حديث: لا تركبوا الخز والنمار
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في النهي عن جلود السباع
قال: وكان معاوية لا يُتّهم في الحديث عن رسول الله ﷺ.
صحيح: رواه أبو داود (٤١٢٩)، وابن ماجه (٣٢٥٦) وأحمد (١٦٨٤٠) كلهم من طريق وكيع، حدّثنا أبو المعتمر، عن ابن سيرين، عن معاوية فذكره، واللفظ لأبي داود ومثله لفظ أحمد.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحديث:
عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لَا تَرْكَبُوا الْخَزَّ وَالنِّمَارَ».
وقول الراوي: "وكان معاوية لا يُتَّهَم في الحديث عن رسول الله ﷺ".
1. شرح المفردات:
● الْخَزَّ: نوع من الحرير الفاخر المُخَصَّص للبس والفرش، وكان يُصنع من وبر حيوان "الخز" (حيوان يشبه السنجاب) أو يُنسج من الحرير الخالص، وهو باهظ الثمن ومظهر للترف.
● النِّمَارَ: جمع "نمر"، وهو جلد النمر المُفروش أو المُستخدم للجلوس أو الركوب، وكان يُعتبر من مظاهر الترف والفخر.
2. شرح الحديث:
نهى النبي ﷺ عن ركوب أو استخدام "الخز" و"النمار" (جلود النمور) كفراش أو وسائد للجلوس أو الركوب. والنهي هنا يحمل معنى الكراهة التنزيهية أو التحريم حسب السياق، ويرجع ذلك إلى عدة حِكَم:
● الزهد والتواضع: النهي عن الترف المفرط والبذخ الذي قد يؤدي إلى الكبر أو الإعجاب بالنفس، وخروج عن روح الإسلام الذي يدعو إلى التواضع والقناعة.
● التشبه بالجبابرة والمترفين: كان الخز والنمار من مظاهر البذخ التي يتفاخر بها الملوك والأغنياء في الجاهلية، فنهى الإسلام عن التشبه بهم.
● الحفاظ على القيم الإسلامية: تجنب مظاهر الترف التي قد تلهي عن ذكر الله أو تسبب الحسد بين الناس.
3. الدروس المستفادة:
● اجتناب مظاهر الترف والبذخ: الإسلام يدعو إلى الاعتدال في الحياة، وعدم الانشغال بالزينة الدنيوية الفاخرة.
● التواضع خلق إسلامي: المسلم يتجنب كل ما يُظهر الكبر أو التفاخر على الآخرين.
● النهي عن التشبه بأهل الجاهلية: يجب على المسلم أن يكون مميزًا في مظهره وسلوكه، بعيدًا عن عادات الجاهلية.
● مراعاة مشاعر الفقراء: استخدام مثل هذه الأشياء الفاخرة قد يُجرح مشاعر المحتاجين ويوسع الفجوة بين الطبقات.
4. معلومات إضافية:
● صحة الحديث: الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند" وغيره، وحسنه بعض العلماء، وقول الراوي "كان معاوية لا يُتَّهَم في الحديث" يؤكد صدقه وضبطه في الرواية.
● الفقهي: ذهب بعض الفقهاء إلى كراهة استخدام هذه الأشياء للرجال خاصة إذا قصد بها الفخر والتباهي، بينما أجازها آخرون للضرورة أو للحاجة المشروعة.
● المناسبة: النهي هنا ليس عن مادة الخز أو النمر ذاتها، بل عن استخدامها في contexts تظهر الترف والتكبر. وقد يُستثنى من ذلك الحالات الضرورية أو التي لا قصد فيها للفخر.
الخاتمة:
هذا الحديث يُعَلِّمنا الاعتدال في الحياة والبعد عن مظاهر الترف التي تذهب بروح التواضع والإخاء في المجتمع. وهو من جوامع كلم النبي ﷺ التي تحمل حكماً عظيمة تنظم حياة المسلم المادية والروحية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ولفظ ابن ماجه: كان رسول الله ﷺ ينهى عن ركوب النمور.
وإسناده صحيح، وأبو المعتمر قال أبو داود: اسمه يزيد بن طهمان، كان ينزل الحيرة». وهو ثقة أيضًا.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب
- 1 هلَّا انتفعتم بجلدها إنما حرم أكلها
- 2 ما على أهلها لو انتفعوا بإهابها
- 3 دبغنا مسك الشاة ثم ننبذ فيه حتى صار شنا
- 4 ألا أخذتم إهابها فاستمتعتم به
- 5 إذا دبغ الإهاب فقد طهر
- 6 دباغه طهوره
- 7 ذكاة الميتة دباغها
- 8 طهور كل أديم دباغه
- 9 إهاب دبغ فقد طهر
- 10 ذكاة الأديم دباغه
- 11 لا تستمتعوا من الميتة بإهاب ولا عصب
- 12 نهي رسول الله ﷺ عن جلود السباع أن تفترش
- 13 لا تركبوا الخز والنمار
- 14 نهي رسول الله ﷺ عن لبس الحرير والذهب إلا مقطعا
- 15 نهى رسول الله ﷺ عن الحرير والذهب ومياثر النمور
- 16 نهى رسول الله ﷺ عن لبس جلود السباع والركوب عليها
- 17 كنا نغزو مع رسول الله فنصيب من آنية المشركين وأسقيتهم
معلومات عن حديث: لا تركبوا الخز والنمار
📜 حديث: لا تركبوا الخز والنمار
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تركبوا الخز والنمار
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تركبوا الخز والنمار
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تركبوا الخز والنمار
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








