حديث: أول شيء بدأ به النبي حين قدم مكة توضأ ثم طاف بالبيت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من قال: إنّ فسخ الحجّ إلى العمرة كان خاصًا لأصحاب رسول الله ﷺ -

عن أبي الأسود النّوفليّ أنه سأل: قَدْ حَجَّ النَّبِيُّ ﷺ، فَأَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ ﵂ أَنَّهُ أَوَّلُ شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ حِينَ قَدِمَ أَنَّهُ تَوَضَّأَ ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ لَمْ تَكُنْ عُمْرَةً، ثُمَّ حَجَّ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ عُمْرَةً، ثُمَّ عُمَرُ رضي الله عنه مِثْلُ ذَلِكَ، ثُمَّ حَجَّ عُثْمَانُ رضي الله عنه فَرَأَيْتُهُ أَوَّلُ شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ عُمْرَةً، ثُمَّ مُعَاوِيَةُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثُمَّ حَجَجْتُ مَعَ أَبِي الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ عُمْرَةً، ثُمَّ رَأَيْتُ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ عُمْرَةً، ثُمَّ آخِرُ مَنْ رَأَيْتُ فَعَلَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُضْهَا عُمْرَةً، وَهَذَا ابْنُ عُمَرَ عِنْدَهُمْ فَلا يَسْأَلُونَهُ، وَلا أَحَدٌ مِمَّنْ مَضَى مَا كَانُوا يَبْدَءُونَ بِشَيْءٍ حَتَّى يَضَعُوا أَقْدَامَهُمْ مِنَ الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ ثُمَّ لا يَحِلُّونَ، وَقَدْ رَأَيْتُ أُمِّي وَخَالَتِي حِينَ تَقْدَمَانِ لا تَبْتَدِئَانِ بِشَيْءٍ أَوَّلَ مِنَ الْبَيْتِ تَطُوفَانِ بِهِ ثُمَّ إِنَّهُمَا لا تَحِلانِ، وَقَدْ أَخْبَرَتْنِي أُمِّي أَنَّهَا أَهَلَّتْ هِيَ وَأُخْتُهَا وَالزُّبَيْرُ وَفُلانٌ وَفُلانٌ بِعُمْرَةٍ فَلَمَّا مَسَحُوا الرُّكْنَ حَلُّوا.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٦٤١)، ومسلم في الحج (١٢٣٥) كلاهما من حديث ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل القرشيّ أنه سأل عروة بن الزبير، فأخبره.

عن أبي الأسود النّوفليّ أنه سأل: قَدْ حَجَّ النَّبِيُّ ﷺ، فَأَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ ﵂ أَنَّهُ أَوَّلُ شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ حِينَ قَدِمَ أَنَّهُ تَوَضَّأَ ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ لَمْ تَكُنْ عُمْرَةً، ثُمَّ حَجَّ أَبُو بَكْرٍ ﵁ فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ عُمْرَةً، ثُمَّ عُمَرُ ﵁ مِثْلُ ذَلِكَ، ثُمَّ حَجَّ عُثْمَانُ ﵁ فَرَأَيْتُهُ أَوَّلُ شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ عُمْرَةً، ثُمَّ مُعَاوِيَةُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثُمَّ حَجَجْتُ مَعَ أَبِي الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ عُمْرَةً، ثُمَّ رَأَيْتُ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ عُمْرَةً، ثُمَّ آخِرُ مَنْ رَأَيْتُ فَعَلَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُضْهَا عُمْرَةً، وَهَذَا ابْنُ عُمَرَ عِنْدَهُمْ فَلا يَسْأَلُونَهُ، وَلا أَحَدٌ مِمَّنْ مَضَى مَا كَانُوا يَبْدَءُونَ بِشَيْءٍ حَتَّى يَضَعُوا أَقْدَامَهُمْ مِنَ الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ ثُمَّ لا يَحِلُّونَ، وَقَدْ رَأَيْتُ أُمِّي وَخَالَتِي حِينَ تَقْدَمَانِ لا تَبْتَدِئَانِ بِشَيْءٍ أَوَّلَ مِنَ الْبَيْتِ تَطُوفَانِ بِهِ ثُمَّ إِنَّهُمَا لا تَحِلانِ، وَقَدْ أَخْبَرَتْنِي أُمِّي أَنَّهَا أَهَلَّتْ هِيَ وَأُخْتُهَا وَالزُّبَيْرُ وَفُلانٌ وَفُلانٌ بِعُمْرَةٍ فَلَمَّا مَسَحُوا الرُّكْنَ حَلُّوا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه أبو الأسود النوفلي -رضي الله عنه- يروي لنا سنة متبعة في دخول مكة للحج أو العمرة، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:


● حَجَّ النَّبِيُّ ﷺ: أي أدى النبي صلى الله عليه وسلم فريضة الحج.
● بَدَأَ بِهِ: أول عمل فعله عند وصوله.
● طَافَ بِالْبَيْتِ: أدى طواف القدوم حول الكعبة.
● لَمْ تَكُنْ عُمْرَةً: أي أن هذا الطواف لم يحلوا بعده (أي لم يتحللوا منه كعمرة مستقلة).
● يَحِلُّونَ: يتحللون من الإحرام.
● مَسَحُوا الرُّكْنَ: لمسوا أو استلموا الحجر الأسود.

ثانيًا. شرح الحديث:


يروي أبو الأسود النوفلي أنه سأل عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عند دخول مكة، فأخبرته السيدة عائشة -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول شيء يفعله عند وصوله مكة أن يتوضأ ثم يطوف بالبيت (طواف القدوم)، ولم يحل من إحرامه بعد هذا الطواف، بل بقي على إحرامه حتى يوم النحر.
ثم ذكر أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- فعل كذلك، ثم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ثم عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ثم معاوية وعبد الله بن عمر -رضي الله عنهم-، ثم هو نفسه حج مع أبي الزبير بن العوام -رضي الله عنه- فكان أول شيء يبدأ به هو الطواف بالبيت ثم لا يحل منه.
ثم يذكر أنه رأى المهاجرين والأنصار كلهم يفعلون ذلك، ثم يختم بأن آخر من رآه يفعل ذلك هو ابن عمر -رضي الله عنهما-.
ثم يضيف أنه رأى أمه وخالته عندما تقدمان إلى مكة لا تبدآن بأول شيء إلا الطواف بالبيت ثم لا تحلان.
وفي النهاية يذكر استثناءً حيث أخبرته أمه أنها هي وأختها والزبير وفلان وفلان أحرموا بعمرة، فلما مسحوا الركن (أي طافوا للعمرة) حلوا.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- سنة الطواف أولاً عند دخول مكة: يستحب للمحرم بالحج أو القارن أن يبدأ بالطواف عند دخول مكة (طواف القدوم) قبل أي شيء، وهذه سنة نبوية وأمر متبع عند الصحابة.
2- الفرق بين حج التمتع والإفراد والقران: الحديث يبين أن من أحرم بالحج مفردًا أو قارنًا (أي جمع بين الحج والعمرة) فإنه يطوف للقدوم ولا يحل منه، بل يبقى على إحرامه حتى يوم النحر. أما المعتمر فإنه يطوف للعمرة ثم يحل.
3- اتباع سنة النبي والصحابة: الحديث يؤكد على أهمية اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته في مناسك الحج، وأن هذا كان ديدنهم.
4- التأكيد على سنة الطواف أولاً: حتى النساء كن يبدأن بالطواف أولاً عند دخول مكة، مما يدل على تأكيد هذه السنة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- طواف القدوم سنة للمفرد والقارن، أما المتمتع فيتحلل بعمرته أولاً ثم يحرم بالحج لاحقاً.
- الحديث يرد على من might يتساهل في هذه السنة، ويبين أن الصحابة والتابعين كانوا حريصين عليها.
أسأل الله أن يفقهنا في ديننا، وأن يعيننا على اتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحج (١٦٤١)، ومسلم في الحج (١٢٣٥) كلاهما من حديث ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل القرشيّ أنه سأل عروة بن الزبير، فأخبره.
وهذا لفظ البخاريّ. وفي حديث مسلم قصة في أوله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 224 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أول شيء بدأ به النبي حين قدم مكة توضأ ثم طاف بالبيت

  • 📜 حديث: أول شيء بدأ به النبي حين قدم مكة توضأ ثم طاف بالبيت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أول شيء بدأ به النبي حين قدم مكة توضأ ثم طاف بالبيت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أول شيء بدأ به النبي حين قدم مكة توضأ ثم طاف بالبيت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أول شيء بدأ به النبي حين قدم مكة توضأ ثم طاف بالبيت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب