حديث: لا تستمتعوا من الميتة بإهاب ولا عصب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما رُويَ في النهي عن الانتفاع بجلود الميتة

رُويَ عن عبد الله بن عُكيم قال: قرئ علينا كتاب رسول الله ﷺ بأرض جهة وأنا غلام شاب -: «أن لا تستمتعوا من الميتة بإهاب ولا عصبٍ». وزاد في رواية: قبل موته بشهر.

ضعيف: رواه أبو داود (٤١٢٧)، والنسائي (٤٢٦٠)، وابن ماجه (٣٦١٣)، وأحمد (١٨٧٨٠)، وصحّحه ابن حبان (١٢٧٨)، كلهم من طريق شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن عُكيم فذكره، ورجاله ثقات.

رُويَ عن عبد الله بن عُكيم قال: قرئ علينا كتاب رسول الله ﷺ بأرض جهة وأنا غلام شاب -: «أن لا تستمتعوا من الميتة بإهاب ولا عصبٍ». وزاد في رواية: قبل موته بشهر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:


روي عن عبد الله بن عُكيم قال: قرئ علينا كتاب رسول الله ﷺ بأرض جهينة وأنا غلام شاب: «أن لا تستمتعوا من الميتة بإهاب ولا عصب». وزاد في رواية: قبل موته بشهر.


1. شرح المفردات:


● جهينة: قبيلة عربية معروفة، والمقصود "أرض جهينة" أي منطقة سكناهم.
● الميتة: كل حيوان مات دون ذكاة شرعية (أي دون تذكية شرعية).
● إهاب: الجلد، وهو ما يغطي جسم الحيوان.
● عصب: العصب هو الأوتار والأربطة التي تربط العظام بعضها ببعض، وقيل: هي الأوعية الدموية والعروق.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث الشريف ينهى عن الانتفاع بجلد الميتة وعصبها، أي لا يجوز استعمال جلد الحيوان الميت الذي لم يذكَّ ذكاة شرعية، ولا الانتفاع بأوتاره وعروقه. وهذا النهي يدل على تحريم ذلك، لأن الميتة نجسة، ولا يطهرها الدبغ عند جمهور العلماء خلافًا لبعض الآراء.
والزيادة في الرواية: "قبل موته بشهر" أي قبل وفاة النبي ﷺ بشهر، مما يدل على أن هذا الحكم كان من آخر ما نزل من الأحكام، وهو مما يؤكد تأكيد النهي وتحريم الانتفاع بجلد الميتة وعصبها.


3. الدروس المستفادة:


- تحريم الانتفاع بجلد الميتة وعصبها، وهذا يدل على أن النجاسة لا تزول بالدبغ عند جمهور العلماء، خلافًا لمن قال بطهارة الجلد بالدبغ.
- التأكيد على طهارة المأكل والمشرب والملبس، وأن الإسلام حريص على طهارة المسلم في بدنه وثيابه.
- هذا الحديث من الأحاديث التي تدل على اهتمام الصحابة رضي الله عنهم بنقل سنة النبي ﷺ، حتى في آخر أيامه.
- يؤخذ منه أن الجلد والعصب من الميتة نجسان ولا يحل الانتفاع بهما.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني.
- جمهور العلماء على تحريم الانتفاع بجلد الميتة حتى وإن دبغ، إلا ما جاء في بعض الأحاديث التي فيها إباحة جلد الميتة إذا دبغ، ولكن هذا الحديث يخصص تلك العمومات أو ينسخها لأنه متأخر.
- يستثنى من ذلك جلد ما ذكي ذكاة شرعية، فإنه طاهر وحلال.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبينا محمد ﷺ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤١٢٧)، والنسائي (٤٢٦٠)، وابن ماجه (٣٦١٣)، وأحمد (١٨٧٨٠)، وصحّحه ابن حبان (١٢٧٨)، كلهم من طريق شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن عُكيم فذكره، ورجاله ثقات.
ورواه الترمذي (١٧٢٩) من وجه آخر عن الحكم، وقال: «حديث حسن».
والزيادة عند ابن حبان (١٢٧٧)، والطبراني في الأوسط (٧٦٤٢) من طريق أبان بن تغلب، عن الحكم بن عتيبة به. وأبان بن تغلب ثقة.
ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢٥٧٥)، والطبراني في الأوسط (٤٥٢٦)، والطحاوي (١/ ٤٦٤) والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ٢٥) من طرق عن صدقة بن خالد، ثنا يزيد ابن أبي مريم، عن القاسم بن مخيمرة، عن عبد الله بن عُكيم الجهني قال: حدّثنا مشيخة لنا من جهينة أن رسول الله ﷺ كتب إليهم: أن لا تستمتعوا من الميتة بشيء.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن، ويُروى عن عبد الله بن عكيم، عن أشياخ لهم هذا الحديث، وليس العمل على هذا عند أكثر أهل العلم، وقد روي هذا الحديث عن عبد الله بن عكيم أنه قال: أتانا كتاب النبي ﷺ قبل وفاته بشهرين.
قال: وسمعتُ أحمد بن الحسن يقول: كان أحمد بن حنبل يذهب إلى هذا الحديث لما ذكر فيه قبل وفاته بشهرين، وكان يقول كان هذا آخر أمر النبي ﷺ، ثم ترك أحمد بن حنبل هذا الحديث لما اضطربوا في إسناده حيث روى بعضهم فقال: عن عبد الله بن حكيم عن أشياخ لهم من جهينة، وأخذ بحديث ابن عباس. انظر: المنة الكبرى (١/ ٢٩٣).
وأما ما رُويَ عن جابر بن عبد الله قال: بينا أنا عند رسول الله ﷺ إذ جاءه ناسٌ، فقالوا: يا رسول الله، إن سفينةً لنا انكسرتْ، وإنا وجدنا فاقةً سمينة مبينة، فأردنا أن ندّهنَ بها سفينتَنا، وإنما هي عود، وهي على الماء؟، فقال رسول الله ﷺ: «لا تنتفعوا بشيء من الميتة». فهو ضعيف.
رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٤٦٨) من طريق ابن وهب قال: حدثني زمعة بن صالح، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.
وهو في مسند ابن وهب كما في تنقيح التحقيق (١/ ١٠٧)، ورواه أيضًا ابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه (١٥٨)، وابن حيان الأصبهاني في طبقاته (٢٦٨) كلاهما من طريق زمعة بن صالح به. بلفظ: «لا يُنتفع من الميتة بشيء». وليس عند ابن شاهين ذكر القصة.
وزمعة بن صالح الجندي ضعيف.
فقه الباب:
لا خلاف بين أهل العلم في نجاسة إهاب الميتة قبل دباغه إلا ما رويَ عن الزّهريّ أنه ينتفعُ بجلود الميتة وإن لم تُدبغ، تمسكًا بعموم قوله ﷺ في حديث ميمونة: «إنما حرم من الميتة أكلُها». واختلفوا في طهارته بعد الدباغ.
فقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «أما طهارة جلود الميتة بالدباغ ففيها قولان مشهوران للعلماء في الجملة:
أحدهما: أنها تطهر بالدباغ. وهو قول أكثر العلماء كأبي حنيفة والشافعي وأحمد في إحدى الروايتين.
والثاني: لا تطهر، وهو المشهور في مذهب مالك، وهو أشهر الروايتين عن أحمد أيضا، اختارها أكثر أصحابه، لكن الرواية الأولى هي آخر الروايتين عنه كما نقله الترمذي عن أحمد بن الحسن الترمذي عنه أنه كان يذهب إلى حديث ابن عكيم ثم ترك ذلك بأخرة» اهـ. مجموع الفتاوي (٢١/ ٩٠ - ٩١).
وذهب بعض أهل العلم إلى الجمع بين حديث ابن عباس وحديث ابن عُكيم منهم الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى فقال: «وطائفة عملت بالأحاديث كلها، ورأت أنه لا تعارض بينها، فحديث ابن عكيم إنما فيه النهي عن الانتفاع بإهاب الميتة. - والإهاب: هو الجلد الذي لم يدبغ، كما قاله النضر بن شميل، وقال الجوهري: الإهاب الجلد ما لم يدبغ، والجمع: أُهُب - وأحاديث الدباغ: تدل على الاستمتاع بها بعد الدباغ، فلا ننافي بينها، وبهذه الطريقة تأتلف السنن، وتستقر كل سنة منها في مستقرها، وبالله التوفيق». تهذيب السنن (٦/ ٦٧ - ٦٨).

معلومات عن حديث: لا تستمتعوا من الميتة بإهاب ولا عصب

  • 📜 حديث: لا تستمتعوا من الميتة بإهاب ولا عصب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تستمتعوا من الميتة بإهاب ولا عصب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تستمتعوا من الميتة بإهاب ولا عصب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تستمتعوا من الميتة بإهاب ولا عصب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب