حديث: كان رسول الله ﷺ يحب الحلواء والعسل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في حب النبي ﷺ الحلواء والعسل

عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ يحب الحلواء والعسل.

متفق عليه: رواه البخاري في الأطعمة (٥٤٣١) وفي الطب (٥٦٨٢) ومسلم في الطلاق (٢١: ١٤٧٤) كلاهما من طريق هشام، قال: أخبرني أبي، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ يحب الحلواء والعسل.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فحديث عائشة رضي الله عنها الذي رواه البخاري في صحيحه، فيه بيان جانب من الجوانب البشرية المحببة في حياة نبينا محمد ﷺ، والتي تدل على تواضعه واتباعه للفطرة الإنسانية السليمة.

أولاً. شرح المفردات:


* يُحِبُّ: الميل النافع والرغبة في الشيء.
* الحَلْوَاء: كل ما كان طعمه حلواً من الأطعمة، كالتمر والعسل والقطائف ونحوها.
* العَسَل: هو الشراب الحلو الذي يصنعه النحل من رحيق الأزهار، وهو مذكور في القرآن الكريم فيه شفاء للناس.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا هذا الحديث أن رسول الله ﷺ كان له ميل طبيعي ورغبة في تناول الأطعمة الحلوة الطيبة، وخاصة الحلواء والعسل. وهذا لا يعني أنه كان يفرط فيها أو يجعلها همه، بل كان يأكل منها باعتدال كسائر طعامه، ولكن نفسه كانت تستمتع بها وتشتهيها.
وهذا من كمال خلقه ﷺ، فهو بشر له رغباته الطبيعية التي أباحها الله تعالى، ولكنه يضبطها بالشرع ولا يستغرق فيها. وكانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تذكر هذه الصفة لتبين للناس أن النبي ﷺ لم يكن رهبانياً ينفر من الطيبات، بل كان يعتبرها نعمة من الله ويقبل عليها بشكر.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الإقرار بالبشرية الكاملة للنبي ﷺ: فحب الطيبات من الطعام والشراب من صفات البشر، وهذا يرد على من قد يتصور النبي ﷺ في صورة مبالغ فيها تخرج به عن بشريته.
2- استحباب تناول الحلويات والعسل: إذ في اقتدائنا به ﷺ في كل شيء خير، والعسل خاصة له منافع عظيمة كما ذكر في القرآن.
3- الاعتدال في الطعام: فحب النبي ﷺ للحلواء لم يجعله يلتهمها بشراهة، بل كان يأكل ما تيسر منها.
4- جواز تخصيص أنواع معينة من الطعام بالحب والميل: فليس كل ما يحبه المرء يجب أن يحبه الجميع، والفوارق في الأذواق أمر طبيعي.
5- بيان جانب من جوانب الحياة الأسرية للنبي ﷺ: حيث كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تعرف هذه التفاصيل الدقيقة عن حياته وتذكرها للأمة.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


* وردت أحاديث أخرى تبين أن النبي ﷺ كان لا يأكل متكئاً، وكان يسمي الله قبل الأكل ويحمده بعده، فحب الطعام لا يعني التهاون في آداب تناوله.
* العسل من الأغذية التي وردت الإشارة إلى فوائدها في القرآن الكريم في قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: 69].
* هذا الحديث يعد من دلائل نبوته ﷺ، حيث إن العلم الحديث أثبت الفوائد الكبيرة للعسل، فكان ميله إليه من قبيل الإرشاد إلى ما فيه الخير والمنفعة.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأطعمة (٥٤٣١) وفي الطب (٥٦٨٢) ومسلم في الطلاق (٢١: ١٤٧٤) كلاهما من طريق هشام، قال: أخبرني أبي، عن عائشة، فذكرته. واللفظ للبخاري وهو عند مسلم في حديث طويل.
قوله: الحلواء بالمد وفي لغة بالقصر (حلوى) وتطلق على كل حلو يؤكل. وقال الخطابي: اسم الحلوى لا يقع إلى على ما دخلته الصنعة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1029 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله ﷺ يحب الحلواء والعسل

  • 📜 حديث: كان رسول الله ﷺ يحب الحلواء والعسل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان رسول الله ﷺ يحب الحلواء والعسل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان رسول الله ﷺ يحب الحلواء والعسل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان رسول الله ﷺ يحب الحلواء والعسل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب