جواز اشتراط المحرم على ربه التحلل بعذر المرض ونحوه - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب في جواز اشتراط المحرم على ربّه ﷿ التّحلّل بعذر المرض ونحوه
متفق عليه: رواه البخاريّ في النكاح (٥٠٨٩)، ومسلم في الحج (١٢٠٧: ١٠٤) كلاهما من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرته، ولفظهما سواء.
قوله: «مَحِلِّي» بكسر الحاء، اسم مكان بمعني موضع التحلل من الإحرام.
وهذا الحديث لم يبلغ الشّافعيَّ إلا مرسلًا كما رواه في «الأم» (٢/ ١٥٨) عن سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنّ رسول الله ﷺ مرّ بضباعة بنت الزبير، فقال لها: «أما تريدين الحجّ؟»
فذكر الحديث.
قال الشافعيّ: «ولو ثبت حديث عروة عن النبيّ ﷺ في الاستثناء لم أعده إلى غيره لأنه لا يحلُّ عندي خلاف ما ثبت عن رسول الله ﷺ».
وكذلك رواه ابن ماجه (٢٩٣٧) من طريق وكيع، عن هشام بإسناده مرسلًا.
وعلّق البيهقيّ (٥/ ٢٢١) على كلام الشافعيّ بقوله: «قد ثبت الحديث من أوجه عن النبيّ ﷺ. أما حديث ابن عيينة عن هشام فقد روي موصولًا».
ثم رواه من طريق الدارقطني، ثنا ابن صاعد، ثنا عبد الجبار بن العلاء، ثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة، فذكر الحديث.
وقال: وقد وصله أبو أسامة حماد بن أسامة، ومعمر بن راشد، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، فذكره. وحديث أبي أسامة في الصحيحين كما رأيت.
وضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب هي ابنة عمّ النبيّ ﷺ، وقد تنسب إلى جدّها عبد المطلب، وهي زوجة المقداد بن الأسود، ولم يكن للزبير بن عبد المطلب عقب إلّا من ضباعة.
صحيح: رواه مسلم في الحج (١٢٠٨) من طريق ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع طاوسًا وعكرمة مولى ابن عباس، عن ابن عباس، به.
قوله: «فأدركتْ» أي أدركت الحجَّ ولم تتحلّل حتى فرغت منه.
وفي الحديث دليل على أن المحصر يحل حيث يُحبس وينحر بدنه هناك حرمًا كان أو حلًا، وكذلك فعل رسول الله ﷺ في عام الحديبية حين أحصر فنحر هديه وحلّ.
حسن: رواه الطبرانيّ في الكبير (٢٤/ ٣٣٦)، والبيهقي (٥/ ٢٢٢) كلاهما من حديث سليمان ابن كثير، عن حميد الطويل، عن زينب بنت نبيط امرأة أنس بن مالك، عن ضباعة، فذكرته.
وفيه سليمان بن كثير العبديّ مختلف فيه غير أنه لا بأس به في غير الزهريّ وهو هنا كذلك.
ورواه الإمام أحمد (٢٧٣٥٨) عن الضحاك بن مخلد، عن حجاج الصواف، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ضباعة قالت: قال رسول الله ﷺ: «أحرمي وقولي: إنّ مَحِلِّي حيث تحبسني. فإن حُبست أو مرضت فقد أحللتِ من ذلك شرطك على ربِّك عز وجل».
ورواه غيره فأدخل بين عكرمة وبين ضباعة «ابن عباس» كما مضى، وكذلك رواه أيضًا البيهقيّ (٥/ ٢٢٢)
عن عباد، عن الحجاج الصواف بذكر ابن عباس.
حسن: رواه ابن ماجه (٢٩٣٦) من طريقين عن عبد الله بن نمير، حدّثنا عثمان بن حكيم، عن أبي بكر بن عبد الله بن الزبير، عن أسماء بنت أبي بكر أو سعدي بنت عوف قالت: فذكرته.
ورواه الإمام أحمد (٢٦٩٥٣) من هذا الوجه.
وإسناده حسن من أجل أبي بكر بن عبد الله بن الزبير، روى عنه اثنان؛ ولحديثه أصل ثابت، فيحسن حديثه إلا أن قوله: «يا عمتاه» خطأ، والصواب أنها كانتْ ابنة عمه الزبير.
حسن: رواه الطبراني في الأوسط (٢٥٤٧)، والبيهقي (٥/ ٢٢٢) كلاهما من طرقٍ عن أبي الزبير، عن جابر قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي الزبير فإنه حسن الحديث.
وفي الباب أيضًا ما روي عن أمّ سلمة أيضًا.
رواه الإمام أحمد (٢٦٥٩٠). وفيه محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن.
فقه الحديث:
قال الترمذيّ عقب حديث ابن عباس (٣/ ٢٧٠): «والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، يرون الاشتراط في الحج ويقولون: إن اشترط فعرض له مرض أو عذر، فله أن يحل ويخرج من إحرامه.
وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق، ولم ير بعض أهل العلم الاشتراط في الحج». ولم يسمهم.
وكان ممن ينكر الاشتراط في الحج عبد الله بن عمر، وكان يقول: «أليس حسبكم سنة رسول الله ﷺ إنْ حُبس أحدكم عن الحج طاف بالبيت وبالصفا والمروة، ثم حلّ من كلّ شيء حتى يحجّ عامًا قابلًا، فيُهدي أو يصوم إن يجد هديًا».
رواه البخاري في الحج (١٨١٠) عن أحمد بن محمد، أخبرنا عبد الله، أخبرنا يونس، عن الزهري، قال: أخبرني سالم قال: كان عبد الله بن عمر يقول (فذكره).
قال البيهقيّ (٥/ ٢٢٣): «ولو بلغه حديث ضباعة بنت الزبير لصار إليه، ولم ينكر الاشتراط كما لم ينكره أبوه».
وفائدة الاشتراط أن مَنْ حُبس بمرض أو غيره يحل حيث ما حُبس فإن كان معه هدي يُذبح، وإن
لم يكن معه هدي فلا شيء عليه، إلّا إن كان حجّه حجّة الإسلام فعليه حجة قابلة، وبه قال الحنابلة.
قال أبو داود في «المسائل» (ص ١٢٣): سمعت أحمد سُئل عمن اشترط في الحج ثم أُحصر؟ قال: ليس عليه شيء. ثم ذكر أحمد قول الذي قال: كانوا يشترطون ولا يرونه شيئًا! قال: كلام منكوس، أراد أن يحسِّن ردّ حديث النبيّ ﷺ لقول ضباعة: «قولي: محلي حيث حبستني». انظر للمزيد «المنة الكبرى» (٤/ ٣٧٢).
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 41 من أصل 247 باباً
- 16 باب الصوم على المحصر إذا لم يجد هديا
- 17 باب إبدال الهدي في الإحصار
- 18 باب هل على المحصر قضاء؟
- 19 باب الحج عن الميت
- 20 باب الحجّ عن العاجز لهرم وزمانة ونحوها
- 21 باب النهي أن يحجّ عن الميت من لم يحج عن نفسه
- 22 باب حجّ الصّبي وأجرُه لمن حجّ به
- 23 باب المواقيت الزمانية في الحج ّ
- 24 باب ميقات أهل المدينة والشام ونجد واليمن
- 25 باب من قال: إنّ النبيّ ﷺ وقّت لأهل العراق ذات عرق
- 26 باب ما جاء أنّ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وقّت لأهل العراق ذات عرق
- 27 باب من أحرم قبل الميقات وما روي من فضل الإحرام من المسجد الأقصى
- 28 باب جواز دخول مكة بغير إحرام
- 29 باب الغسل للإحرام
- 30 باب استعمال الطيب والادهان عند الإحرام
- 31 باب ما جاء فيما لا يلبس المحرم من الثياب وأن من لم يجد النعلين فيلبس الخفين وليقطعهما أسفل من الكعبين
- 32 باب جواز لبس الخفين من غير قطع، والسراويل من غير فتق لمن لم يجد النعلين والإزار
- 33 باب حكم تغطية المحرم رأسه ووجهه
- 34 باب ما جاء في تظليل المحرم
- 35 باب إباحة تغطية المحرمة وجهها من الرّجال
- 36 باب في جواز غسل المحرم شعر رأسه
- 37 باب ما جاء في التلبيد
- 38 باب في جواز الحجامة للمحرم
- 39 باب في جواز حلق المحرم رأسه إذا كان به أذى مع وجوب الفدية
- 40 باب علاج المحرم
- 41 باب في جواز اشتراط المحرم على ربّه ﷿ التّحلّل بعذر المرض ونحوه
- 42 باب ما يحلّ للمحرم أكله من الصّيد وما لا يحلّ
- 43 باب ما جاء في جزاء الصيد إذا قتله المحرم
- 44 باب ما جاء في بيض الصيد
- 45 باب ما قيل: إن الجراد من صيد البحر
- 46 باب ما يجوز للمحرم قتله من الدّواب في الحل والحرم
- 47 باب تحريم نكاح المحرم وخطبته
- 48 باب زواج النبيّ ﷺ من ميمونة هل كان حلالا أو محرمًا؟
- 49 باب التجارة في الحج ّ
- 50 باب النهي عن الرفث والفسوق في الحج
- 51 المحرم يؤدّب غلامه ومن تحت يده
- 52 باب وقت خروج النبيّ ﷺ وأصحابه من المدينة عام حجّة الوداع
- 53 باب وقت دخول النبيّ ﷺ إلى مكة عام حجة الوداع
- 54 باب نزول النبيّ ﷺ بذي طوى والمبيت بها حتى يصبح إذا دخل مكة
- 55 باب الاغتسال ودخول مكة بالنهار
- 56 باب دخول النبيّ ﷺ مكة ليلًا
- 57 باب دخول النبي ﷺ مكة من أعلاها، وخروجه من أسفلها
- 58 باب مكان نزول النبيّ ﷺ بمكة في حجة الوداع
- 59 باب صفة حجّة النبيّ ﷺ كما رواها جابر بن عبد الله
- 60 باب ما جاء من أين أهلّ النبيّ ﷺ ومتي؟
- 61 باب استحباب التحميد والتسبيح والتكبير قبل الإهلال بالحج والعمرة عند الركوب
- 62 باب الإهلال بالحج أو العمرة مستقبل القبلة
- 63 باب رفع الصوت بالإهلال بالحج أو بالعمرة أو بهما
- 64 باب صلاة النبيّ ﷺ في ذي الحليفة بوادي العقيق عند الذهاب إلى الحجّ أو العمرة والرجوع منهما
- 65 باب في صيغة تلبية رسول الله ﷺ -
معلومات عن حديث: جواز اشتراط المحرم على ربه التحلل بعذر المرض ونحوه
📜 حديث عن جواز اشتراط المحرم على ربه التحلل بعذر المرض ونحوه
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ جواز اشتراط المحرم على ربه التحلل بعذر المرض ونحوه من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث جواز اشتراط المحرم على ربه التحلل بعذر المرض ونحوه
تحقق من درجة أحاديث جواز اشتراط المحرم على ربه التحلل بعذر المرض ونحوه (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث جواز اشتراط المحرم على ربه التحلل بعذر المرض ونحوه
تخريج علمي لأسانيد أحاديث جواز اشتراط المحرم على ربه التحلل بعذر المرض ونحوه ومصادرها.
📚 أحاديث عن جواز اشتراط المحرم على ربه التحلل بعذر المرض ونحوه
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع جواز اشتراط المحرم على ربه التحلل بعذر المرض ونحوه.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Sunday, August 24, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب