حديث: دباغه طهوره

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في الانتفاع بجلود الميتة إذا دُبغتْ

عن أبي الخير قال: رأيتُ على ابنِ وعلةَ السبئي فَرْوًا، فَمَسِسْتُه فقال: مالك تَمْسُّه؟ قد سألتُ عبد الله بن عباس، قلت: إنا نكونُ بالمغرب ومعنا البربر والمجوسُ، نُؤتى بالكبش قد ذبحوه، ونحن لا نأكل ذبائحهم، ويأتونا بالسقاء يجعلون فيه الودك، فقال ابن عباس: قد سألنا رسول الله ﷺ عن ذلك؟ فقال: «دباغُه طهورُه».

صحيح: رواه مسلم في الحيض (٣٦٦: ١٠٦) من طريق عمرو بن الربيع، أخبرنا يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، أن أبا الخير حدثه، فذكره.

عن أبي الخير قال: رأيتُ على ابنِ وعلةَ السبئي فَرْوًا، فَمَسِسْتُه فقال: مالك تَمْسُّه؟ قد سألتُ عبد الله بن عباس، قلت: إنا نكونُ بالمغرب ومعنا البربر والمجوسُ، نُؤتى بالكبش قد ذبحوه، ونحن لا نأكل ذبائحهم، ويأتونا بالسقاء يجعلون فيه الودك، فقال ابن عباس: قد سألنا رسول الله ﷺ عن ذلك؟ فقال: «دباغُه طهورُه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع:
الحديث: عن أبي الخير قال: رأيتُ على ابنِ وعلةَ السبئي فَرْوًا، فَمَسِسْتُه فقال: مالك تَمْسُّه؟ قد سألتُ عبد الله بن عباس، قلت: إنا نكونُ بالمغرب ومعنا البربر والمجوسُ، نُؤتى بالكبش قد ذبحوه، ونحن لا نأكل ذبائحهم، ويأتونا بالسقاء يجعلون فيه الودك، فقال ابن عباس: قد سألنا رسول الله ﷺ عن ذلك؟ فقال: «دباغُه طهورُه».


1. شرح المفردات:


● ابن وعلة السبئي: هو تابعي جليل، من أهل مصر.
● فَرْوًا: جلد حيوان مكسو بالصوف أو الوبر، كان يُستخدم غالبًا للجلوس أو الفراش.
● تَمْسُّه: تلمسه وتتحسسه. سؤال ابن وعلة يدل على أن هناك حكمة أو علة في هذا الفراء جعلته مميزًا.
● المغرب: يقصد به هنا بلاد المغرب العربي (شمال إفريقيا).
● البربر والمجوس: البربر هم سكان شمال إفريقيا الأصليين آنذاك، والمجوس هم عبدة النار (من الفرس). والمقصود هنا أهل الكتاب أو الكفار بشكل عام ممن لا تؤكل ذبائحهم.
● الودك: الشحم المُذاب أو الدسم.
● السقاء: وعاء من الجلد يُخزن فيه السوائل مثل الماء أو اللبن أو الودك.
● دباغه طهوره: الدباغ هو عملية معالجة الجلد بالمواد القوية (كالشبّ والقَرَظ وغيرها) لتطهيره وإزالة الرطوبة والنتن منه. و(طهوره) أي سبب طهارته.


2. شرح الحديث:


● القصة: يروي أبو الخير أنه رأى الصحابي الجليل عبد الله بن وعلة السبئي يرتدي أو يمتلك فراءً (جلدًا فيه صوف)، فلمسه متعجبًا أو مستفسرًا.
- فسأله ابن وعلة: لماذا تلمسه؟ ثم شرع يشرح له السبب، وهو أنه سأل عبد الله بن عباس - حبر الأمة وترجمان القرآن - عن مسألة مهمة واجهتهم.
● السؤال لابن عباس: كان الصحابة في بلاد المغرب، وكان معهم أناس من البربر والمجوس (غير المسلمين)، وكان هؤلاء يذبحون الحيوانات (مثل الكبش) ويقدمونها لهم، لكن الصحابة لا يأكلونها لأنها ذبائح غير المسلمين (وهي ميتة وحرمها الله تعالى إلا ما ذُكر اسم الله عليه). كما كانوا يأتونهم بأوعية من الجلد (سقاء) يضعون فيها الشحم (الودك)، والجلد هذا مأخوذ من حيوان ميت أو مذبوح على غير الطريقة الإسلامية، فشكّوا في طهارته وجواز الانتفاع به.
● جواب النبي ﷺ: أجابهم ابن عباس رضي الله عنهما بأنهم قد سألوا رسول الله ﷺ عن نفس المسألة (أي عن الانتفاع بجلود الميتة)، فأجابهم بقوله: «دباغه طهوره».


3. المعنى الإجمالي والشرح:


معنى الحديث أن جلد الحيوان الميت (الذي لم يذكَّ عليه اسم الله عند ذبحه) يكون نجسًا لا يحل الانتفاع به. ولكن إذا عُولج هذا الجلد بعملية الدباغ، فإن هذه المعالجة تُطهِّره وتجعله طاهرًا بحل الانتفاع به في أي شيء إلا الأكل.
● الدباغ يطهر الجلد: هذا حكم عام يشمل جميع جلود الميتة، سواء كانت من حيوان مأكول اللحم أم غير مأكول، ما عدا جلد الخنزير فإنه لا يطهر بالدباغ لنجاسته الأصلية.
● مشروعية الانتفاع بالجلد المدبوغ: بعد الدباغ يصبح الجلد طاهرًا، فيجوز استخدامه في الفراش، والملابس، والحقائب، وأوعية السوائل (كالسقاء في الحديث)، وغير ذلك من المنافع.
● الحكمة من الدباغ: عملية الدباغ تقتل العوامل المسببة للنتن والتعفن وتزيل الأوساخ والدماء والشحوم العالقة، فتصير كالاستحالة التي تُغيّر طبيعة النجس إلى طاهر.


4. الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة رحمة الإسلام ويسره: شرع الله لعباده من الأحكام ما فيه تيسير عليهم ورفع الحرج، فلو بقي الجلد على نجاسته لضاق الأمر على الناس في معيشتهم وتجارتهم.
2- جواز الانتفاع بجلود الميتة بعد دبغها:這是 فتوى عظيمة تفتح بابًا واسعًا للصناعة والتجارة والاستفادة من الموارد دون حرج.
3- الأخذ بالعلم والفتوى من أهله: توجه الصحابة والتابعون إلى العلماء الكبار مثل ابن عباس ليفتوا لهم في نوازلهم، وهذا دليل على أهمية الرجوع إلى أهل العلم المعتبرين.
4- التطهر من النجاسات الحسية: الإسلام دين النظافة والطهارة، وهذا الحديث أصل من أصول تطهير الأشياء المتنجسة بتحويلها إلى طاهرة نافعة.
5- بيان حلية الانتفاع بالجلود المدبوغة: يجوز الاتجار بها ولبسها والجلوس عليها، وهو ما جرى عليه عمل المسلمين عبر العصور.


5. معلومات إضافية:


● مخرج الحديث: أخرجه الإمام مالك في "الموطأ"، والإمام الشافعي في "مسنده"، والإمام أحمد في "مسنده"، والنسائي، وابن ماجه، وص
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحيض (٣٦٦: ١٠٦) من طريق عمرو بن الربيع، أخبرنا يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، أن أبا الخير حدثه، فذكره.

معلومات عن حديث: دباغه طهوره

  • 📜 حديث: دباغه طهوره

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: دباغه طهوره

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: دباغه طهوره

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: دباغه طهوره

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب