حديث: أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب استحباب عيادة المريض
صحيح: رواه البخاريّ في المرضى (٥٦٤٩) عن قُتَيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا أبو عوانة، عن منصور، عن أبي وائل، عن أبي موسى الأشعري فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فحديثنا اليوم عن حديث عظيم يجمع بين أعمال البر والخير التي تدل على كمال الإيمان وحسن الإسلام، وهو حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكّوا العاني». رواه البخاري في صحيحه.
أولاً. شرح المفردات:
● أطعموا الجائع: أي قدِّموا الطعام لمن يحتاجه من الفقراء والمحتاجين.
● عودوا المريض: زوروا من أصابته المرض وسلّوه وادعوا له بالشفاء.
● فكّوا العاني: أي اطلقوا سراح الأسير أو المكبل بالأغلال، أو أغاثوا الملهوف والمكروب.
ثانياً. شرح الحديث:
هذا الحديث يأمر بثلاثة أعمال عظيمة من أعمال البر والإحسان، وهي من صميم التعاون على الخير والتكافل الاجتماعي الذي حث عليه الإسلام:
1- إطعام الجائع: وهو من أعظم القربات إلى الله تعالى، وقد جاء الحث عليه في القرآن الكريم في قوله تعالى: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ، يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ، أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ} [البلد: 14-16]. وإطعام الجائع ليس مجرد إشباع بطنه، بل هو إحياء للنفس وإدخال للسرور على قلب المؤمن، وهو باب من أبواب الجنة كما في الحديث: «من أطعم جائعًا سقاه الله من الرحيق المختوم».
2- عِيَادة المريض: وهي من حقوق المسلم على أخيه، وقد رغب النبي ﷺ فيها وبيّن فضلها العظيم، فقال: «من عاد مريضًا ناداه مناد من السماء: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً» (رواه الترمذي). والعيادة تزيد في المودة وتُذهب الوحشة وتُقوي الروابط بين المسلمين.
3- فكّ الأسير أو المكروب: وهو يشمل فكاك الأسير من الأعداء بشرائه أو مفاداته، وإغاثة الملهوف، ومساعدة المكروب، وهذا من أعظم الجهاد في سبيل الله. وقد قال تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ، فَكُّ رَقَبَةٍ} [البلد: 12-13]. وفك الرقبة هنا يشمل تحرير العبيد والأسرى، وهو من أسباب تكفير الذنوب ورفعة الدرجات.
ثالثاً. الدروس المستفادة:
1- التكافل الاجتماعي: الإسلام دين التكافل والتعاون، وهذه الأعمال تدل على حرص الشريعة على بناء مجتمع مترابط متعاون.
2- الإحسان إلى الخلق: هذه الأعمال من أعظم أبواب الإحسان، وقد قال النبي ﷺ: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس».
3- الترغيب في أعمال البر: الحديث يحث على ثلاثة أعمال يغفل عنها الكثيرون، وهي من أسباب دخول الجنة ورضوان الله تعالى.
4- الشعور بألم الآخرين: عندما نطعم الجائع ونعود المريض ونفك العاني، فإننا نترجم تعاطفنا مع معاناة الآخرين إلى عمل ملموس.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذه الأعمال من أسباب تفريج الكربات، فقد قال ﷺ: «من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة» (رواه مسلم).
- ينبغي للمسلم أن يحرص على هذه الأعمال حسب استطاعته، فليس كل الناس يستطيع فك الأسير، لكن يمكنه المشاركة في ذلك بالدعاء أو المساعدة المالية.
- هذه الوصايا النبوية تمثل جانبًا من جوانب الرحمة التي جاء بها الإسلام، وهي من مكارم الأخلاق التي يحث عليها الدين.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على طاعته وخدمة خلقه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 98 من أصل 541 حديثاً له شرح
- 73 من يرد الله به خيرا يصب منه
- 74 من صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع
- 75 عبد أراد الله بك خيرًا عجَّل له عقوبة ذنبه
- 76 إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر
- 77 عجبت من قضاء الله للمؤمن
- 78 عجبت للمؤمن إن الله لم يقض له قضاء إلا كان...
- 79 مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الرياح
- 80 مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع
- 81 مثل المؤمن كمثل السنبلة تخر وتستقيم
- 82 ذاك لو كان وأنا حيٌّ فأستغفر لكِ وأدعو لكِ
- 83 أخذتك أم ملدم قط
- 84 لا حاجة لي في ابنتك
- 85 ما اختلج عرق ولا عين إلا بذنب
- 86 ما رأيت أحدًا أشد عليه الوجع من رسول الله ﷺ
- 87 مات النبي وهو بين حاقنتي وذاقنتي
- 88 إن من نعم الله علي أن رسول الله ﷺ توفي...
- 89 إذا كان أجل أحدكم بأرض أوثبته إليها الحاجة
- 90 من عاد مريضًا لم يزل في خرفة الجنة
- 91 من أتى أخاه المسلم عائدًا مشى في خرافة الجنة
- 92 من عاد مريضًا كان ضامنًا على الله
- 93 من عاد مريضًا خاض في الرحمة
- 94 اتبعوا الجنائز وعودوا المريض وأجيبوا الداعي وانصروا المظلوم
- 95 حق المسلم على المسلم خمس
- 96 من أصبح صائما وتبع جنازة وأطعم مسكينا وعاد مريضا دخل...
- 97 لم يُصبح صائمًا ولم يعد مريضًا ولم يتبع جنازة
- 98 أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني
- 99 عودوا المريض وامشوا مع الجنائز تذكركم الآخرة
- 100 يعوده إذا مرض
- 101 من قوم لم يعودوا مريضًا ولم يشهدوا جنازة
- 102 أصيب سعد يوم الخندق وضرب النبي خيمة في المسجد ليعوده
- 103 يا أخا الأنصار كيف أخي سعد بن عبادة
- 104 إذا حضرتم المريض أو الميت، فقولوا خيرا، فإن الملائكة يؤمنون...
- 105 أَذْهِب البأس رب النَّاس، اشف وأنت الشافي
- 106 بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا
- 107 باسم الله يبريك من كل داء يشفيك
- 108 اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت شفاء لا يغادر...
- 109 أذهب البأس رب الناس اشف أنت الشافي
- 110 باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك
- 111 دعاء النبي للمريض لا بأس طهور
- 112 من عاد مريضًا فقال: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم...
- 113 كفارة وطهور
- 114 من دعاء النبي عند زيارة المريض
- 115 قالت: يا رسول الله إن ابن أختي وجع، فمسح رأسي...
- 116 اللَّهم اشف سعدًا وأتمم له هجرته
- 117 امسحه بيمينك سبع مرات وقل أعوذ بعزة الله وقدرته
- 118 ضع يدك حيث يشتكي وقل: بسم الله أعوذ بعزة الله...
- 119 النبي ﷺ يعود جابرًا ويصب وضوءه عليه
- 120 عادني رسول الله ﷺ من وجعٍ كان بعيني
- 121 عَادَ النَّبِيُّ ﷺ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ مِنْ رَمَدٍ كَانَ بِهِ
- 122 سبحان الله لا تطيقه أفلا قلت: اللهم! آتنا في الدنيا...
معلومات عن حديث: أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني
📜 حديث: أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








