حديث: كان أحب العراق إلى رسول الله الذراع ذراع الشاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في حبه ﷺ الذراع

عن عبد الله بن مسعود قال: كان أحب العراق إلى رسول الله ﷺ الذراع، ذراع الشاة، وكان قد سم في الذراع، وكان يرى أن اليهود هم سموه.

حسن: رواه أبو داود (٣٧٨١، ٣٧٨٠) والترمذي في الشمائل (١٦١) وأحمد (٣٧٧٧، ٣٧٣٣) واللفظ له - كلهم من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن سعد بن عياض، عن ابن مسعود قال: فذكره.

عن عبد الله بن مسعود قال: كان أحب العراق إلى رسول الله ﷺ الذراع، ذراع الشاة، وكان قد سم في الذراع، وكان يرى أن اليهود هم سموه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام الترمذي في جامعه، وصححه الألباني. وهو حديث صحيح يرويه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

أولاً. شرح المفردات:


● الذراع: هو جزء من لحم الشاة، وهو من أطيب أجزائها وألينها.
● سُمَّ: أي وُضِعَ له السُّم (السم القاتل) في ذلك اللحم.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن حب النبي صلى الله عليه وسلم لطعام معين، وهو ذراع الشاة، وكان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم أن يحب بعض أنواع الطعام دون أن يجعل ذلك ديدناً له، بل كان يأكل ما تيسر.
ثم يذكر ابن مسعود رضي الله عنه أن هذا الجزء بالذات (الذراع) هو الذي وُضِعَ فيه السم في حادثة شهِرَ بها النبي صلى الله عليه وسلم، عندما أهدت له امرأة يهودية من خيبر شاةً مسمومة.
وكان ظن النبي صلى الله عليه وسلم -وهو الذي لا ينطق عن الهوى- أن اليهود هم من فعلوا ذلك، وذلك لحقدهم الدفين على الإسلام ونبيه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- بشريّة النبي صلى الله عليه وسلم: فحبّه لطعام معين يدل على بشريته وطبيعته البشرية، وهو مع ذلك أفضل الخلق وأكرمهم على الله.
2- كمال أدبه صلى الله عليه وسلم: فمع حبه للذراع، لم يكن يطلبه دائماً أو يشق على أهله في توفيره، بل كان يأكل ما قُدّم إليه.
3- خبث أعداء الإسلام ومكرهم: فقد بلغت جرأة أعداء الله من اليهود أن حاولوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم غدراً وخيانة، وهذا ديدنهم عبر التاريخ.
4- عصمة الله لنبيه: فالله تعالى عصم نبيه من هذا السم، فلم يمت به، وإنما تأثر به تأثيراً بسيطاً حتى إنه لفظ اللقمة المستحبة عنده لما أخبره الله تعالى بأنها مسمومة.
5- جواز إبداء الظن بأهل الشر إذا قويت أسبابه: فقد أبدى النبي صلى الله عليه وسلم ظنه بأن اليهود هم من سموه، وهذا الظن مبني على قرائن وحقد معروف منهم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- حادثة السم وقعت في غزوة خيبر سنة 7 هـ.
- المرأة اليهودية التي سمت الشاة اعترفت بفعلتها، فَعَفَا عنها النبي صلى الله عليه وسلم، لكنها ماتت لاحقاً بسبب السم (كما في رواية أبي داود).
- توفي الصحابي بشر بن البراء الذي أكل مع النبي من الشاة متأثراً بذلك السم.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا حب نبيه صلى الله عليه وسلم واتباع سنته، وأن يعيذنا من كيد الأعداء ومكرهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٧٨١، ٣٧٨٠) والترمذي في الشمائل (١٦١) وأحمد (٣٧٧٧، ٣٧٣٣) واللفظ له - كلهم من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن سعد بن عياض، عن ابن مسعود قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل سعد بن عياض الثمالي فإنه حسن الحديث.
وزهير بن معاوية سمع من أبي إسحاق بعد تغيره لكنه توبع تابعه إسرائيل بن يونس عند أحمد (٣٧٧٨).
قوله: والعراق: جمع عرق بمعنى العظم الذي عليه بقية لحم.
وأما ما روي عن عائشة قالت: ما كان الذراع أحب اللحم إلى رسول الله ﷺ، ولكنه لا يجد اللحم إلا غثًا، فكان يعجل إليه لأنه أعجلها نضجًا. فهو ضعيف.
رواه الترمذي في جامعه (١٨٣٨) وفي الشمائل (١٧٢) من طريق فليح بن سليمان، عن عبد الوهاب بن يحيى، عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة فذكرته.
فيه عبد الوهاب بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير قال عنه الحافظ في التقريب: «مقبول» يعني حيث يتابع وإلا فليّن الحديث، ولم أجد له متابعًا.
ومتن الحديث مخالف لما في الصحيح: «كان أحب اللحم إليه الذراع».
وكذلك لا يصح ما رُوي عن سلمى أم رافع: أن الحسن بن علي، وابن عباس، وابن جعفر أتوها فقالوا لها: اصنعي لنا طعامًا مما كان يعجب رسول الله ﷺ ويحسن أكله، فقالت: يا بني، لا تشتهيه اليوم، قال: بلى اصنعيه لنا، قال: فقامت فأخذت شيئًا من الشعير فطحنته، ثم جعلته في قدر وصبت عليه شيئًا من زيت، ودقت الفلفل والتوابل فقربته إليهم فقالت: هذا مما كان يعجب رسول الله ﷺ ويحسن أكله.
رواه الترمذي في الشمائل (١٨٠) والطبراني في الكبير (٢٤/ ٢٩٩) كلاهما من طريق الفضيل ابن سليمان، حدثنا فائد مولى عبيد الله بن علي بن رافع، قال: حدثني عبيد الله بن علي عن جدته سلمى قالت: فذكرته.
وإسناده ضعيف من أجل الفضيل بن سليمان.
وكذلك عبيد الله بن علي قال فيه الحافظ: لين الحديث.
تنبيه: سقط من مطبوعة الطبراني»حدثني عبيد الله بن علي«وسلمى أم رافع صحابية وهي حاضنة إبراهيم بن النبي ﷺ وزوجة أبي رافع، وخادمة النبي ﷺ وطباخته.
وكذلك لا يصح ما جاء عن ابن عباس أنه قال: كان أحب الطعام إلى رسول الله ﷺ الثريد من الخبز والثريد من الحيس.
رواه أبو داود (٣٧٨٣) عن محمد بن حسان السمتي، وابن سعد (١/ ٣٩٣) عن سعيد بن سليمان كلاهما عن المبارك بن سعيد، أخبرنا عمر بن سعيد أخوه، عن رجل من أهل البصرة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: فذكره.
وإسناده ضعيف لجهالة الرجل البصري، وبه أعله أبو داود فلذا قال عقب إخراج الحديث: وهو ضعيف.
تنبيه: رواه الحاكم (٤/ ١١٦) من طريق محمد بن شجاع الحضرمي أنبانا المبارك بن سعيد، عن عمر بن سعيد، عن عكرمة عن ابن عباس به، فأسقط الرجل البصري من الإسناد. فبناءً على ظاهره صحّحه الحاكم.
ورواه ابن عساكر في تاريخه (٤/ ٢٤١) من طريق الحسن بن عرفة عن المبارك به عن عمر بن سعيد عن عكرمة - وأعله فقال: كذا قال: عن عكرمة لم يذكر بينهما أحدًا. ورواه غيره عن المبارك فأدخل فيه رجلًا من أهل البصرة.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أنس أن رسول الله ﷺ كان يعجبه الثفل.
رواه الترمذي في الشمائل (١٧٧) وابن سعد (١/ ٣٩٣) وأحمد (١٣٣٠٠) والبيهقي في الشعب (٥٩٢٤) والحاكم (٤/ ١١٥ - ١١٦) كلهم من طريق عباد بن العوام، عن حميد الطويل، عن أنس قال: فذكره.
سكت عليه الحاكم، وفيه علة بينها البيهقي وهي مخالفة عباد في رفع هذا الحديث. فقد خالفه حماد بن سلمة ووهيب بن خالد قالا: أخبرنا حميد، عن أنس قال: كان أحب الطعام إلى عمر الثفل، وأحب الشراب إليه النبيذ» فجعلاه موقوفًا.
رواه ابن سعد (٣/ ٣١٨) والبيهقي في الشعب (٥٩٢٥).
قال البيهقي: «وهذا أصح من الذي قبله» أي من المرفوع.
والثفل: قيل: هو الثريد، وقيل: هو ما بقي من الطعام.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1031 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان أحب العراق إلى رسول الله الذراع ذراع الشاة

  • 📜 حديث: كان أحب العراق إلى رسول الله الذراع ذراع الشاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان أحب العراق إلى رسول الله الذراع ذراع الشاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان أحب العراق إلى رسول الله الذراع ذراع الشاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان أحب العراق إلى رسول الله الذراع ذراع الشاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب