الآية 47 من سورة النحل مكتوبة بالتشكيل

﴿ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾
[ النحل: 47]

سورة : النحل - An-Nahl  - الجزء : ( 14 )  -  الصفحة: ( 272 )

Or that He may catch them with gradual wasting (of their wealth and health). Truly! Your Lord is indeed full of Kindness, Most Merciful?


تخوّف : مخافة من العذاب . أو تَنَقُّص

أفأمن الكفار المدبِّرون للمكايد أن يخسف الله بهم الأرض كما فعل بقارون، أو يأتيهم العذاب من مكان لا يُحِسُّونه ولا يتوقعونه، أو يأخذهم العذاب، وهم يتقلبون في أسفارهم وتصرفهم؟ فما هم بسابقين الله ولا فائتيه ولا ناجين من عذابه؛ لأنه القوي الذي لا يعجزه شيء، أو يأخذهم الله بنقص من الأموال والأنفس والثمرات، أو في حال خوفهم من أخذه لهم، فإن ربكم لرؤوف بخلقه، رحيم بهم.

أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرءوف رحيم - تفسير السعدي

تفسير الآيات من 45 حتى 47 :ـهذا تخويف من الله تعالى لأهل الكفر والتكذيب وأنواع المعاصي، من أن يأخذهم بالعذاب على غرَّة وهم لا يشعرون، إما أن يأخذهم العذاب من فوقهم، أو من أسفل منهم بالخسف وغيره، وإما في حال تقلُّبهم وشغلهم وعدم خطور العذاب ببالهم، وإما في حال تخوفهم من العذاب، فليسوا بمعجزين لله في حالة من هذه الأحوال، بل هم تحت قبضته ونواصيهم بيده .
ولكنه رءوف رحيم لا يعاجل العاصين بالعقوبة، بل يمهلهم ويعافيهم ويرزقهم وهم يؤذونه ويؤذون أولياءه، ومع هذا يفتح لهم أبواب التوبة، ويدعوهم إلى الإقلاع من السيئات التي تضرهم، ويعدهم بذلك أفضل الكرامات، ومغفرة ما صدر منهم من الذنوب، فليستح المجرم من ربه أن تكون نعم الله عليه نازلة في جميع اللحظات ومعاصيه صاعدة إلى ربه في كل الأوقات، وليعلم أن الله يمهل ولا يهمل وأنه إذا أخذ العاصي أخذه أخذ عزيز مقتدر، فليتب إليه، وليرجع في جميع أموره إليه فإنه رءوف رحيم.
فالبدار البدار إلى رحمته الواسعة وبره العميم وسلوك الطرق الموصلة إلى فضل الرب الرحيم، ألا وهي تقواه والعمل بما يحبه ويرضاه.

تفسير الآية 47 - سورة النحل

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرءوف : الآية رقم 47 من سورة النحل

 سورة النحل الآية رقم 47

أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرءوف رحيم - مكتوبة

الآية 47 من سورة النحل بالرسم العثماني


﴿ أَوۡ يَأۡخُذَهُمۡ عَلَىٰ تَخَوُّفٖ فَإِنَّ رَبَّكُمۡ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٌ  ﴾ [ النحل: 47]


﴿ أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرءوف رحيم ﴾ [ النحل: 47]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة النحل An-Nahl الآية رقم 47 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 47 من النحل صوت mp3


تدبر الآية: أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرءوف رحيم

لا يأمننَّ ذوو البغي والعصيان، وهم تحت مِظلَّة السلامة والأمان، أن يُكشفَ عنهم ذلك فيَبغَتَهم عذابُ الله وعقابه.
هل يمكنُ لخُطَّة الماكرين أن تنجحَ مهما أُحكِمَت إذا كان العذابُ الإلهيُّ يتربَّص بأصحابها حتى يأتيَهم وهم غافلون؟ جلَّ مَن يُمهل عبادَه ليتوبوا إليه، فمَن بادر رحمتَه واتَّقاه، وعمل بما يحبُّه ويرضاه؛ قَبِلَه وأقبل عليه.

وقوله- سبحانه -: أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ.
قال بعض العلماء: والتخوف في اللغة يأتى مصدر تخوف القاصر، بمعنى خاف، ويأتى مصدر تخوف المتعدى بمعنى تنقص.
وهذا الثاني لغة هذيل، وهي من اللغات الفصيحة التي جاء بها القرآن» .
والمعنى على الأول: أو يأخذهم وهم في حالة خوف وتوقع لنزول العذاب بهم، كما نزل بالذين من قبلهم.
وإلى هذا المعنى أشار ابن كثير بقوله: وقوله: أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ.
أى: أو يأخذهم الله-تبارك وتعالى- في حال خوفهم من أخذه لهم، فإنه يكون أبلغ وأشد حالات الأخذ، فإن حصول ما يتوقع مع الخوف شديد ...
» .
والمعنى على الثاني: أو يأخذهم وهم في حالة تنقص في أنفسهم وأموالهم وأولادهم حتى يهلكوا، فيكون هلاكهم قد سبقه الفقر والقحط والمرض، وفي ذلك ما فيه من عذاب لهم، وحسرة عليهم.
قال القرطبي: وقال سعيد بن المسيب: بينما عمر بن الخطاب- رضى الله عنه على المنبر قال: أيها الناس ما تقولون في قول الله- عز وجل -: أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ.
فسكت الناس.
فقال شيخ من بنى هذيل: هي لغتنا يا أمير المؤمنين.
التخوف: التنقص.
فقال عمر: أتعرف العرب ذلك في أشعارهم؟ قال نعم قال شاعرنا أبو كبير الهذلي يصف ناقة تنقص السير سنامها بعد اكتنازه:تخوّف الرحل منها تامكا قردا ...
كما تخوّف عود النّبعة السّفنفقال عمر: أيها الناس: عليكم بديوانكم شعر الجاهلية، فإن فيه تفسير كتابكم ومعاني كلامكم» .
وختم- سبحانه - الآية الكريمة بقوله: فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ لبيان فضله- سبحانه - على عباده، حيث لم يعاجلهم بالعقوبة، بل أمهلهم لعلهم يتوبون إليه ويستغفرونه.
وبذلك ترى أن هذه الآيات الكريمة قد حذرت الكافرين من التمادي في كفرهم، وهددتهم:بخسف الأرض بهم.
أو بنزول العذاب عليهم من حيث لا يشعرون، أو بإهلاكهم وهم في الأرض يكدحون، أو بأخذهم وهم للأخذ متوقعون.
وبعد أن خوف- سبحانه - الماكرين بما خوف، أتبع ذلك بما يدل على كمال قدرته وعظمته وجلاله، حيث خضعت جميع المخلوقات لذاته- سبحانه - فقال-تبارك وتعالى-:
أو يأخذهم على تخوف قال ابن عباس ومجاهد وغيرهم أي على تنقص من أموالهم ومواشيهم وزروعهم .
وكذا قال ابن الأعرابي : أي على تنقص من الأموال والأنفس والثمرات حتى أهلكهم كلهم .
وقال الضحاك : هو من الخوف ; المعنى : يأخذ طائفة ويدع طائفة ، فتخاف الباقية أن ينزل بها ما نزل بصاحبتها .
وقال الحسن : على تخوف أن يأخذ القرية فتخافه القرية الأخرى ، وهذا هو معنى القول الذي قبله بعينه ، وهما راجعان إلى المعنى الأول ، وأن التخوف التنقص ; تخوفه تنقصه ، وتخوفه الدهر وتخونه - بالفاء والنون - بمعنى ; يقال : تخونني فلان حقي إذا تنقصك .
قال ذو الرمة :لا ، بل هو الشوق من دار تخونها مرا سحاب ومرا بارح تربوقال لبيد :تخونها نزولي وارتحاليأي تنقص لحمها وشحمها .
وقال الهيثم بن عدي : التخوف " بالفاء " التنقص ، لغة لأزد شنوءة .
وأنشد :تخوف غدرهم مالي وأهدى سلاسل في الحلوق لها صليلوقال سعيد بن المسيب : بينما عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على المنبر قال : يا أيها الناس ، ما تقولون في قول الله - عز وجل - : أو يأخذهم على تخوف فسكت الناس ، فقال شيخ من بني هذيل : هي لغتنا يا أمير المؤمنين ، التخوف التنقص .
فخرج رجل فقال : يا فلان ، ما فعل دينك ؟ قال : تخوفته ، أي تنقصته ; فرجع فأخبر عمر فقال عمر : أتعرف العرب ذلك في أشعارهم ؟ قال نعم ; قال شاعرنا أبو كبير الهذلي يصف ناقة تنقص السير سنامها بعد تمكه واكتنازه :تخوف الرحل منها تامكا قردا كما تخوف عود النبعة السفنفقال عمر : يا أيها الناس ، عليكم بديوانكم شعر الجاهلية فإن فيه تفسير كتابكم ومعاني كلامكم .
تمك السنام يتمك تمكا ، أي طال وارتفع ، فهو تامك .
والسفن والمسفن ما ينجر به الخشب .
وقال الليث بن سعد : على تخوف على عجل .
وقال : على تقريع بما قدموه من ذنوبهم ، وهذا مروي عن ابن عباس أيضا .
وقال قتادة : على تخوف أن يعاقب أو يتجاوز .
فإن ربكم لرءوف رحيم أي لا يعاجل بل يمهل .


شرح المفردات و معاني الكلمات : يأخذهم , تخوف , ربكم , رءوف , رحيم ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم


تحميل سورة النحل mp3 :

سورة النحل mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة النحل

سورة النحل بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة النحل بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة النحل بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة النحل بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة النحل بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة النحل بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة النحل بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة النحل بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة النحل بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة النحل بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, November 3, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب