حديث: النبي يدعو لسعد بن ابي وقاص يوم احد: ارم فداك أبي وأمي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في ضحك رسول الله ﷺ وتبسمه

عن سعد بن أبي وقاص أن النبي ﷺ جمع له أبويه يوم أحد، قال: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين فقال له النبي ﷺ: «ارم فداك أبي وأمي» قال: فنزعت له بسهم ليس فيه نصْل، فأصبت جنبه فسقط، فانكشفت عورته، فضحك رسول الله
ﷺ حتى نظرت إلى نواجذه.

صحيح: رواه مسلم في فضائل الصحابة (٤٢: ٢٤١٢) عن محمد بن عباد، حدثنا حاتم (هو ابن إسماعيل) عن بكير بن مسمار، عن عامر بني سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقاص فذكره.

عن سعد بن أبي وقاص أن النبي ﷺ جمع له أبويه يوم أحد، قال: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين فقال له النبي ﷺ: «ارم فداك أبي وأمي» قال: فنزعت له بسهم ليس فيه نصْل، فأصبت جنبه فسقط، فانكشفت عورته، فضحك رسول الله
ﷺ حتى نظرت إلى نواجذه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول. هذا حديث عظيم من أحاديث السيرة النبوية، فيه مواقف تربوية وعسكرية ودروس إيمانية متنوعة. وسأشرحه لك جزءاً جزءاً مستعيناً بالله، ثم أستنبط الدروس والعبر منه.
### أولاً. تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الجهاد والسير، باب من جمع له أبويه يوم القتال، برقم (2881)، ورواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الفضائل، باب من فضائل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، برقم (2411).

ثانياً. شرح المفردات:


● جمع له أبويه: أي دعا له النبي ﷺ بأعظم ما يدعى به للرجل، وهو أن يفديه بأبيه وأمه، وهذا أبلغ صور الدعاء والثناء.
● أحرق المسلمين: أي آذاهم وأثخن فيهم بالقتل والجراح.
● ارم فداك أبي وأمي: أي ارمِ يا سعد، وأنا أفديك بأبي وأمي، وهي صيغة تفدية وتعظيم وتشجيع.
● بسهم ليس فيه نصل: أي بسهم لا رأس معدني حاد فيه، بل هو كالعصا أو خشبة غير مسنونة.
● انكشفت عورته: أي ظهرت عورته بسبب سقوطه على ظهره وارتداء الدرع.
● نواجذه: جمع ناجذ، وهي الأسنان الأخرات في الفم، أو الأضراس.

ثالثاً. شرح الحديث:


يحدث الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن موقف حصل له يوم غزوة أحد، حيث كان هناك رجل من المشركين (قيل إنه ابن العَرِقة) كان يرمي المسلمين ويؤذيهم إيذاءً شديداً. فلما رآه النبي ﷺ في هذه الحالة، وشاهد سعداً قريباً منه، شجعه النبي ﷺ بأعظم عبارة تفدية وتشجيع، فقال: "ارمِ يا سعد، فداك أبي وأمي"، أي ارمِ هذا العدو، وأنا أفتديك بأبي وأمي، وهذا يدل على مكانة سعد عند النبي ﷺ وحبه له.
فاستجاب سعد رضي الله عنه، لكنه لم يجد سهاماً حادة في كنانته، فأخذ سهماً بلا نصل (أي بدون رأس حاد)، فرمى به ذلك المشرك فأصاب جنبه، فسقط على الأرض، وانكشفت عورته بسبب سقوطه وارتدائه للدرع. فلما رأى النبي ﷺ هذا المشهد، ضحك حتى بدت نواجذه (أضراسه)، مما يدل على سروره بنصر الله وفرحه بهزيمة ذلك المشرك.

رابعاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- مكانة سعد بن أبي وقاص: فقد دعا له النبي ﷺ بهذه الدعوة العظيمة، مما يدل على فضله ومكانته، وكان سعد من المبشرين بالجنة، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.
2- جواز التفدية بأبويه ﷺ: وهذا من خصائصه ﷺ، حيث لا يجوز لأحد أن يقول لأحد "فداك أبي وأمي" إلا للنبي ﷺ، لأنه لا يُفدى أحد بأبويه إلا هو.
3- التشجيع في المعارك: من السنة تشجيع الجنود ورفع معنوياتهم، خاصة في ساحات القتال، وهذا من قيادة النبي ﷺ الحكيمة.
4- قدرة الله تعالى على النصر: حيث انتصر سعد بسهم غير حاد، مما يدل على أن النصر من عند الله، وليس بالعدة والسلاح فقط.
5- الضحك والبشاشة في الأوقات المناسبة: ضحك النبي ﷺ في هذا الموقف مما يدل على جواز الضحك عند وجود سبب مناسب، كفرح بنصر الله.
6- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: فسعد لم ييأس ولم يقل إن سهمي غير حاد، بل رمى متوكلاً على الله، فتحقق النصر.
7- عزة المؤمنين وهوان الكفار: حيث انكشفت عورة المشرك عند هزيمته، مما يدل على ذله وهوانه.

خامساً:

فوائد إضافية:
- هذا الحديث من أحاديث الفضائل لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
- فيه بيان جانب من جوانب شخصية النبي ﷺ، حيث كان قائداً ومربياً ومشجعاً.
- يؤخذ منه أن الجهاد يحتاج إلى همة عالية وتضحية، وأن المسلم يجب أن يكون مستعداً لمواقف الشدة.
أسأل الله أن ينفعنا بهذا الحديث، وأن يجعلنا من المتحابين فيه، والمتأسين بنبيه ﷺ. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في فضائل الصحابة (٤٢: ٢٤١٢) عن محمد بن عباد، حدثنا حاتم (هو ابن إسماعيل) عن بكير بن مسمار، عن عامر بني سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقاص فذكره.
قوله: «أحرق المسلمين»: أي أكثر فيهم الإصابة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1010 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النبي يدعو لسعد بن ابي وقاص يوم احد: ارم فداك أبي وأمي

  • 📜 حديث: النبي يدعو لسعد بن ابي وقاص يوم احد: ارم فداك أبي وأمي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النبي يدعو لسعد بن ابي وقاص يوم احد: ارم فداك أبي وأمي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النبي يدعو لسعد بن ابي وقاص يوم احد: ارم فداك أبي وأمي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النبي يدعو لسعد بن ابي وقاص يوم احد: ارم فداك أبي وأمي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب