تمتعنا مع رسول الله ﷺ فلما قام عمر نهى عن المتعة

حديث: تمتعنا مع رسول الله ﷺ فلما قام عمر نهى عن المتعة

عن أبي نضرة، قال: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَأْمُرُ بِالْمُتْعَةِ، وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَنْهَى عَنْهَا. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ: عَلَى يَدَيَّ دَارَ الْحَدِيثُ تَمَتَّعْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَلَمَّا قَامَ عُمَرُ قَالَ: إِنَّ اللهَ كَانَ يُحِلُّ لِرَسُولِهِ مَا شَاءَ بِمَا شَاءَ، وَإِنَّ الْقُرْآنَ قَدْ نَزَلَ مَنَازِلَهُ فَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ كَمَا أَمَرَكُمُ اللهُ وَأَبِتُّوا نِكَاحَ هَذِهِ النِّسَاءِ فَلَنْ أُوتَى بِرَجُلٍ نَكَحَ امْرَأَةً إِلَى أَجَلٍ إِلا رَجَمْتُهُ بِالْحِجَارَةِ.

صحيح: رواه مسلم في الحج (١٢١٧) من طريق محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، سمعت قتادة يحدِّث عن أبي نَضرة (هو المنذر بن مالك بن قُطعة)، به، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
### أولاً. تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب النكاح، باب نكاح المتعة، وبيان أنه أبيح ثم نسخ ثم أبيح ثم نسخ، واستقر تحريمه إلى يوم القيامة.
### ثانيًا. شرح المفردات
● المتعة: المقصود هنا متعة النساء، وهي نكاح المرأة لمدة محددة بلفظ النكاح أو التمتع.
● تمتعنا: أي فعلنا متعة النساء مع رسول الله ﷺ.
● على يدي دار الحديث: أي في وقتي وحضوري، والمعنى أن هذا الحديث الشريف دار وتحدث به بين الناس وأنا حاضر.
● أتموا الحج والعمرة: أي أخلصوهما لله وأدوهما كاملين.
● أبتوا نكاح هذه النساء: أي اتركوه وامتنعوا عنه.
● رجمته بالحجارة: أي أقم عليه حد الزنا بالرجم.
### ثالثًا. شرح الحديث
يذكر هذا الحديث قصة خلاف صحابيين جليلين هما ابن عباس وابن الزبير في مسألة متعة النساء، حيث كان ابن عباس يرى جوازها بينما كان ابن الزبير يرى تحريمها.
فلما ذكر هذا الخلاف للصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أخبر بأنهم تمتعوا مع رسول الله ﷺ في حياته، أي أن المتعة كانت مباحة في عهد النبي ﷺ.
ثم بين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما أصبح خليفة، نهى عن متعة النساء وحرمها، وهدد من يفعلها بالرجم، معللاً ذلك بأن القرآن قد اكتمل نزوله، وأن الأحكام قد استقرت.
### رابعًا. الدروس المستفادة
1- نسخ أحكام الشرع: بيان أن بعض الأحكام الشرعية كانت مباحة ثم نسخت، كمتعة النساء التي أبيحت ثم حرمت.
2- اجتهاد الصحابة: اختلاف اجتهاد الصحابة في المسائل الفرعية مع بقاء الأخوة والمحبة بينهم.
3- حرمة متعة النساء: أن متعة النساء محرمة بإجماع العلماء، وقد حرمها عمر رضي الله عنه بمشورة من الصحابة.
4- مكانة عمر الفقهية: يدل على فقه عمر رضي الله عنه وعمق فهمه للنصوص الشرعية.
### خامسًا. معلومات إضافية
- أجمع علماء أهل السنة والجماعة على تحريم نكاح المتعة، وأنه كان مباحًا ثم نسخ.
- استدل العلماء على نسخها بقول الله تعالى: "فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً" ثم نسخت بآيات أخرى وبسنة النبي ﷺ.
- من أراد الاستمتاع بالنساء فليتزوج نكاحًا شرعيًا دائمًا أو مؤقتًا بشروطه (في المذاهب التي تجيزه)، أما المتعة فليست من الإسلام في شيء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحج (١٢١٧) من طريق محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، سمعت قتادة يحدِّث عن أبي نَضرة (هو المنذر بن مالك بن قُطعة)، به، فذكره.
وزاد مسلم في رواية من طريق همّام، حدّثنا قتادة، به، عن عمر أنه قال: «فافصلُوا حجَّكم من
عمرتكم، فإنّه أتمَّ لحجِّكم وأتمَّ لعمرتكم».
ورواه مسلم أيضًا (١٢٤٩) من طريق عاصم (هو الأحول)، عن أبي نضرة، قال: «كنتُ عند جابر بن عبد الله، فأتاه آتٍ فقال: إنّ ابن عباس وابن الزبير اختلفا في المتعتين، فقال جابر: فعلناهما مع رسول الله ﷺ، ثم نهانا عنهما عمر فلم نعُدْ لهما».
قوله: «المتعتين» أي متعة الحج، ومتعة النساء.
وفي رواية عند الإمام أحمد (٣٦٩) من طريق همام، حدثنا قتادة بإسناده قال جابر: «تمتعنا مع رسول الله ﷺ ومع أبي بكر، فلما ولي عمر بن الخطاب خطب الناس فقال: إنّ القرآن هو القرآن، وإنّ رسول الله ﷺ هو الرسول، وإنّهما كانتا متعتان على عهد رسول الله ﷺ إحداهما متعة الحجّ، والأخرى متعة النساء».
وقد صحَّ عن عثمان أيضًا أنّه سئل عن متعة الحجّ فقال: «كانت لنا، وليست لكم». رواه سعيد ابن منصور في «سننه».
وقد ثبت النّهي أيضًا عن معاوية، وابن الزبير وغيرهم من الصحابة عن متعة الحجّ وكراهتهم لها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: «ومعلوم أن التمتع بالعمرة إلى الحجّ لا يكره بالاتفاق، فيجب حمل نهيهم على متعة الفسخ، ورخصة المتعة المبتدأة توفيقًا بين أقاويلهم».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 227 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تمتعنا مع رسول الله ﷺ فلما قام عمر نهى عن المتعة

📜 حديث: تمتعنا مع رسول الله ﷺ فلما قام عمر نهى عن المتعة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: تمتعنا مع رسول الله ﷺ فلما قام عمر نهى عن المتعة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: تمتعنا مع رسول الله ﷺ فلما قام عمر نهى عن المتعة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: تمتعنا مع رسول الله ﷺ فلما قام عمر نهى عن المتعة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية