حديث: نكثر به طعامنا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في حبه ﷺ الدباء وهو القرع

عن حكيم بن جابر عن أبيه قال: دخلت على النبي ﷺ في بيته وعنده هذه الدباء، فقلت: أي شيء هذا؟ قال: «هذا القرع هو الدباء، نكثر به طعامنا».

صحيح: رواه ابن ماجه (٣٣٠٤) والإمام أحمد (١٩١٠١) والترمذي في الشمائل (١٦٣) والنسائي في الكبرى (٦٦٣١) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن حكيم بن جابر، عن أبيه، فذكره.

عن حكيم بن جابر عن أبيه قال: دخلت على النبي ﷺ في بيته وعنده هذه الدباء، فقلت: أي شيء هذا؟ قال: «هذا القرع هو الدباء، نكثر به طعامنا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديثٌ صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وهو من الأحاديث التي تُظهر جانباً من الحياة اليومية والبساطة التي كان يعيشها النبي صلى الله عليه وسلم في بيته.

أولاً. شرح المفردات:


● دخلت على النبي ﷺ في بيته: أي زُرته في حجرته أو مسكنه المتواضع.
● وعنده هذه الدباء: الدباء (بضم الدال وتشديد الباء الموحدة) هو جمع دُبَّاءة، وهو نوع من القرع أو اليقطين.
● فقلت: أي شيء هذا؟: سأل جابر عن هذا الشيء الذي رآه، مما يدل على أنه لم يكن معروفاً لديه بكثرة، أو أنه كان غريب الشكل أو الحجم.
● قال: «هذا القرع هو الدباء»: بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن الاسمين (القرع والدباء) يُطلَقان على هذا النبات.
● «نكثر به طعامنا»: أي نضيفه إلى الطعام (كالحساء أو اليخنة) ليزيد في كميته ويجعلها تشبع عدداً أكبر من الناس.

ثانياً. شرح الحديث:


يُصور لنا هذا المشهد صورةً حية من داخل بيت النبوة. يدخل جابر بن عبد الله رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجد عنده شيئاً من نبات القرع (اليقطين أو الدباء). فيسأله عنه، فيجيبه النبي صلى الله عليه وسلم مبيناً اسمه وأنهم يستخدمونه في الطبخ ليكثِّروا به الطعام.
هذا الحديث له عدة معانٍ ودلالات عميقة:
1- بساطة العيش وكرم النفس: كان بيت النبي صلى الله عليه وسلم يعيش حياةً بسيطةً لا تكاد تختلف عن بيوت عامة الصحابة. فلم يكن الطعام الوافر أو الأصناف الكثيرة متاحة دائماً، فكانوا يلجؤون إلى إضافة ما يتيسر من الخضروات مثل القرع لزيادة حجم الوجبة وإشباع من يحضر من الضيوف أو أهل البيت. وهذا من الكرم وحسن المعاشرة.
2- القرع مادة غذائية مستحبة: يفهم من الحديث أن القرع كان من الأطعمة المحببة لدى النبي صلى الله عليه وسلم والتي كان يحرص على وجودها في بيته. وقد وردت أحاديث أخرى تمدح القرع، منها ما رواه الإمام الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى الدباء حول القصعة (أي يبحث عن قطع القرع في الصحفة ليأكلها)، لما فيه من فوائد.
3- تعليم الصحابة وتوضيح الأمور: لم يكتفِ النبي صلى الله عليه وسلم بالإجابة بأنه "قرع" أو "دباء"، بل جمع بين الاسمين ليعلم جابراً وغيره أن لهذا النبات أكثر من اسم، مما يدل على حرصه على التعليم والتوضيح حتى في أبسط الأمور.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- الاقتصاد في المعيشة والاستفادة من الموارد المتاحة: الحديث درس عملي في كيفية تدبير أمور المنزل باقتصاد وحكمة، باستخدام ما هو متاح من مواد بسيطة لتحقيق أكبر فائدة (إشباع عدد أكبر من الناس).
2- الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة في كل شيء: حتى في سلوكه المنزلي وأمور طعامه وشرابه، فهو قدوة للأمة في التواضع وعدم التكلف والبعد عن الإسراف والترف.
3- بيان فضل القرع: يستحب للمسلم أن يحرص على هذه المادة الغذائية النافعة التي أحبها النبي صلى الله عليه وسلم وكانت على مائدته. والقرع معروف بفوائده الصحية الكثيرة؛ فهو سهل الهضم، مغذٍ، ومفيد للمعدة.
4- جواز سؤال الإنسان عما لا يعرفه: كما فعل جابر رضي الله عنه عندما سأل عن شيءٍ جهله، وهذا من طلب العلم.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● الفرق بين القرع والدباء واليقطين: اختلف أهل اللغة هل هي أسماء لمسمى واحد أو لِأنواع متقاربة، ولكن الغالب أنها تختلف بحسب اختلاف مناطق العرب، وجميعها من الفصيلة القرعية ذات الفوائد العظيمة.
● من فوائد القرع الطبية: أنه ملين للمعدة، ومفيد للدماغ، ويساعد على الهضم، وقد ذكر بعض الأطباء أنه ينفع من أوجاع الرأس والصدر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٣٣٠٤) والإمام أحمد (١٩١٠١) والترمذي في الشمائل (١٦٣) والنسائي في الكبرى (٦٦٣١) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن حكيم بن جابر، عن أبيه، فذكره.
وإسناده صحيح وجابر هو ابن طارق الأحمسي صحابي مقل.
وأما ما روي عن أبي طالوت قال: دخلت على أنس بن مالك وهو يأكل القرع وهو يقول: يا لك شجرة ما أحبك إلا لحب رسول الله ﷺ إياك، فهو ضعيف.
رواه الترمذي (١٨٤٩) عن قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن معاوية بن صالح، عن أبي طالوت قال فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه.
قال الأعظمي: إسناده ضعيف من أجل جهالة أبي طالوت.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1027 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نكثر به طعامنا

  • 📜 حديث: نكثر به طعامنا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نكثر به طعامنا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نكثر به طعامنا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نكثر به طعامنا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب