يشرب قائمًا وقاعدًا وينصرف من الصلاة عن يمينه وعن يساره

حديث: يشرب قائمًا وقاعدًا وينصرف من الصلاة عن يمينه وعن يساره

عن عائشة قالت: رأيت رسول الله ﷺ يشرب قائمًا وقاعدًا، ويصلي منتعلا وحافيًا، وينصرف من الصلاة عن يمينه وعن يساره.

حسن: رواه الطبراني في الأوسط (١٢٣٥) عن أحمد، قال: حدثنا يحيى بن حكيم المقوم، قال: حدثنا مخلد بن يزيد الحراني، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عطاء، عن عائشة، فذكرت الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فقد ورد هذا الحديث العظيم في سنن الترمذي وسنن ابن ماجه، وهو من الأحاديث التي تُظهر سماحة الإسلام ويسره، وتبيّن أن النبي ﷺ كان قدوة في تطبيق الرخصة والتنوع في العبادات والعادات.

شرح المفردات:

● يشرب قائمًا وقاعدًا: أي كان يشرب الماء وغيره من المشروبات وهو واقف على قدميه تارة، وهو جالس تارة أخرى.
● يصلّي منتعلاً وحافيًا: أي كان يصلي أحيانًا وهو لابسٌ نعليه، وأحيانًا يصلي حافي القدمين.
● ينصرف من الصلاة عن يمينه وعن يساره: أي كان إذا سلّم من الصلاة، يتحول عن مكانه تارة إلى الجهة اليمنى، وتارة إلى الجهة اليسرى.

شرح الحديث:

هذا الحديث يُظهر تنوع هدي النبي ﷺ في أمور كثيرة، مما يدل على أن الإسلام دين يسر ومرونة، وليس دين تشديد وتعسير. فالنبي ﷺ لم يلتزم هيئة واحدة في هذه الأمور، بل كان يفعل هذا تارة وهذا تارة، ليعلم أمته أن هذه الأمور من باب الرخصة والتنوع، وليست من الأمور الواجبة التي يجب التقيّد بها.
1- الشرب قائمًا وقاعدًا:
الأصل في الشرب أن يكون جالسًا، وهذا هو الأفضل، ولكن النبي ﷺ شرب قائمًا ليبين الجواز، ورفع الحرج عن الأمة. فقد روى الإمام مسلم أن النبي ﷺ شرب من زمزم وهو قائم. وهذا يدل على أن الشرب قائمًا جائز، وإن كان الجلوس أفضل.
2- الصلاة منتعلاً وحافيًا:
كان النبي ﷺ يصلي أحيانًا بنعليه وأحيانًا حافيًا، ليبين أن كلا الأمرين جائز. والصلاة بالنعلين جائزة إذا كانت طاهرة، ولا قذارة فيها. وكان النبي ﷺ أحيانًا يخلع نعليه في الصلاة إذا دخل المسجد، كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: "أن رسول الله ﷺ صلى فخلع نعليه فخلع الناس نعالهم". فهذا يدل على أن الأمر واسع، وليس فيه إلزام.
3- الانصراف من الصلاة عن اليمين وعن الشمال:
كان النبي ﷺ إذا سلم من الصلاة، ينصرف عن يمينه تارة وعن يساره تارة، ولم يلتزم جهة واحدة. وهذا يدل على أن الانصراف بعد السلام جائز إلى أي اتجاه، ولا يجب أن يكون إلى جهة معينة. وقد ذكر العلماء أن الانصراف يكون بحسب الحاجة، فإذا كان الإمام يحتاج إلى الانصراف إلى اليمين لوجود منبر أو شيء آخر، انصرف إلى حيث يكون أنسب.

الدروس المستفادة من الحديث:

1- اليسر ورفع الحرج:
الإسلام دين يسر، وليس دين عسر، وهذا واضح في هدي النبي ﷺ حيث كان يتنوع في الأفعال ليبين للأمة أن هذه الأمور من الفضائل وليست من الواجبات.
2- التنوع في العبادات:
لا يجب التقيّد بهيئة واحدة في العبادات إلا إذا ورد النص على وجوبها، بل يجوز التنوع كما فعل النبي ﷺ.
3- التيسير على الأمة:
كان النبي ﷺ يريد أن يعلّم أمته أن الدين مبني على التيسير، وليس على التعقيد، ولذلك كان يفعل الأشياء على وجوه مختلفة.
4- اتباع السنة:
ينبغي للمسلم أن يقتدي بالنبي ﷺ في جميع أحواله، وأن لا يتشدد في أمور وسعها النبي ﷺ.
5- عدم الإنكار في المسائل الخلافية:
既然 النبي ﷺ فعل هذه الأمور على وجوه مختلفة، فلا ينكر بعضنا على بعض في مثل هذه المسائل، ما دام كلٌ يتبع دليلاً.

خاتمة:

هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر سماحة الإسلام ومرونته، وأنه دين يسر وسهولة، وليس دين تشديد وتعسير. وفيه بيان أن هدي النبي ﷺ كان متنوعًا في العادات والعبادات، مما يدل على أن هذه الأمور من الفضائل وليست من الواجبات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الأوسط (١٢٣٥) عن أحمد، قال: حدثنا يحيى بن حكيم المقوم، قال: حدثنا مخلد بن يزيد الحراني، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عطاء، عن عائشة، فذكرت الحديث.
ورجاله ثقات غير مخلد بن يزيد فهو متكلم فيه من قبل حفظه غير أنه حسن الحديث، وهو من رجال الشيخين.
قال الهيثمي في المجمع (٢/ ٥٥): «رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1047 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يشرب قائمًا وقاعدًا وينصرف من الصلاة عن يمينه وعن يساره

📜 حديث: يشرب قائمًا وقاعدًا وينصرف من الصلاة عن يمينه وعن يساره

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يشرب قائمًا وقاعدًا وينصرف من الصلاة عن يمينه وعن يساره

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يشرب قائمًا وقاعدًا وينصرف من الصلاة عن يمينه وعن يساره

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يشرب قائمًا وقاعدًا وينصرف من الصلاة عن يمينه وعن يساره

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية