قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن فضل الآخرة على الدنيا في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَٰتِ مِنَ ٱلنِّسَآءِ وَٱلۡبَنِينَ وَٱلۡقَنَٰطِيرِ ٱلۡمُقَنطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلۡفِضَّةِ وَٱلۡخَيۡلِ ٱلۡمُسَوَّمَةِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ وَٱلۡحَرۡثِۗ ذَٰلِكَ مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَٱللَّهُ عِندَهُۥ حُسۡنُ ٱلۡمَـَٔابِ ﴾ [آل عمران: 14]
ما كلُّ شهوةٍ مذمومة، إنما تُذمُّ الشهَوات إذا وُضعت في غير موضعها الموافق للفِطرة وشرع الله، أو ألهَت عمَّا يحبُّه ويرضاه. زُيِّنت الشهَوات للناس كافَّة؛ أمَّا الكافر فجعلها غايتَه ومقصوده، وأمَّا المؤمن فاتَّخذها وسيلةً لبلوغ مطلوبه من مَلذَّات الآخرة. فتن الدنيا وشهواتها كثيرةٌ مختلفة، ومن أعظمها خطرًا فتنةُ النساء، ولهذا بدأ بذِكرها هنا، فما أحرانا أن نكبَحَ النفوسَ عنها. العاقل حقًّا لا يلهو بمَتاع الدنيا الناقص الزائل، عمَّا أعدَّه الله لعباده المؤمنين من النعيم الدائم الكامل. من أعظم ما تُستدفَع به فتنُ الدنيا تذكُّرُ حُسنِ المآب عند الله للمؤمنين في الآخرة. |
﴿۞ قُلۡ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيۡرٖ مِّن ذَٰلِكُمۡۖ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَأَزۡوَٰجٞ مُّطَهَّرَةٞ وَرِضۡوَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 15]
قد عُرِضَت الدَّاران، ووُصِفَت السعادتان، فقِس هذه الدارَ الجليلة بتلك الدار الوضيعة، واختَر لنفسك. لا مقارنةَ بين نِعَم الدنيا ونِعَم الآخرة، فنِعَمُ الدنيا منقطعةٌ مَشوبةٌ بالمنغِّصات، ونِعَم الآخرة باقيةٌ خاليةٌ من كلِّ شائبة. بدأ سبحانه بذِكر المَقرِّ وهو الجنَّات، ثم ثنَّى بذِكر ما يحصُل به الأُنس وهو الأزواج المطهَّرات، ثم ثلَّث بذِكر أعظم النَّعيم، وهو الفوزُ برضا الجليل العظيم. احرِص على تحقيق التقوى؛ حتى تظفرَ بما وعد الله به عبادَه المتَّقين من الرضوان والجنَّات، والزوجات المطهَّرات. إذا علمتَ ما أعدَّ الله لك من نعيم، فاعلم أنه سبحانه بصيرٌ بك وعليم؛ فاجتهد في الخلاص ممَّا لا يليق أن يعلمَه منك، حتى لا يحولَ بينك وبين التكريم. |
﴿كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوۡنَ أُجُورَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۖ فَمَن زُحۡزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدۡخِلَ ٱلۡجَنَّةَ فَقَدۡ فَازَۗ وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلۡغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]
موعظة الموت تحمل العبدَ على الاستعداد ليوم المَعاد، بما يقدِّمه من خير الزاد، فلعلَّه ينال بذلك الذُّخرِ الفوزَ العظيم. إذا عملتَ العملَ الصالح فارجُ جزاءه الوافيَ في يوم القيامة، لا في هذه الدنيا، فما جاءك من جزائه الحسن في حياتك فإنما هو عُربون فضلٍ مَنَّ به الرحيمُ الكريم. لا تستجِب لإغراءاتِ المعصية مهما تزيَّنَت لك؛ فإنك إن زَحزَحتَ نفسَك اليوم عنها مع شدَّة جذبها لها، فقد زحزحتَها عن النار غدًا إن شاء الله. قال بعضُ السلف: (الدنيا متاعٌ متروك، يوشِك أن يضمحلَّ ويزول، فخذوا من هذا المتاع، واعملوا فيه بطاعة الله ما استطعتم). |
﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱلطَّٰغُوتِ فَقَٰتِلُوٓاْ أَوۡلِيَآءَ ٱلشَّيۡطَٰنِۖ إِنَّ كَيۡدَ ٱلشَّيۡطَٰنِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 76]
الجهاد الشرعيُّ لا يقوم براياتٍ عِمِّيَّة، وأهواء قوميَّة، وإنما برايةٍ في سبيل الله مرفوعة، و«مَن قاتلَ لتكونَ كلمةُ الله هي العليا فهو في سبيل الله». أهل الباطل يُضحُّون ويبذلون أغلى ما يملكون في سبيل البغي والإفساد، مع تعدُّد راياتهم واختلاف أهوائهم، أفلا يكون أهلُ الحقِّ أَولى منهم في كثرة البذل في سبيل الحق؟! شعور المجاهد بولاية الله القويِّ له يدفعه إلى الثبات والمصابرة، ويقينُه بأن عدوَّه يتولَّاه عبدٌ ضعيف مثله يحثُّه على الإقدام والمبادرة. |
﴿وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا لَعِبٞ وَلَهۡوٞۖ وَلَلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ ﴾ [الأنعام: 32]
تَعزَّ يا محرومًا بعضَ نعيم الدنيا، وتمهَّل يا مَن جعلتَها غايتَك العليا، فما هي إلا لهوٌ ولعِب، والآخرةُ حقٌّ وجِدٌّ، فلا تؤثرِ الخيالَ على الحقيقة. المتَّقون لا يُهرَعون إلى اللهو واللعِب، ولا يدَعون الاهتمامَ بالحياة الحقيقيَّة حياةِ الآخرة. لله دَرُّ التقوى! لم ترضَ لصاحبها دارًا يعمُرُها ويشغَلُ قلبَه بها غيرَ دار الآخرة. عُمـيُ البصــائر رأوا الدنيـا حقيقة، فانصرفوا إليها وتكالبوا عليها، وأصحابُ البصائر ألفَوا الدنيا ظلًّا زائلًا، وخيالًا زائرًا، فلم يغترُّوا بها. أعقلُ الناس مَن انشغل عن دنياه بأُخراه، وأحمقُ الناس مَن انشغل عن آخرته بدنياه، فليختَر أحدنا مع أيِّ الصِّنفَين يمضي. |
﴿فَلَمَّآ أَنجَىٰهُمۡ إِذَا هُمۡ يَبۡغُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۗ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَا بَغۡيُكُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۖ مَّتَٰعَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ ثُمَّ إِلَيۡنَا مَرۡجِعُكُمۡ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [يونس: 23]
فسادُ الشِّركِ فسادٌ عظيم، فكأنه إذا حصلَ في بقعةٍ من الأرض عمَّ الأرضَ كلَّها، فلا يزال ينتشرُ فيها ظلامُه حتى يُطفئَه اللهُ بنور التوحيد. لا يكونُ البغيُ بحقٍّ أبدًا، لكنه بالباطل الصُّراحِ دائمًا، فأصحابُه لا يفعلونه عن شُبهة، وإنما تمرُّدًا وعِنادًا وتشهِّيًا. البغيُ هو البغي، سواءٌ كان على النفس بإيرادها مواردَ التَّهلُكة، والزَّجِّ بها في رَكب الندامة، أو كان بغيًا على الناس؛ فإن الناسَ نفسٌ واحدة. كيف يبغي مَن يؤمنُ بأن وراءه يومًا سيُقتصُّ منه فيه على ما فعل؟ مَن أيقن أنه إلى الله راجع، وبين يديه واقف، وعلى عمله مُحاسَبٌ ومُجازى؛ انكفَّ عن معاصيه، وكان لربِّه على ما يُرضيه. |
﴿إِنَّمَا مَثَلُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَآءٍ أَنزَلۡنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ مِمَّا يَأۡكُلُ ٱلنَّاسُ وَٱلۡأَنۡعَٰمُ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَخَذَتِ ٱلۡأَرۡضُ زُخۡرُفَهَا وَٱزَّيَّنَتۡ وَظَنَّ أَهۡلُهَآ أَنَّهُمۡ قَٰدِرُونَ عَلَيۡهَآ أَتَىٰهَآ أَمۡرُنَا لَيۡلًا أَوۡ نَهَارٗا فَجَعَلۡنَٰهَا حَصِيدٗا كَأَن لَّمۡ تَغۡنَ بِٱلۡأَمۡسِۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [يونس: 24]
إنها دنيا لا أمنَ فيها ولا اطمئنان، ولا ثباتَ ولا استقرار، وما يملك الناسُ من أمرها شيئًا إلا بمقدار، فكيف يضيِّع عاقلٌ آخرتَه لأجلها؟ مَن عرَف الدنيا عرف أنها قابلةٌ للزوال في كلِّ آن، ولم يأمن ذهابَها في ليلٍ ولا نهار. كما يحتاج المرء إلى الماء ليحيا، كذا يحتاجُ إلى الدنيا، ولكن حسْبُه أن يأخذ من دنياه بمقدار ما يرويه من الماء ولا يزيد، فالماء إذا أخذت منه فوق حاجتك تضرَّرت، وإذا أخذت قدر الحاجة انتفعت، وكذلك الدنيا. لو تمَّ لُبُّ الإنسانِ لرأى أن هذه الحياةَ لا تستحقُّ كلَّ ما يُبذلُ لها، وإنما تستحقُّه حياةٌ أخرى، تبقى ولا تفنى، وتطولُ ولا تزول. أهلُ الفكر هم أهلُ التمييز بين الأمور، والفحصِ عن حقائق ما يُعرَضُ من الشُّبَه في الصدور، فطوبى لمن تفكر في نظامِ الكون، واعتبر بسُننه ونواميسه. |
﴿ٱللَّهُ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُۚ وَفَرِحُواْ بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا مَتَٰعٞ ﴾ [الرعد: 26]
لا يحزَن مؤمن لضيق رزقه؛ فضيقُه سببٌ لعِظَم أجره، ولا يفرح كافر ببسط رزقه، فذلك إملاءٌ من الله تعالى له. |
﴿إِنَّا جَعَلۡنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِينَةٗ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗا ﴾ [الكهف: 7]
جعل اللهُ ما على الأرض زينةً لها؛ فمِن مفتونٍ بها يلهو ويلعب، ومن متأمِّلٍ في عظمة فاطرها، وشاكرٍ لجميل صنع باريها. ما كان ينبغي أمام هذه النعم الجليلة أن ينقسم الناس فيها إلى جاحد وحامد؛ فشكرُ النعمة يقتضي أن يكونَ المرء مبتغيًا أحسنَ العمل. |
﴿وَإِنَّا لَجَٰعِلُونَ مَا عَلَيۡهَا صَعِيدٗا جُرُزًا ﴾ [الكهف: 8]
هذه الدنيا بزخارفها وبهارجها، وصخَبها وضوضائها آيلةٌ إلى التلاشي والفناء، فلا تُعلِّق قلبَك بها، واجعل عملك خالصًا في طاعة باريها ومُفنيها. |
﴿وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَآءٍ أَنزَلۡنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ فَأَصۡبَحَ هَشِيمٗا تَذۡرُوهُ ٱلرِّيَٰحُۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ مُّقۡتَدِرًا ﴾ [الكهف: 45]
من أعظم ما يُبعد المرءَ عن ربِّه الانهماكُ في الدنيا؛ إقبالًا على نعيمها، واغترارًا بزخارفها، ومَن تأمَّل في هذه الصورة القرآنيَّة والظاهرة الكونيَّة، وجد فيهما عبرةً للحال والمآل. لو فكَّر العاقلُ في دنياه لما غفَل عن أخراه؛ فحياته الدنيا قصيرة دنية، وحياته الأخروية خالدة علية، فماذا سيختار ذو اللبِّ الحصيف؟ التفكر الدائم في حقيقة الدنيا، وأنها أشبهُ بروضةٍ خضِرة لا يلبَث أن يضمحلَّ نبتُها ويَذهب رونقُها؛ يبعث في النفس العزيمةَ للعمل للآخرة ونعيمِها الباقي. لو تدبرتَ هذه القصةَ عرَّفتك قدرةَ الله تعالى على خلق الأشياء وأضدادها، وجعله أوائلها مُفضيةً إلى أواخرها. |
﴿وَيَوۡمَ نُسَيِّرُ ٱلۡجِبَالَ وَتَرَى ٱلۡأَرۡضَ بَارِزَةٗ وَحَشَرۡنَٰهُمۡ فَلَمۡ نُغَادِرۡ مِنۡهُمۡ أَحَدٗا ﴾ [الكهف: 47]
ألا فليحذرِ العاقل، وليتنبَّه الغافل، قبل مجيء يوم شديدِ الأهوال، تُقتلع فيه الجبال من أماكنها! ما أعظمَ ذلك الموقفَ، يوم يُحشر الناس كلُّ الناس وقوفًا بين يدي رب العالمين! فلا مفرَّ لأحد من ذلك الوقوف، والانتظام في تلك الصفوف. |
﴿وَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَيۡءٖ فَمَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتُهَاۚ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ ﴾ [القصص: 60]
العاقل لا تلهيه حياة زائلة، ولذَّات ناقصة، وأيَّام قليلة ذاهبة، بل يسعى لنعيم لا يفنى، ودار طيِّبة تبقى. |
﴿أَفَمَن وَعَدۡنَٰهُ وَعۡدًا حَسَنٗا فَهُوَ لَٰقِيهِ كَمَن مَّتَّعۡنَٰهُ مَتَٰعَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا ثُمَّ هُوَ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ مِنَ ٱلۡمُحۡضَرِينَ ﴾ [القصص: 61]
قد يعُوق المخلوقَ الوفيَّ عن الوفاء بوعده عوائق، ولكنَّ الله تعالى إذا وعد لا يقف أمام وعده عائق، فإنه إذا وعد وفَى، ومتى أعطى كفى وأغنى. مَن كانوا بمتاع الدنيا متعلِّقين، ولأهوائهم مؤثِرين، وللهدى غير متَّبِعين، ورَدوا العذاب مكرَهين خائفين. |
﴿وَٱبۡتَغِ فِيمَآ ءَاتَىٰكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنۡيَاۖ وَأَحۡسِن كَمَآ أَحۡسَنَ ٱللَّهُ إِلَيۡكَۖ وَلَا تَبۡغِ ٱلۡفَسَادَ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُفۡسِدِينَ ﴾ [القصص: 77]
رابحٌ مَن آتاه الله نعمةً مثل المال فسخَّرها في مرضاة ربِّه، والوصولِ إلى ثوابه وجنَّته. لا لومَ على مَن أخذ من متاع الدنيا المباح ما يُصلِح به حياته من غير سرَف، ولم يكن بذلك المتاع مشغولًا، وعن آخرته به منصرِفا. لم يمنع الإسلام أتباعَه من أن يأخذوا بقِسط من متاع الدنيا، بل حضَّهم على السعي في الرزق، حتى لا يكونوا عالةً على غيرهم. الشاكر لنعمة ربه يحسن لبني جنسه من نعمته، كما أحسن الله إليه برزقه إياها، فمن شكرِ الإحسانِ الإحسانُ منه. إن الله تعالى يحسن ويحبُّ الإحسان، ويعطي ويحبُّ الإعطاء، فمَن أفضل على عباد الله بإحسانه وعطائه، زاده الله من فضله وآلائه. إذا لم تستطع أن تُهديَ إلى هذا الكون صلاحًا وفلاحًا، فلا تصنع فيه ضلالاً وإفسادًا. كيف يحبُّ الله عبدًا يهدِم بُنيانَ الصلاح بين العباد، ويقيم على أنقاضه أبنيةَ الإضرار والإفساد؟ |
﴿فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ فِي زِينَتِهِۦۖ قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا يَٰلَيۡتَ لَنَا مِثۡلَ مَآ أُوتِيَ قَٰرُونُ إِنَّهُۥ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٖ ﴾ [القصص: 79]
في كلِّ زمان ومكان هنالك قلوبٌ تستهويها زينة الأرض وتَبهَرها، وتلك قلوبُ الذين يريدون الحياة الدنيا، ولا يتطلَّعون إلى الآخرة التي هي أكرم منها. أكثر الناس يرَون الحظ العظيم في كثرة متاع الدنيا، ولا يرونه في الإيمان والعمل الصالح، وهذه نظرة مَن استولت الدنيا على قلبه، وشغلت الحيِّز الكبير من تفكيره. |
﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ وَيۡلَكُمۡ ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيۡرٞ لِّمَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗاۚ وَلَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ٱلصَّٰبِرُونَ ﴾ [القصص: 80]
شأن مَن وهبهم الله العلم النافع ألا يغتروا بزخارف الدنيا؛ لأنهم يعلمون سوء عاقبة مَن يفتتن بها. أهل العلم النافع إذا رأوا أسيرًا في قبضة الانبهار بزينة الحياة الفانية أطلقوه بنصحهم، وأزالوا عن عينيه قَتامَ الاغترار بالدنيا، حتى يرى أن ما عند الله خيرٌ وأبقى. ثواب الله ورضوانه هو ما يَنشُده مَن آمن وعمل صالحًا، ولا تَشغَله عنه زخارفُ الحياة ومتاعُها الفاني. كلَّما عَرضت لك الدنيا مفاتنَها فتفكَّر في الآخرة وما أعدَّه الله تعالى لعباده المؤمنين فيها. طوبى لمَن يصبرون على معايير الناس ومقاييسهم، وعلى فتنة الحياة الدنيا وإغرائها، أولئك الذين يوفِّقهم الله للاستعلاء على كلِّ ما في الأرض، والتطلُّع إلى ثواب الله تعالى ورضاه. |
﴿وَمَا هَٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا لَهۡوٞ وَلَعِبٞۚ وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَ لَهِيَ ٱلۡحَيَوَانُۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ ﴾ [العنكبوت: 64]
يا غارقًا في لُجج الدنيا كفاك لهوًا ولعبًا، أَفِق من موت الغفلة، واعمل بجدٍّ للحياة الحقيقيَّة، فإنها شطُّ السلامة، والفوزُ الكبير. لا حياة كاملةٌ سوى حياة الآخرة؛ فهنالك تكتمل اللذَّات وتزول المنغِّصات، وتتمتَّع الأبدان بما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡ وَٱخۡشَوۡاْ يَوۡمٗا لَّا يَجۡزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِۦ وَلَا مَوۡلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِۦ شَيۡـًٔاۚ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ ﴾ [لقمان: 33]
مَن تفكَّر في يوم القيامة وأهواله، واستحضر عظمةَ لحظاته وأحواله، سهُلت عليه تقوى الله تعالى واجتناب معاصيه. ما أعظم يومَ القيامة! فمن الإشفاق لا يستطيع المرء التفكير إلا في نفسه! لا يتوهمنَّ امرؤٌ أن ولده الذي كان قد ادَّخره في الدنيا لينفعَه يستطيع أن يدفعَ عنه الأذى، أو يكفيَه ما يُهِمُّه يوم القيامة، فكلُّ امرئٍ مشغولٌ بنفسه عن غيرها. لا يُخلف وعد القيامة ولا يتخلف، ولا مفر من مواجهة ذلك الهول العصيب، ولا مفر من الحساب الدقيق، والجزاء العادل فيه. أيها العاقل، لا تنخدع بزينة الدنيا وزُخرُفها، وأعراضها ومتاعها الفاني، فتنسيك الآخرةَ والاستعداد الصالح لها؛ فإن اللبيب لا يلهو بالفاني عن الباقي. |
﴿يَٰقَوۡمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا مَتَٰعٞ وَإِنَّ ٱلۡأٓخِرَةَ هِيَ دَارُ ٱلۡقَرَارِ ﴾ [غافر: 39]
الإخلاد إلى الدنيا والاغترارُ بعرَضها الزائل أصلٌ لكلِّ شرٍّ، فاجعل الآخرةَ همَّك يجعل الله غناك في قلبك، ويجمع لك شملك، وتأتِك الدنيا راغمة. قال أحد السلف: (لو كانت الدنيا ذهبًا فانيًا والآخرةُ خزفًا باقيًا، لكانت الآخرة خيرًا من الدنيا، فكيف والدنيا خزفٌ فان، والآخرة ذهبٌ باق)؟! |
﴿فَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَيۡءٖ فَمَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الشورى: 36]
الدنيا الزائلة لا نفعَ فيها لأحد إلا مدَّةَ حياته القصيرة، فما أجدرَنا أن نَزهَد بها طمعًا بنعيم حياة الخلود! حقيقة لا بدَّ أن يستحضرها العاقل على الدوام؛ إن كل ما في الحياة الدنيا من نعيم ما هو إلا متاعٌ فان، لا اعتبار فيها بكرامة أو مهانة. قيمة الإيمان والتوكُّل تَبرز في آثارهما الجليَّة؛ طُمَأنينةً في النفس، واستقامةً على الطريق، وثباتًا على الحقِّ، وثقةً بوعد الله. |
﴿أَهُمۡ يَقۡسِمُونَ رَحۡمَتَ رَبِّكَۚ نَحۡنُ قَسَمۡنَا بَيۡنَهُم مَّعِيشَتَهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَرَفَعۡنَا بَعۡضَهُمۡ فَوۡقَ بَعۡضٖ دَرَجَٰتٖ لِّيَتَّخِذَ بَعۡضُهُم بَعۡضٗا سُخۡرِيّٗاۗ وَرَحۡمَتُ رَبِّكَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ ﴾ [الزخرف: 32]
إن توفيق الله للعبد على أمر الدعوة لهذا الدين لهو دليلُ محبَّة واصطفاء، وإكرام واجتباء، فهنيئًا لمَن اصطفاه ربُّه، واختاره مولاه. مَن علِمَ أن الرزق مقسوم، وأن الأجل محتوم، أسلم قيادَ أمره كلِّه لله جلَّ جلاله، متوكِّلًا عليه، منيبًا إليه. رحمة الله لا توهب إلا لمَن يستحقُّها، ولا تَشمَل إلا مَن عمل لها، وهي خير وأجلُّ وأرفع وأعظم من زخارف الدنيا وبهارجها. |
﴿وَلَوۡلَآ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ لَّجَعَلۡنَا لِمَن يَكۡفُرُ بِٱلرَّحۡمَٰنِ لِبُيُوتِهِمۡ سُقُفٗا مِّن فِضَّةٖ وَمَعَارِجَ عَلَيۡهَا يَظۡهَرُونَ ﴾ [الزخرف: 33]
لم يجعل الله هذه الدنيا صِرفةً خالصةً في أيدي الكفَّار برغم حقارتها، فلو كانت كذلك لافتتن الناس ومالوا إلى الكفر والشرك. المؤمن مطمئنٌّ لاختيار الله، فلا يتأثَّر البتَّة بما يكون في هذه الدنيا من ابتلاء أو رخاء؛ لأنه يعلم أن الدنيا فانية، وأن الآخرة هي الباقية. من رحمة الله أنه لم يفتح خزائنه لكلِّ من كفر به؛ لئلا يكون ذلك فتنة للمؤمنين، فيميلوا إلى الكفر بعد الإيمان؛ لأن حبَّ الأموال والشهوات مزين في قلوب الناس. |
﴿وَلِبُيُوتِهِمۡ أَبۡوَٰبٗا وَسُرُرًا عَلَيۡهَا يَتَّكِـُٔونَ ﴾ [الزخرف: 34]
الدنيا هي دار الهموم والكدَر، والغموم والضجَر، لا يصفو لها حال، ولا يستقرُّ لها قرار. حقَّرها الله تعالى، وحذَّر عباده من الركون إليها؛ لكي لا تلهيَهم عن الجنَّة التي هي دار كلِّ نعيم. طُوبى لمَن لم يَعلَق قلبه بالدنيا؛ لعلمه بأنها متاعٌ زائل، وعرَض فانٍ، وأن الآخرة هي الخير العظيم الذي ينبغي المسارعة إليه، وعدم التفريط فيه. ما أعظمَها من نعمة لذلك المتَّقي الذي حجز نفسه عن بهارج الدنيا المحرَّمة، ووقى قلبه من الشغف بها! فيا بُشراه حينما تكون الجنَّة مثواه! موازين الدنيا باطلة؛ فقد يكون المرء أكثرَ الناس مالًا، لكنه من أبعد الخلق عن الله؛ ولهذا فالمنازل الحقيقيَّة هي ما كانت في الآخرة. |
﴿وَزُخۡرُفٗاۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَٱلۡأٓخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلۡمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 35]
الدنيا هي دار الهموم والكدَر، والغموم والضجَر، لا يصفو لها حال، ولا يستقرُّ لها قرار. حقَّرها الله تعالى، وحذَّر عباده من الركون إليها؛ لكي لا تلهيَهم عن الجنَّة التي هي دار كلِّ نعيم. طُوبى لمَن لم يَعلَق قلبه بالدنيا؛ لعلمه بأنها متاعٌ زائل، وعرَض فانٍ، وأن الآخرة هي الخير العظيم الذي ينبغي المسارعة إليه، وعدم التفريط فيه. ما أعظمَها من نعمة لذلك المتَّقي الذي حجز نفسه عن بهارج الدنيا المحرَّمة، ووقى قلبه من الشغف بها! فيا بُشراه حينما تكون الجنَّة مثواه! موازين الدنيا باطلة؛ فقد يكون المرء أكثرَ الناس مالًا، لكنه من أبعد الخلق عن الله؛ ولهذا فالمنازل الحقيقيَّة هي ما كانت في الآخرة. |
﴿إِنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞۚ وَإِن تُؤۡمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤۡتِكُمۡ أُجُورَكُمۡ وَلَا يَسۡـَٔلۡكُمۡ أَمۡوَٰلَكُمۡ ﴾ [محمد: 36]
مهما جلب اللعبُ واللهو من سعادة وانبساط فهو محدودٌ لا يدوم طويلًا، فأشغِل نفسك بما يَجلِب لك سعادةً أبديَّةً دائمة. بالإيمان والتقوى يبني المرء جنَّته في حياته الدنيا، ويوجِّه الحياة الوِجهة الصحيحة التي يريدها ربُّ العالمين. عوائد الأعمال تَفِيض عليك بصلاح الحال والمآل، فمَرَدُّ نفعها إليك، والله مستغنٍ عن عباده. |
﴿ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞ وَزِينَةٞ وَتَفَاخُرُۢ بَيۡنَكُمۡ وَتَكَاثُرٞ فِي ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَوۡلَٰدِۖ كَمَثَلِ غَيۡثٍ أَعۡجَبَ ٱلۡكُفَّارَ نَبَاتُهُۥ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَىٰهُ مُصۡفَرّٗا ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰمٗاۖ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٞ شَدِيدٞ وَمَغۡفِرَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٞۚ وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلۡغُرُورِ ﴾ [الحديد: 20]
كلُّ عمل للدنيا وسعي لها يبقى لعبًا وعبثًا، ما لم يُطلَب به رضا الله والدارُ الآخرة. إنَّ لعبَ الأبدان ولهوَ القلوب يُعميان النفسَ عن النظر في المآلات، ويحرمانها الفرحَ بلذَّة الطاعات. ما أكثرَ أن تَبهَرَ الزينةُ العيونَ والنفوس، ولكنْ من تبصَّر بحقيقتها ومآلها أدركَ أنها أشبهُ بسَراب، فآثرَ عليها الآخرةَ والآجلَ الباقي. حين يتفكَّرُ المرء بالآخرة يزهدُ بالدنيا وزخارفها ومُتَعها الزائفة، وينشَطُ للفوز برضوان الله تعالى، فذلك الفوز الحقيقيُّ والمتعة الحقيقيَّة. الدنيا متاعُ الغرور حين تخدَعُ أهلَها وتُلهيهم عن الآخرة، أمَّا إن دعَتهُم إلى طلب رضوان الله فنِعمَ المتاعُ حينئذ. |
﴿وَإِذَا رَأَوۡاْ تِجَٰرَةً أَوۡ لَهۡوًا ٱنفَضُّوٓاْ إِلَيۡهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِمٗاۚ قُلۡ مَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ مِّنَ ٱللَّهۡوِ وَمِنَ ٱلتِّجَٰرَةِۚ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ ﴾ [الجمعة: 11]
ليست المداومةُ على طاعة الله ممَّا يفوتُ به الرزق، فإنَّ الله خيرُ الرازقين، ومَن اتَّقى الله رزقه من حيثُ لا يحتسب. إذا ما نازعَتك نفسُك إلى الانشغال بالمُلهِيات، عند حضور العبادات، فذكِّرها بما أعدَّ الله لأهل الطاعات، من خيرات ومكرُمات. كلُّ ما صرفك عن طاعة الله وشغلك عن ذكره فهو لهوٌ باطل، وما أكثرَ ما تضيع الأعمارُ لاهيةً عابثة! |
﴿كـَلَّا بَلۡ تُحِبُّونَ ٱلۡعَاجِلَةَ ﴾ [القيامة: 20]
من جعل الدنيا همَّه آتاه الله إن شاء من طيِّباتها، وعجَّل له من بهارجها، وحرمه من بركات الآخرة، ومن النجاة فيها. لو آثَرتُم الآخرةَ على الدنيا، ونظرتم في العواقب نظرَ البصير العاقل، لربحتم ربحًا لا خسارَ معه، وفزتم فوزًا لا شقاء بعده. |
﴿وَتَذَرُونَ ٱلۡأٓخِرَةَ ﴾ [القيامة: 21]
من جعل الدنيا همَّه آتاه الله إن شاء من طيِّباتها، وعجَّل له من بهارجها، وحرمه من بركات الآخرة، ومن النجاة فيها. لو آثَرتُم الآخرةَ على الدنيا، ونظرتم في العواقب نظرَ البصير العاقل، لربحتم ربحًا لا خسارَ معه، وفزتم فوزًا لا شقاء بعده. |
﴿إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ يُحِبُّونَ ٱلۡعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمۡ يَوۡمٗا ثَقِيلٗا ﴾ [الإنسان: 27]
أهل التبصُّر والحكمة يُؤثرون الآخرةَ الباقية على الدنيا الفانية، أمَّا الحمقى فهم الذين يضيِّعون آخرتهم بعرَض من الدنيا قليل! |
﴿فَأَمَّا مَن طَغَىٰ ﴾ [النازعات: 37]
فِرَّ من الجحيم فِرارَكَ من الأسد، باجتنابك صفتَين ذميمتَين من صفات أهل النار؛ الطغيان، وإيثار الدنيا على الآخرة. يأوي العبد عادةً من مخاوفه وآلامه إلى حيثُ يستريح ويأمن، فما أعظمَ خسارةَ المتمرِّدين على شرع الله، وقد غدا مأواهم نارًا تلظَّى! |
﴿وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ ﴾ [النازعات: 40]
علامةُ الخوف الحقيقيِّ من الله حرصُ العبد ألَّا يراه مولاه إلا على خيرٍ وطاعة، فلا تجعل اللهَ أهونَ الناظرين إليك. |
﴿بَلۡ تُؤۡثِرُونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا ﴾ [الأعلى: 16]
حقيقة إيثار الدنيا هو الزهدُ في الآخرة وما فيها من رخاءٍ مُقيم، فيا بئسَ الزهدُ في دار النعيم! قال مالكُ بن دينار: (لو كانت الدنيا من ذهَبٍ يفنى، والآخرة من خزَفٍ يبقى، لكان الواجبُ أن يُؤثَر خزفٌ يبقى على ذهَبٍ يفنى، فكيف والآخرةُ من ذهبٍ يبقى؟!). |
﴿وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓ ﴾ [الأعلى: 17]
حقيقة إيثار الدنيا هو الزهدُ في الآخرة وما فيها من رخاءٍ مُقيم، فيا بئسَ الزهدُ في دار النعيم! قال مالكُ بن دينار: (لو كانت الدنيا من ذهَبٍ يفنى، والآخرة من خزَفٍ يبقى، لكان الواجبُ أن يُؤثَر خزفٌ يبقى على ذهَبٍ يفنى، فكيف والآخرةُ من ذهبٍ يبقى؟!). |
﴿وَتُحِبُّونَ ٱلۡمَالَ حُبّٗا جَمّٗا ﴾ [الفجر: 20]
صفتان ذميمتان من علامات فساد القلب: الإفراطُ في حبِّ الدنيا والمال، وعدمُ المبالاة من حلالٍ أتى أو من حرام! معرفة الدَّاء يُعين على اختيار الدَّواء، فإذا علمتَ أيها العبدُ أن حبَّ المال جِبِلَّةٌ فيك، أحسنتَ كبحَ جماحه قبل أن تطغى به وتهلِك. |
﴿أَلۡهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ ﴾ [التكاثر: 1]
لا يزال المرء يتمادى في التكاثُر والتفاخُر حتى يحلَّ الأجل، فيقطعَ الأمل، ولا ينفع حينئذٍ إلا حُسن العمل. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
أصحاب الرس اللغات التي كان يتكلم بها الأنبياء حب الله صفات الملائكة اسم الله القادر الاستكبار الغل ميكائيل الثأر عابر السبيل
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Tuesday, December 3, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب