حديث: كنا نغزو مع رسول الله فنصيب من آنية المشركين وأسقيتهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب جواز الانتفاع بأواني المشركين وأسقيتهم

عن جابر قال: كنا نغزو مع رسول الله ﷺ، فنصيبُ من آنية المشركين وأسقيتهم فنستمتع بها، فلا يعيب ذلك عليهم.

حسن: رواه أبو داود (٣٨٣٨)، والبيهقي (١/ ٣٢) وأحمد (١٥٠٥٣) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى - وزاد أبو داود: وإسماعيل (هو ابن علية) - عن برد بن سنان، عن عطاء (هو ابن أبي رباح)، عن جابر فذكره.

عن جابر قال: كنا نغزو مع رسول الله ﷺ، فنصيبُ من آنية المشركين وأسقيتهم فنستمتع بها، فلا يعيب ذلك عليهم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.

أولاً. شرح المفردات:


● نغزو: أي نجاهد في سبيل الله.
● آنية المشركين: جمع إناء، وهي الأوعية التي يأكلون ويشربون فيها.
● أسقيتهم: جمع سقاء، وهو وعاء الماء من الجلد أو غيره.
● نستمتع بها: نستخدمها وننتفع بها.
● فلا يعيب ذلك علينا: لا ينكر علينا رسول الله ﷺ ذلك الفعل ولا يمنعنا منه.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن حالهم في الغزو مع رسول الله ﷺ. فكانوا إذا غنموا أواني المشركين وأوعيتهم التي كانوا يستعملونها للأكل والشرب، كان الصحابة يأخذونها ويستعملونها لأنفسهم، ولم يكن النبي ﷺ ينههم عن ذلك أو يعيب عليهم هذا الفعل.
وهذا يدل على طهارة أواني الكفار وحل استعمالها إذا لم نعلم بنجاستها بيقين. فالأصل في الأشياء الطهارة، ولا نحكم على إناء الكافر بالنجاسة إلا إذا علمنا أنه استعمله في شيء نجس، أو كان متنجساً بنجاسة معينة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- اليسر ورفع الحرج في الشريعة الإسلامية: فلم يكلف الصحابة بتغسيل هذه الأواني أو السؤال عما كان فيها، ما دام الأصل الطهارة.
2- جواز الانتفاع بآنية الكفار إذا لم تكن مصنوعة من الذهب أو الفضة (تحرم للرجال)، ولم نعلم يقيناً أنها تنجست بنجاسة.
3- طهارة أهل الكتاب (اليهود والنصارى) كطهارة المسلمين في الأصل، لأن الحديث ذكر "المشركين" وهو يشملهم، وهذا مذهب جمهور العلماء.
4- الحكم على الأشياء بأصلها وهو الطهارة، ولا ننتقل عن هذا الأصل إلا بدليل.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- ذهب جمهور العلماء (من الحنفية والشافعية والحنابلة) إلى طهارة آنية الكفار بناء على هذا الحديث وغيره، واستحبوا غسلها إن أمكن.
- إذا علمنا أن الإناء قد استعمل في نجاسة (كخمر أو لحم خنزير)، فإنه يجب غسله قبل استعماله.
- هذا الحديث من الأدلة على سماحة الإسلام وواقعيته، حيث أباح الانتفاع بهذه المغانم في ظروف الجهاد والغزو، مما ييسر على المجاهدين أمور معيشتهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٨٣٨)، والبيهقي (١/ ٣٢) وأحمد (١٥٠٥٣) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى - وزاد أبو داود: وإسماعيل (هو ابن علية) - عن برد بن سنان، عن عطاء (هو ابن أبي رباح)، عن جابر فذكره.
وإسناده حسن من أجل برد بن سنان، فإنه حسن الحديث.
ورواه أحمد (١٤٥٠١)، والطحاوي (١/ ٤٧٣) من طريق محمد بن راشد، عن سليمان بن موسى، عن عطاء بن أبي رباح به نحوه، وزادا «وكلها ميتة»، وزاد الطحاوي: «فتنتفع بذلك».
وإسناده لا بأس به من أجل محمد بن راشد وشيخه.

معلومات عن حديث: كنا نغزو مع رسول الله فنصيب من آنية المشركين وأسقيتهم

  • 📜 حديث: كنا نغزو مع رسول الله فنصيب من آنية المشركين وأسقيتهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كنا نغزو مع رسول الله فنصيب من آنية المشركين وأسقيتهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كنا نغزو مع رسول الله فنصيب من آنية المشركين وأسقيتهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كنا نغزو مع رسول الله فنصيب من آنية المشركين وأسقيتهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب