من لم يظهر حزنه عند المصيبة - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب مَن لم يُظهِر حزنَه عند المصيبة
وظنَّ أبو طلحة أنَّها صادقة، قال: فبات، فلمَّا أصبح اغتسل. فلمَّا أراد أن يخرجَ أعلمته أنَّه قد ماتَ! فصلَّي مع النبي ﷺ، ثمَّ أخبر النبيَّ ﷺ بما كان منهما. فقال رسول الله ﷺ: «لعلَّ الله أن يُبارك لكما في ليلتكما». قال سفيان: فقال رجل من الأنصار: فرأيتُ لهما تسعة أولادٍ كلُّهم قد قرأ القرآن.
متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (١٣٠١) عن بشر بن الحكم، حدَّثنا سفيان بن عيينة، أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنَّه سمع أنسًا فذكره.
ورواه مسلم في فضائل الصّحابة (٢١٤٤) من طريق بهز، ثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: «مات ابن لأبي طلحة من أمِّ سُلَيم، فقالت لأهلها: لا تُحدِّثوا أبا طلحة بابنه حتَّى أكون أنا أُحدِّثه. قال: فجاء، فقرَّبت إليه عَشاءً. فأكل وشرب. فقال: ثمَّ تصنَّعت له أحسن ما كان تصنَّعُ قبل ذلك، فوقع بها. فلمَّا رأت أنَّه قد شبع وأصاب منها، قالت: يا أبا طلحة! أرأيتَ لو أنَّ قومًا أعاروا عاريتهم أهل بيتٍ، فطلبوا عاريتهم، ألهم أن يمنعوهم؟ قال: لا. قالت: فاحتسب ابنك. قال: فغضب، وقال: تركتني تلطَّختُ ثمَّ أخبرتني بابني؟ ! فانطلق حتَّى أتي رسول الله ﷺ، فأخبره بما كان. فقال رسول الله ﷺ: «بارك الله لكما في غابر ليلتكما». فذكر الحديثَ وفيه قصَّة تحنيك الأبن لأم سُليم.
ورواه أبو داود الطيالسيّ في مسنده (٢١٦٨)، عن سليمان بن المغيرة، وحماد بن سلمة،
وجعفر بن سليمان، كلهم عن ثابت، عن أنس، وساق بهذا الإسناد قصة أم سليم بشيءٍ من
التفصيل، وها أنا أسوقها بكاملها لاشتمالها على فوائد كثيرةٍ، قال: قال مالكٌ أبو أنسٍ لامرأته أم
سليم -وهي أم أنس-: إنَّ هذا الرجل -يعني النبي ﷺ يُحرِّم الخمرَ، فانطلَق حتَّى أتى الشامَ
فهلك هناك، فجاء أبو طلحة، فخطب أمَّ سُليم، فكلَّمها في ذلك، فقالت: يا أبا طلحة! ما مثلكَ
يُردُّ، ولكنَّكَ امروءٌ كافرٌ، وأنا امرأةٌ مسلِمة، لا يصلُح لي أن أتزوَّجَك. فقال: ما ذاكِ دهركِ.
قالت: وما دهري؟ قال: الصفراء والبيضاء. قالت: فإني لا أُريد صفراءَ ولا بيضاءَ، أُريدُ منكَ
الإسلامَ. قال: فمن لي بذلك؟ قالت: لك بذلك رسول الله ﷺ. فانطلق أبو طلحة يُريدُ النبيَّ ﷺ،
ورسولُ الله ﷺ جالسٌ في أصحابه، فلمَّا رآه قال: «جاءكم أبو طلحة، غُرَّة الإسلامِ بينَ عينيه».
فجاء، فأخبر النبيَّ ﷺ بما قالت أمُّ سُليم، فتزوَّجها على ذلك. قال ثابتٌ: فما بلغنا أنَّ مهرًا كان أعظم منه، إنَّها رضيت الإسلامَ مهرًا، فتزوَّجها، وكانت امرأةً مليحة العينين، فيها صغر، فكانت معه حتَّى وُلِد له بُنَيٌّ، وكان يُحبُّه أبو طلحة حبًّا شديدًا، ومرِض الصبيُّ، وتواضعَ أبو طلحة لمرضه، أو تضعضعَ له، فانطلق أبو طلحة إلى النبي ﷺ، ومات الصبيُّ، فقالت أم سليم: لا ينعينَّ إلى أبي طلحة أحدٌ ابنه، حتَّى أكون أنا الذي أنعاء له. فهيَّأت الصبيَّ ووضعته، وجاء أبو طلحة من عند رسول الله ﷺ حتَّي دخل عليها، فقال: كيف ابني؟ فقالت: يا أبا طلحة! ما كان منذ اشتكي
أسكن منه الساعة. قال: فلله الحمد. فأتته بعَشائه فأصاب منه، ثمَّ قامت فتطيَّبت وتعرَّضت له، فأصاب منها، فلمَّا علِمت أنَّه طعم وأصابَ منها، قالت: يا أبا طلحة! أرأيتَ لو أنَّ قومًا أعاروا قومًا عاريةً لهم، فسألوهم إيَّاها، أكان لهم أن يمنعوهم؟ فقال: لا. قالت: فإنَّ الله عز وجل كان أعارك ابنك عاريهً ثمَّ قبضه إليه، فاحتسب ابنَك، واصبر. فغضب، ثمَّ قال: تركتيني حتَّى إذا وقعتُ بما وقعتُ به نعيتِ إليَّ ابني؟ ! ثمَّ غدا على رسول الله ﷺ، فأخبره فقال رسول الله ﷺ: «بارك الله لكما في غابر ليلتكما. فتلقَّت من ذلك الحملَ، وكانت أم سليم تسافر مع النبي ﷺ، تخرج معه إذا خرج، وتدخل معه إذا دخل، فقال رسول الله ﷺ: «إذا ولدت فأتوني بالصبي».
فأخذها الطلق ليلةَ قربهم من المدينة، فقالت: اللَّهم إني كنتُ أدخل إذا دخل نبيك، وأخرج إذا
خرج نبيُّك، وقد حضر هذا الأمر، فولَدت غلامًا، وقالت لابنها أنسٍ: انطلقْ بالصبي إلى رسول الله
ﷺ، فأخذ أنسٌ الصبيَّ فانطلق به إلى النبي ﷺ، وهو يسم إبلًا أو غنمًا، فلمَّا نظر إليه قال لأنسٍ:
«أولدت بنت مِلحانَ؟». قال: نعم. فألقى ما في يده، فتناولَ الصبيَّ، فقال: «ائتوني بتمراتٍ عجوةٍ». فأخذ النبي ﷺ التمرَ، فجعل يُحنِّكُ الصبيَّ، وجعلَ الصبيُّ يتلمَّظ، فقال: «انظروا إلى حُبِّ الأنصار التمرَ». فحنَّكه رسول الله ﷺ، وسمَّاه عبد الله.
قال ثابتٌ: وكانَ يُعدُّ من خيارِ المسلمينَ. ولعل الزيادات التي في هذه القصة ليست من سليمان بن المغيرة؛ لأن السياق الذي ساقه مسلم والإمام أحمد (١٣٠٢٦) عنه، ليس فيه هذه الزيادات، وإليه أشار الطيالسي في قوله: وحدثنا شيخ سمعه من النضر بن أنس، وقد دخلت حديث بعضهم في بعض، قال مالك أبو أنس لامرأته، فذكر القصة. وهذا الشيخ المجهول لا يضر؛ لأنَّ أبا داود أسنده عن غيره.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 10 من أصل 215 باباً
- 1 باب ما جاء في تسليمة واحدة
- 2 باب من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وُقِي من عذاب القبر
- 3 باب من مات له أولادٌ فاحتسبَ دخلَ الجنَّةَ:
- 4 باب من مات له ولد واحد دخل الجنة
- 5 باب مَن قدَّم فرطًا
- 6 باب فيمن لم يُقدِّم فَرَطًا
- 7 باب في الصبر على المصيبة عند الصدمة الأولى
- 8 باب ما يُقال عند المصيبة
- 9 يُكتب للمريض والمسافر ما كان يعمل وهو مقيم صحيح
- 10 باب مَن لم يُظهِر حزنَه عند المصيبة
- 11 باب ما جاء بأنَّ الأنبياء أشد الناس بلاءً
- 12 باب مضاعفة أجر النبي ﷺ إذا أصابه الوعك
- 13 باب ثواب المؤمن فيما يُصيبه من مرضٍ، أو حزن أو نحو ذلك
- 14 باب ما جاء فيمن ابتلي بمرض الصرعة
- 15 باب من صبر على ذهاب بصره فله الجنة
- 16 باب بلوغ الدرجات بالابتلاء
- 17 باب إذا أحبَّ الله عبدًا ابتلاه
- 18 باب أنَّ أمرَ المؤمن كلَّه خير
- 19 باب مثل المؤمن والكافر في إصابة البلاء
- 20 باب ما رُخِّص للمريض أن يقول: وا رأساه
- 21 باب فيمن لم يُصب بأذًى
- 22 باب ما اختلج عِرق إِلَّا بذنبٍ
- 23 باب ما جاء في شدة الوجع
- 24 باب شدّة الموت
- 25 باب خروج الإنسان إلى الأرض التي قُدِّرَ موته فيها
- 26 باب فضل عيادة المريض
- 27 باب استحباب عيادة المريض
- 28 باب ما جاء في العيادة مرارًا
- 29 باب عيادة المريض جماعة
- 30 لا يقال عند المريض إِلَّا خيرًا، وما قيل في تبشيره
- 31 باب ما يقال من الأدعية والرقية للمريض عند عيادته
- 32 باب وضع اليد على المريض والدعاء له
- 33 باب عيادة المغمى عليه
- 34 باب العيادة من الرمد
- 35 باب الترهيب لمن دعا على نفسه بتعجيل العقوبة في الدنيا
- 36 باب من آداب عيادة المريض أن لا يتكلم عنده بكلام يُزعجه
- 37 باب عيادة النبي ﷺ النساء
- 38 باب عيادة النساء الرجالَ إذا أُمن من الفتنة
- 39 باب عيادة غير المسلمين
- 40 باب ما جاء في حضور المحتضر حتى يموت فيستغفر له
- 41 باب تلقين المحتضر: لا إله إلا الله
- 42 باب توجيه المحتضر إلى القبلة
- 43 باب من كان آخر كلامه: لا إله إلَّا الله دخل الجنة
- 44 باب علامة موت المؤمن
- 45 باب نزول الملائكة عند الموت ببشرى المؤمن ووعيد الكافر
- 46 باب فيمن أحب لقاء الله
- 47 باب أن الموت خير للمؤمن عند الفتنة
- 48 باب أن من خصائص الأنبياء أنهم يُخَيَّرون بين البقاء في الدنيا وبين الرحيل من الدنيا
- 49 باب قول النبي ﷺ: وَألْحِقني بالرفيق الأعلى
- 50 باب الأمر بحسن الظن بالله عند الموت
معلومات عن حديث: من لم يظهر حزنه عند المصيبة
📜 حديث عن من لم يظهر حزنه عند المصيبة
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ من لم يظهر حزنه عند المصيبة من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث من لم يظهر حزنه عند المصيبة
تحقق من درجة أحاديث من لم يظهر حزنه عند المصيبة (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث من لم يظهر حزنه عند المصيبة
تخريج علمي لأسانيد أحاديث من لم يظهر حزنه عند المصيبة ومصادرها.
📚 أحاديث عن من لم يظهر حزنه عند المصيبة
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع من لم يظهر حزنه عند المصيبة.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب