حديث: ذكاة الأديم دباغه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في الانتفاع بجلود الميتة إذا دُبغتْ

عن سلمة بن المحبّق أن رسول الله ﷺ مرَّ ببيت بفنائه قربة معلقة، فاستقى فقيل: إنها ميتة. قال: «ذكاة الأديم دباغه».

حسن: رواه أبو داود (٤١٢٥)، والنسائي (٤٢٤٣) وصحَّحه ابن حبان (٤٥٢٢) والحاكم (٤/ ١٤١) كلهم من حديث همام، عن قتادة، عن الحسن، عن جون بن قتادة، عن سلمة بن المحبق فذكره.

عن سلمة بن المحبّق أن رسول الله ﷺ مرَّ ببيت بفنائه قربة معلقة، فاستقى فقيل: إنها ميتة. قال: «ذكاة الأديم دباغه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف ورد في سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، وهو من الأحاديث التي تبين سماحة الإسلام ويسره، وتوضح جانبًا مهمًا من جوانب الطهارة.

الحديث بلفظه:


عن سلمة بن المحبّق أن رسول الله ﷺ مرَّ ببيت بفنائه قربة معلقة، فاستقى فقيل: إنها ميتة. قال: «ذكاة الأديم دباغه».


١. شرح المفردات:


● سلمة بن المحبّق: صحابي جليل، روى عنه عدد من التابعين.
● فنائه: صَحْن البيت أو فِناؤه، وهو المكان المتسع أمامه.
● قربة: إناء يُصنع من جلد الحيوان ليُحفظ فيه الماء أو السوائل.
● معلقة: مُعَلَّقة في مكان بارز للاستخدام.
● استقى: طلب الماء ليشرب.
● ميتة: هنا يعني أن الجلد الذي صُنعت منه القربة هو من حيوان لم يُذَكَّى ذكاة شرعية (أي لم يُذبَح وفق الشريعة الإسلامية)، فكان جلد ميتة.
● ذكاة الأديم دباغه: "ذكاة" means التطهير، "الأديم" means الجلد، "دباغه" means دبغه. أي أن تطهير الجلد يكون بدبغه.


٢. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل سلمة بن المحبّق أن النبي صلى الله عليه وسلم مر ببيت، فرأى في فِنائه (أي في ساحته) قربةً معلقةً (أي إناء من الجلد مُعَلَّق للاستعمال)، فطلب النبي صلى الله عليه وسلم أن يُشرَب منها، فقيل له: إن هذه القربة مصنوعة من جلد حيوان ميت (أي لم يُذَكَّى ذكاة شرعية، فجلده نجس لأنه ميتة). فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ذكاة الأديم دباغه»، أي أن تطهير جلد الميتة يكون بدبغه.
الدبغ: هو معالجة الجلد بمواد طبيعية (كالقَرَظ أو غيره) لتليينه وتنظيفه وإزالة الرائحة الكريهة منه.
فالحديث يبين أن جلد الميتة (الحيوان الذي لم يُذَكَّى) يكون نجسًا في الأصل، ولكن إذا دُبغ صار طاهرًا، وجاز الانتفاع به في غير الأكل والشرب، كاستعماله قربةً للماء، أو سجادةً للصلاة، أو غير ذلك.


٣. الدروس المستفادة منه:


١- اليسر ورفع الحرج: الإسلام دين يسر، وهذا الحديث من أظهر الأمثلة على ذلك، حيث جعل الدبغ وسيلة لتطهير جلد الميتة، مما يوسع دائرة الطهارة والانتفاع بالأشياء.
٢- طهارة الجلد المدبوغ: ذهب جمهور العلماء (من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة) إلى أن الدبغ يطهر جلد الميتة، واستدلوا بهذا الحديث. وهذا رأي الجمهور.
٣- جواز الانتفاع بجلد الميتة بعد الدبغ: يجوز استخدام الجلد المدبوغ في الأمور المباحة، كالملابس، والأوعية، والسجاجيد، وغيرها. لكن لا يجوز أكله أو الشرب فيه إذا كان من ميتة، لأن الدبغ يطهره للاستعمال الخارجي لا للأكل.
٤- التأكيد على النظافة والطهارة: الدبغ عملية تنظيفية، فالشريعة تحرص على النظافة في كل شيء.
٥- رد على من يحرم الانتفاع بجلد الميتة مطلقًا: بعض الناس قد يظن أن جلد الميتة نجس دائماً ولا يطهر، وهذا الحديث يرد على ذلك ويبين الحكم الشرعي.


٤. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم الانتفاع بالجلد المدبوغ: جمهور العلماء على جواز الانتفاع به في غير الأكل والشرب.
● الفرق بين الجلد المدبوغ والجلد المذكي: الجلد المذكي (من الحيوان المذكى) طاهر حتى بدون دبغ، أما جلد الميتة فيطهر بالدبغ فقط.
● أقوال العلماء: استدل الإمام الشافعي والإمام أحمد وغيرهما بهذا الحديث على طهارة الجلد المدبوغ.
● تنبيه: بعض العلماء قيدوا ذلك بما لا يؤكل لحمه (كالكلب والخنزير) فقالوا بعدم طهارة جلده حتى بالدبغ، ولكن الراجح عند الجمهور عموم الحديث.


الخلاصة:


الحديث يدل على أن دبغ الجلد يطهره ويجعل الانتفاع به جائزًا، مما يظهر سماحة الإسلام ومرونته، ويرفع الحرج عن الناس، ويوسع لهم في أمور الطهارة والاستفادة من المتاح.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤١٢٥)، والنسائي (٤٢٤٣) وصحَّحه ابن حبان (٤٥٢٢) والحاكم (٤/ ١٤١) كلهم من حديث همام، عن قتادة، عن الحسن، عن جون بن قتادة، عن سلمة بن المحبق فذكره. وإسناده حسن، من أجل جون بن قتادة. وقد سئل الإمام أحمد عنه فقال: لا أعرفه، ولكن قال علي بن المديني: جون معروف، وجون لم يرو عنه غير الحسن، إلا أنه معروف.
وقال في موضع آخر: الذين روى عنهم الحسن من المجهولين: فذكرهم وذكر منهم: جون بن قتادة.
قال الأعظمي: المقصود بقوله من المجهولين أي قليل الرواية، لا أنه غير معروف عنده حتى لا يتعارض قولاه.
فالخلاصة فيه أنه حسن الحديث. انظر أيضًا: التلخيص (١/ ٤٩).
وفي معناه رُوِيَ عن العالية بنت سُبيع أنها قالت: كان لي غنمٌ بأحد، فوقعَ فيها الموتُ، فدخلتُ على ميمونة زوج النبي ﷺ، فذكر ذلك لها، فقالت لي ميمونة: لو أخذت جلودَها فانتفعتِ بها. قالت: فقلت: أو يحل ذلك؟ قالت: نعم. مر على رسول الله ﷺ رجالٌ من قريش، يَجُرُّون شاةً لهم مثل الحمار فقال لهم رسول ﷺ الله: «لو أخذتم إهابها». قالوا: إنها ميتة. فقال رسول الله ﷺ: «يطهرها الماء والقرظُ».
رواه أبو داود (٤٤١٢)، والنسائي (٤٢٥٩)، وأحمد (٢٦٨٣٣)، وصحَّحه ابن حبان (١٢١٩) كلهم من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن كثير بن فرقد، عن عبد الله بن مالك بن حُذافة حدثه عن أمه العالية بنت بيع، أنها قالت: فذكرته.
وفيه عبد الله بن مالك بن حذافة ذكره الذهبي في الميزان وقال: ما روي عنه سوى كثير بن فرقد، ففيه جهالة.
وقال الحافظ «مقبول» يعني حيث يُتابع، ولم أجد من تابعه.
وأمه العالية بنت سُبيع لم يرو عنها إلا ابنُها عبد الله بن مالك ولم يُؤثر توثيقها إلا عن العجلي فقال: «مدنية تابعية ثقة».
وأما الذهبي فذكرها في المجهولات من الميزان.
وفي معناه رُوي أيضًا عن سلمان قال: كان لبعض أمهات المؤمنين شاةٌ فماتتْ، فمرّ رسول الله ﷺ عليها فقال: ما ضرَّ أهل هذه لو انتفعوها بإهابها». رواه ابن ماجه (٣٦١١) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن ليث، عن شهر بن حوشب، عن سلمان فذكره.
وإسناده ضعيف، لضعف ليث وهو ابن أبي سُليم.
وبه أعلّه البوصيري في مصباح الزجاجة (٤/ ١٥٣). وفيه شهر بن حوشب وفيه كلام معروف غير أنه حسن الحديث.
وأما ما رُويَ عن المغيرة بن شعبة قال: دعاني رسولُ الله ﷺ بماء، فأتيتُ خباءً فإذا فيه امرأة أعرابيةٌ، قال: فقلت: إن هذا رسول الله ﷺ، وهو يريد ماء يتوضأ، فهل عندك من ماء؟ قالت: بأبي وأمي رسول الله ﷺ، فوالله ما تظلُّ السماءُ، ولا تقل الأرضُ روحًا أحب إليَّ من روحه، ولا أعزَّ، ولكن هذه القربة مَسْك ميتة، ولا أحبُّ أُنجس به رسول الله ﷺ، فرجعتُ إلى رسول الله ﷺ، فأخبرتُه، فقال: «ارجعْ إليها، فإنْ كانتْ دبغتْها، فهي طهورُها» قال: فرجعتُ إليها، فذكرتُ ذلك لها، فقالت: إي واللهِ، لقد دبغتُها، فأتيتُه بماءٍ منها، وعليه يومئذ جبةٌ شاميةٌ، وعليه خفان، وخمار. قال: فأدخل يديه من تحت الجبة، قال: من ضيق كُمَّيْها. قال: فتوضأ، فمسح على الخمار، والخفين. فهو ضعيف.
رواه أحمد (١٨٢٢٥)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ٣٦٨) كلاهما من طريق أبي المغيرة (هو عبد القدوس بن الحجاج)، حدّثنا معان بن رفاعة، حدثني علي بن يزيد، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة الباهلي، عن المغيرة بن شعبة، فذكره.
واللفظ لأحمد ولم يذكر الطبراني القصة وهو عنده مختصر بلفظ: «عن النبي ﷺ أنه قال في جلد الميتة: «دباغُه طهوره».
وفيه علي بن يزيد الألهاني ضعيف باتفاق أهل العلم، والراوي عنه معان بن رفاعة مختلف فيه، والغالب عليه الضعف.
وكذلك لا يصحُّ ما رُوي عن ثابت قال: كنت جالسًا مع عبد الرحمن بن أبي ليلى في المسجد فأتى رجل ضخم فقال: يا أبا عيسى قال: نعم. قال: حدِّثْنا ما سمعت في الفراء، فقال: سمعتُ أبي يقول: كنتُ جالسًا عند النبي ﷺ فأتى رجلٌ فقال: يا رسول الله، أصلّي في الفِراء؟ قال: «فأين الدباغ؟» فلما ولّى قلتُ: من هذا؟ قال: هذا سويدُ بن غفلة.
رواه أحمد (١٩٠٦٠) وابنه عبد الله كلاهما عن عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، حدّثنا علي بن هاشم، عن ابن أبي ليلى، عن ثابت فذكره.
وفيه ابن أبي ليلى وهو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ضعيف.
وقوله: «فلما ولّى قلت ... الخ» القائل هو ثابت البناني يسأل عن ذلك الرجل الضخم.
وفي الباب أيضًا عن عائشة زوج النبي ﷺ أن رسول الله ﷺ أمر أن يُستمتع بجلود الميتة إذا دُبغتْ. رواه مالك في الصيد (١٨) عن يزيد بن عبد الله بن قُسيط، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أمه، عن عائشة فذكرته.
ومن طريق مالك رواه أبو داود (٤١٢٤)، والنسائي (٤٢٦٣)، وابن ماجه (٣٦١٢)، وأحمد (٢٤٤٤٧)، وصحَّحه ابن حبان (١٢٨٦).
وأم محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان لم يرو عنها سوى ابنها محمد، ولم يُوثِّقْها سوى ابن حبان؛ ولذا قال الحافظ: «مقبولة» يعني حيث تتابع وإلا فليّنة الحديث. ولم أجد من تابعها على هذا الإسناد.
وبها أعلّه الإمام أحمد. قال عبد الله بن أحمد في كتاب العلل (٤٨٢٧) ما تقول في هذا الحديث؟ قال: فيه أمه، مَن أمه؟ كأنه أنكره من أجل أمه.
وفي الباب أيضًا عن ابن عباس قال: أراد النبي ﷺ أن يتوضّأ من سقاء، فقيل له: إنه ميتة. قال: «دباغه يُذهبُ خبثَه أو رجسَه أو نجسَه».
رواه أحمد (٢٨٧٨)، وابن خزيمة (١١٤)، والحاكم (١/ ١٦١)، والبيهقي (١/ ١٧) كلهم من طريق مسعر بن كدام، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أخيه، عن ابن عباس، فذكره.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح ولا أعرف له علة».
وقال البيهقي: «وهذا إسناد صحيح، وسألت أحمد بن علي الأصبهاني عن أخي سالم هذا فقال: اسمه عبد الله بن أبي الجعد.
وأقرّها الحافظ في التلخيص. إلا أنَّ في إسناده أخي سالم بن أبي الجعد لم يسم، فإن كان هو عبد الله بن أبي الجعد فلم يوثقه غير ابن حبان فإنه قد ذكره في كتابه الثقات، ولذا قال الحافظ في التقريب: «مقبول».
وقال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (٤/ ٣٩٦): «لا يعرف حاله». وقال الذهبي في الميزان (٢/ ٤٠٠): «وعبد الله هذا وإن قد وثق ففيه جهالة».
وفي الباب أيضًا عن أنس بن مالك أن النبي ﷺ استوهب وَضوءًا، فقيل له: لم نجد ذلك إلا في مسك ميتة. قال: «أدبغتموه؟» قالوا: نعم، قال: «فهلُمَّ فإن ذلك طهورُه».
رواه الطبراني في الأوسط (٩٢١٥) عن مفضل، ثنا أبو حُمَة، ثنا أبو قرة، عن ابن جريج، أخبرني أبو قزعة، عن أنس بن مالك فذكره.
قال الهيثمي في المجمع (١/ ٢١٧): «إسناده حسن».
قلتُ: فيه أبو حمة واسمه محمد بن يوسف الزبيدي لم يوثقه إلا ابن حبان بذكره إياه في الثقات، فقال: من أهل اليمن يروي عن ابن عيينة، وكان راويًا لأبي قرة، حدّثنا عنه المفضل بن محمد الجندي وغيره، ربما أخطأ وأغرب، كنيته أبو يوسف وأبو حمة لقب. وقال ابن القطان: «لا أعرف حاله». وله إسناد آخر أضعف منه.
وأما ما روي عن أم سليم الأشجعية أن النبي ﷺ أتاها وهي في قبة فقال: «ما أحسنها إن لم يكن فيها ميتة». قالت: فجعلتُ أتتبعُها. فهو ضعيف.
رواه أحمد (٢٧٤٦٥)، والطبراني في الكبير (٢٥/ ١٥٦) كلاهما من طريق سفيان (هو الثوري)، عن حبيب بن أبي ثابت، عن رجل، عن أم سلمة فذكرته.
وإسناده ضعيف فيه رجل لم يُسمّ. وبه أعلّه الهيثمي في المجمع (١/ ٢١٨).

معلومات عن حديث: ذكاة الأديم دباغه

  • 📜 حديث: ذكاة الأديم دباغه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ذكاة الأديم دباغه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ذكاة الأديم دباغه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ذكاة الأديم دباغه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب