل.
4- حسن الظن بالله: فالله يعلم ضعف عبده، ويجازيه على مجرد الترك لوجهه، وهذا من أعظم أبواب الرجاء.
5- الحث على مجاهدة النفس: فالعبد إذا قاوم هواه وخاف الله، كُتبت له حسنة حتى قبل أن يفعل الخير.

رابعًا. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على أن الله يحاسب على العمل لا على مجرد الخواطر والوساوس، ما لم يستقر عليها القلب.
- فيه بيان لعظمة خوف الله في القلب، وأنه سبب لترك المعاصي وحصول الأجر.
- ينبغي للعبد أن يستحضر مراقبة الله في كل حال، ويعلم أن الله مطلع على نيته وإرادته.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يتركون المعاصي خوفًا منه، ويرجون رحمته، ويستحضرون مراقبته في كل لحظة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١٢٩) من طريق عبد الرزّاق، نا معمر، عن همام بن منبّه، قال: هذا ما حدَّثنا به أبو هريرة، عن رسول اللَّه ﷺ، فذكر أحاديث منها هذا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 561 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي

  • 📜 حديث: إن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب