فلا صدق ولا صلى | الآية 31 من سورة القيامة

ثم بين- سبحانه - جانبا من الأسباب التي أدت إلى سوء عاقبة المكذبين للحق، فقال-تبارك وتعالى-: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى.
وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى.
ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى.
والفاء للتفريع على ما تقدم، من قوله-تبارك وتعالى-: أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ.. إلخ.
أو للتفريع والعطف على قوله- سبحانه -: إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ.. أى: أن هذا الإنسان الذي أنكر الحساب والجزاء، وفارق الحياة، كانت عاقبة أمره خسرا، فلا هو صدق بالحق الذي جاءه الرسول صلى الله عليه وسلم ولا هو أدى الصلاة التي فرضها الله-تبارك وتعالى- عليه،

قوله تعالى : فلا صدق ولا صلى أي لم يصدق أبو جهل ولم يصل .
وقيل : يرجع هذا إلى الإنسان في أول السورة ، وهو اسم جنس .
والأول قول ابن عباس .
أي لم يصدق بالرسالة ولا صلى ودعا لربه ، وصلى على رسوله .
وقال قتادة : فلا صدق بكتاب الله ، ولا صلى لله .
وقيل : ولا صدق بمال له ، ذخرا له عند الله ، ولا صلى الصلوات التي أمره الله بها .
وقيل : فلا آمن بقلبه ولا عمل ببدنه .
قال الكسائي : لا بمعنى لم ولكنه يقرن بغيره ; تقول العرب : لا عبد الله خارج ولا فلان ، ولا تقول : مررت برجل لا محسن حتى يقال ولا مجمل ، وقوله تعالى : فلا اقتحم العقبة ليس من هذا القبيل ; لأن معناه أفلا اقتحم ; أي فهلا اقتحم ، فحذف ألف الاستفهام .
وقال الأخفش : فلا صدق أي لم يصدق ; كقوله : فلا اقتحم أي لم يقتحم ، ولم يشترط أن يعقبه بشيء آخر ، والعرب تقول : لا ذهب ، أي لم يذهب ، فحرف النفي ينفي الماضي كما ينفي المستقبل ; ومنه قول زهير :فلا هو أبداها ولم يتقدم