استحباب عيادة المريض - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب استحباب عيادة المريض
متفق عليه: رواه البخاريّ في الجنائز (١٢٣٩) عن أبي الوليد، حَدَّثَنَا شعبة، عن الأشعث قال: سمعتُ معاوية بن سويد بن مُقرّن، عن البراء فذكره.
ورواه مسلم من أوجه أخرى (٢٠٦٦) عن أشعث، قال: حَدَّثَنِي معاوية بن سُويد قال: دخلتُ على البراء بن عازب فسمعتُه يقول: فذكر الحديث وفيه «إفشاء السّلام» بدلًا من «رد السّلام».
ورواه أيضًا من طريق شعبة كما رواه البخاريّ إِلَّا أن فيه «نهانا عن خاتم الذّهب أو حَلْقة الذّهب».
متفق عليه: رواه البخاريّ في الجنائز (١٢٤٠)، ومسلم في كتاب السّلام (٢١٦٢) كلاهما من حديث ابن شهاب، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة قال: فذكره.
ورواه مسلم من طريق آخر عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة وفيه «حق المسلم على المسلم ست» والسادس «وإذا استنصحك فانصح له» وفيه بدلًا من رد السّلام «إذا لقيته فسلم عليه».
ورواه البخاريّ في «الأدب المفرد» (٥١٩) من وجه ثالث من طريق عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة وفيه «ثلاث كلهن حق على كل مسلم» فذكر من الثلاثة: «عيادة المريض، وشهود الجنازة، وتشميت العاطس إذا حمد الله عز وجل».
ولكن رواه ابن ماجه (١٤٣٥) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكر فيه الخمس مثل حديث الزهري. وهذا أصح لموافقته للزهري. فلعل عمر بن أبي سلمة اختصره.
قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله ﷺ: «ما اجتمعن في امرئ إِلَّا دخل الجنّة».
صحيح: رواه مسلم في الفضائل (١٠٢٨) عن محمد بن أبي عمر المكيّ، حَدَّثَنَا مروان بن معاوية الفزاريّ، عن يزيد (وهو ابن كيسان) عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة فذكره.
حسن: رواه الطبرانيّ في «الأوسط» (٧٣٣٣) عن محمد بن أبان الأصبهانيّ، ثنا أبو حفص عمرو بن عليّ، ثنا أبو داود الطيالسيّ، نا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
قال الهيثميّ في «مجمع الزوائد» (٣/ ١٨٣): «وفيه عمر بن أبي سلمة، وثَّقه ابن حبَّان وجماعة، وضعَّفه آخرون، وقد تقدّم حديث ابن عباس في عيادة المريض». انتهى.
قال الأعظمي: عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري مختلف فيه، فضَعَّفه النسائيّ والجوزجانيّ، ومشَّاه الآخرون، والخلاصة فيه أنه حسن الحديث كما قال ابن عدي.
صحيح: رواه البخاريّ في المرضى (٥٦٤٩) عن قُتَيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا أبو عوانة، عن منصور، عن أبي وائل، عن أبي موسى الأشعري فذكره.
حسن: رواه الإمام أحمد (١١١٨٠) والبزّار «كشف الأستار» (٨٢١) كلاهما من طريق يحيى ابن سعيد، عن المثنى بن سعيد، حَدَّثَنَا قتادة، عن أبي عبسي الأسواريّ، عن أبي سعيد فذكره.
ورواه البخاريّ في «الأدب المفرد» (٥١٨) من وجه آخر عن قتادة.
وأورده الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٢٩) وقال: «رواه أحمد والبزّار، ورجاله ثقات».
قال الأعظمي: وهو كما قال إِلَّا أن أبا عيسى الأُسواري تكلم فيه عليّ بن المديني فقال: مجهول، ولكن قال الطبرانيّ: بصري ثقة، وقال البزّار: بصري مشهور، وروى له مسلم متابعة، وذكره ابن حبَّان في الثّقات، وأخرج حديثه هذا في صحيحه (٢٩٥٥) وقد روى عنه جمع، منهم ثابت البنانيّ، وقتادة، وعاصم الأحول وغيرهم، فمثله يحسن حديثه، وأمّا قول عليّ بن المديني فيحمل على أنه أراد به عدم الشهرة، والله أعلم.
يُشمتُه إذا عطس، ويُجيبه إذا دعاه، ويشهده إذا مات، ويعوده إذا مرض».
حسن: رواه ابن ماجه (١٤٣٤) عن أبي بشر بكر بن خلف ومحمد بن بشار قالا: حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد، قال: حَدَّثَنَا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن حكيم بن أفلح، عن أبي مسعود فذكره.
وفي الإسناد حكيم بن أفلح لم يرو عنه سوى جعفر، ولم يوثقه أحد غير أن ابن حبَّان ذكره في الثّقات كما في «التهذيب» ولم أقف على ترجمته في «الثقات» المطبوعة، ومن طريقه أخرجه في صحيحه (٢٤٠) وأخرجه أيضًا الحاكم (٤/ ٢٦٤) وأحمد (٢٢٣٤٢) وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشّيخين»، وهذا وهم منه؛ فإن حكيم بن أفلح لم يخرج له صاحبا الصَّحيح، وإنما أخرج له البخاريّ في «الأدب المفرد» (٩٢٣).
قال الحافظ في ترجمته في «التهذيب»: «قرأت بخط الذّهبيّ تفرّد عنه جعفر، وذكره ابن حبَّان في: الثقات«وروى ابن مندة في الصّحابة من طريق محمد بن عجلان، عن حكيم البصريّ، عن أبي مسعود حديثًا فيحتمل أن يكون هو هذا».
قال الأعظمي: وعلى هذا فإن حكيم بن أفلح خرج من كونه مجهولًا، فيكون إسناده حسنًا.
وأمّا ما رُوي عن عليّ مرفوعًا: «للمسلم على المسلم ست بالمعروف: يسلم عليه إذا لقيه، ويُجيبه إذا دعاه، ويُشَمِّتُه إذا عطس، ويعودُه إذا مرض، ويتبع جِنازتَه إذا مات، ويحب له ما يحب لنفسه» فإسناده ضعيف.
رواه الترمذيّ (٢٧٣٦) وابن ماجه (١٤٣٣)، وأحمد (٧٦٣) كلّهم من طريق أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليّ فذكره.
والحارث هو الأعور ضعيف جدًّا، بل وقد كذَّبه بعض أهل العلم.
وزاد الأمر السابع: «وينصح له بالغيب» مع أنه قال في أول الحديث مثل ما مضى. فزيادة الأمر السابع يعود إلى ضعف الحارث الأعور، فلعله روي مرة كما مضى وأخرى كما في مسند الإمام أحمد.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن ابن عباس: أن النَّبِيّ ﷺ عاد رجلًا، فقال: «ما تشتهي؟» قال: أشتهي خبز برٍ. قال النَّبِيّ ﷺ: «من كان عنده خبز بُرّ فليبعث إلى أخيه» قال النَّبِيّ ﷺ: «إذا اشتهي مريض أحدكم شيئًا فليُطْعِمه». رواه ابن ماجه (١٤٣٩) عن الحسن بن عليّ الخلال، قال: حَدَّثَنَا صفوان بن هُبَيْرة، قال: حَدَّثَنَا أبو مَكينٍ، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
هذا الحديث أخرجه العقلي في «الضعفاء» (٢/ ٢١٢) في ترجمة صفوان بن هُبَيْرة المخدَّج وقال: «ولا يتابع على حديثه، ولا يُعرف إِلَّا به، بصري» ثمّ ذكر الحديث.
وقال في ترجمة نوح بن ربيعة أبي مَكين (٤/ ٣٠٥ - ٣٠٦): «ولا يتابع على حديثه، ولا يعرف إِلَّا به» ثمّ ساق له الحديث المذكور. وكذلك فعل الذّهبيّ في «الميزان» فقال في ترجمة نوح بن ربيعة: «وثَّقه غير واحد، وله حديث غريب. قال العقيلي: لا يتابع عليه» ثمّ ساق له الحديث المذكور.
ثمّ قال في ترجمة «صفوان بن هُبَيْرة» عن أبي مَكين بخبر منكر، قال العقيلي: «لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إِلَّا به».
فظهر من هذا أن الحديث منكر من رواية صفوان بن هبيرة عن شيخه أبي مَكين، وإن كان أبو مَكين مختلف فيه، فوثَّقه الأئمة الإمام أحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو داود، وقال فيه البخاريّ: «منكر الحديث».
وهذا يرد على قول البوصيري في زوائد ابن ماجه: بأنه إسناد حسن.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أنس بن مالك قال: دخل النَّبِيّ ﷺ على مريض يعودُه، فقال: «أتشتهي شيئًا؟، أتشتهي كعكًا؟» قال: نعم. فطلبوا له.
رواه ابن ماجه (١٤٤٠) عن سفيان بن وكيع، قال: حَدَّثَنَا أبو يحيى الحِمَّانيّ، عن الأعمش، عن يزيد الرقاشيّ، عن أنس بن مالك، قال فذكره.
وفيه يزيد بن أبان وهو الرقاشي ضعيف، وكان شعبة شديدًا في الطعن فيه، وبه ضعَّفه البوصيري في زوائد ابن ماجه.
وفيه أيضًا شيخ ابن ماجه وهو سفيان بن وكيع بن الجرَّاح مختلف فيه.
قال فيه الحافظ: «صدوق، إِلَّا أنه ابتلي بوراقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فنصح فلم يقبل، فسقط حديثه».
وكذلك لا يصح ما رُوي عن عمر بن الخطّاب قال: قال لي النَّبِيّ ﷺ: «إذا دخلت على مريض فمره أن يدعو لك، فإن دُعاءَه كدعاء الملائكة».
رواه ابن ماجه (١٤٤١) عن جعفر بن مسافر، قال: حَدَّثَنِي كثير بن هشام، قال: حَدَّثَنَا جعفر ابن بُرْقان، عن ميمون بن مهران، عن عمر بن الخطّاب، فذكره.
وفيه علتان:
الأوّلى: الانقطاع، فإن ميمون بن مهران لم يدرك عمر بن الخطّاب.
والثانية: ما قاله الحافظ في ترجمة جعفر بن مسافر في «التهذيب» (٣/ ١٠٧): «وقفت له على حديث معلول أخرجه ابن ماجه عنه عن كثير بن هشام، عن جعفر بن برنان، عن ميمون بن مهران، عن عمر في الأمر بطلب الدعاء من المريض. قال النوويّ في الأذكار: صحيح أو حسن، لكن ميمونًا لم يدرك عمر، فمشي على ظاهر السند، وعلتُه أن الحسن بن عرفة رواه عن كثير، فأدخل بينه وبين جعفر رجلًا ضعيفًا جدًّا، وهو عيسي بن إبراهيم الهاشميّ، كذلك أخرجه ابن السُنِّي (٥٥٧) والبيهقي من طريق الحسن، فكأن جعفرًا كان يدلس تدليس التسوية، إِلَّا أني وجدت في نسختي من ابن ماجه تصريح كثير بتحديث جعفر له، فلعل كثيرًا عنعنه، فرواه جعفر عنه بالتصريح لاعتقاده أن الصيغتين سواء من غير المدلس، لكن ما وقفت على كلام أحد وصفه بالتدليس. فإن
كان الأمر كما ظننتُ أولًا، وإلَّا فيسلم جعفر من التسوية، ويثبت التدليس في كثير» انتهى.
صحيح: رواه أبو يعلى (٢١٦٨) عن عبد الله بن عمر بن أبان، حَدَّثَنَا معاوية بن هشام، حَدَّثَنَا سفيان، عن حبيب، عن عطاء، عن ابن عباس فذكره.
قال الهيثميّ في «المجمع» (٢/ ٣٠٠) بعد أن عزاه لأبي يعلى: «إسناده حسن».
وهو كما قال فإن عبد الله بن عمر بن أبان وشيخه معاوية بن هشام صدوقان.
ورواه ابن أبي شيبة (٦/ ١٤٧ تحقيق اللحام) عن وكيع، عن سفيان، عن عثمان الثقفيّ، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن عباس فذكره. وإسناده صحيح.
وأمّا ما رُوي عن جابر قال: قلت: كيف أصبحت يا رسول الله؟ قال: «بخير من رجل لم يُصبح صائمًا، ولم يعد سقيمًا» فهو ضعيف.
رواه ابن ماجه (٣٧١٠) عن أبي بكر، قال: حَدَّثَنَا عيسى بن يونس، عن عبد الله بن مسلم، عن عبد الرحمن بن سابط، عن جابر فذكره. وهو في المصنف (٦/ ١٤٧ تحقيق اللحام).
وعبد الله بن مسلم هو ابن هرمز المكي ضعَّفه جمهور أهل العلم،
وعبد الرحمن بن سابط ثقة إِلَّا أنه كثير الإرسال، قال ابن معين: مرسل لم يسمع من جابر، وأثبته ابن أبي حاتم. والله تعالى أعلم بالصواب.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 27 من أصل 215 باباً
- 2 باب من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وُقِي من عذاب القبر
- 3 باب من مات له أولادٌ فاحتسبَ دخلَ الجنَّةَ:
- 4 باب من مات له ولد واحد دخل الجنة
- 5 باب مَن قدَّم فرطًا
- 6 باب فيمن لم يُقدِّم فَرَطًا
- 7 باب في الصبر على المصيبة عند الصدمة الأولى
- 8 باب ما يُقال عند المصيبة
- 9 يُكتب للمريض والمسافر ما كان يعمل وهو مقيم صحيح
- 10 باب مَن لم يُظهِر حزنَه عند المصيبة
- 11 باب ما جاء بأنَّ الأنبياء أشد الناس بلاءً
- 12 باب مضاعفة أجر النبي ﷺ إذا أصابه الوعك
- 13 باب ثواب المؤمن فيما يُصيبه من مرضٍ، أو حزن أو نحو ذلك
- 14 باب ما جاء فيمن ابتلي بمرض الصرعة
- 15 باب من صبر على ذهاب بصره فله الجنة
- 16 باب بلوغ الدرجات بالابتلاء
- 17 باب إذا أحبَّ الله عبدًا ابتلاه
- 18 باب أنَّ أمرَ المؤمن كلَّه خير
- 19 باب مثل المؤمن والكافر في إصابة البلاء
- 20 باب ما رُخِّص للمريض أن يقول: وا رأساه
- 21 باب فيمن لم يُصب بأذًى
- 22 باب ما اختلج عِرق إِلَّا بذنبٍ
- 23 باب ما جاء في شدة الوجع
- 24 باب شدّة الموت
- 25 باب خروج الإنسان إلى الأرض التي قُدِّرَ موته فيها
- 26 باب فضل عيادة المريض
- 27 باب استحباب عيادة المريض
- 28 باب ما جاء في العيادة مرارًا
- 29 باب عيادة المريض جماعة
- 30 لا يقال عند المريض إِلَّا خيرًا، وما قيل في تبشيره
- 31 باب ما يقال من الأدعية والرقية للمريض عند عيادته
- 32 باب وضع اليد على المريض والدعاء له
- 33 باب عيادة المغمى عليه
- 34 باب العيادة من الرمد
- 35 باب الترهيب لمن دعا على نفسه بتعجيل العقوبة في الدنيا
- 36 باب من آداب عيادة المريض أن لا يتكلم عنده بكلام يُزعجه
- 37 باب عيادة النبي ﷺ النساء
- 38 باب عيادة النساء الرجالَ إذا أُمن من الفتنة
- 39 باب عيادة غير المسلمين
- 40 باب ما جاء في حضور المحتضر حتى يموت فيستغفر له
- 41 باب تلقين المحتضر: لا إله إلا الله
- 42 باب توجيه المحتضر إلى القبلة
- 43 باب من كان آخر كلامه: لا إله إلَّا الله دخل الجنة
- 44 باب علامة موت المؤمن
- 45 باب نزول الملائكة عند الموت ببشرى المؤمن ووعيد الكافر
- 46 باب فيمن أحب لقاء الله
- 47 باب أن الموت خير للمؤمن عند الفتنة
- 48 باب أن من خصائص الأنبياء أنهم يُخَيَّرون بين البقاء في الدنيا وبين الرحيل من الدنيا
- 49 باب قول النبي ﷺ: وَألْحِقني بالرفيق الأعلى
- 50 باب الأمر بحسن الظن بالله عند الموت
- 51 باب كثرة ذكر الموت
معلومات عن حديث: استحباب عيادة المريض
📜 حديث عن استحباب عيادة المريض
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ استحباب عيادة المريض من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث استحباب عيادة المريض
تحقق من درجة أحاديث استحباب عيادة المريض (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث استحباب عيادة المريض
تخريج علمي لأسانيد أحاديث استحباب عيادة المريض ومصادرها.
📚 أحاديث عن استحباب عيادة المريض
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع استحباب عيادة المريض.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب