حديث: المتعة في الحج لأصحاب محمد خاصة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من قال: إنّ فسخ الحجّ إلى العمرة كان خاصًا لأصحاب رسول الله ﷺ -

عن أبي ذرّ قال: كانت المتعة في الحجّ لأصحاب محمد ﷺ خاصّة.

صحيح: رواه مسلم في الحج (١٢٢٤) من طرق، عن إبراهيم التيميّ، عن أبيه، عن أبي ذر، فذكره.

عن أبي ذرّ قال: كانت المتعة في الحجّ لأصحاب محمد ﷺ خاصّة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف:
الحديث: عن أبي ذر رضي الله عنه قال: "كَانَتِ الْمُتْعَةُ فِي الْحَجِّ لأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ﷺ خَاصَّةً".
(رواه مسلم في صحيحه)


1. شرح المفردات:


* المتعة في الحج: هي "تمتع الحج"، وهي أن يُحرم المسلم بالعمرة في أشهر الحج (شوال، ذو القعدة، ذو الحجة) ثم يُحل منها، ثم يُحرم بالحج في نفس العام. أي يجمع بين العمرة والحج في سفر واحد وفي عام واحد، مع التحلل بينهما.
* خاصة: أي أمرًا مخصوصًا بهم في وقتٍ محددٍ، وليس حكمًا عامًا مستمرًا.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يتناول مسألة فقهية مهمة، وهي "تمتع الحج" وأحكامه.
* المقصود بالحديث: يخبر الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه أن الرخصة في فعل "تمتع الحج" (بصيغته الخاصة التي كان عليها الحال أولاً) كانت منحة إلهية وتيسيرًا خاصًا لأصحاب النبي محمد ﷺ في حجة الوداع، وليس حكمًا عامًا أبديًا على جميع المسلمين في كل زمان.
* السياق التاريخي والشرعي: عندما أمر النبي ﷺ أصحابه في حجة الوداع أن يُحْرِمُوا بالعمرة ويجعلوها حجة (وهو التمتع)، وجد بعض الصحابة حرجًا في ذلك؛ لأنهم قد ساقوا الهدي (أي معهم animali يذبحونها في الحج)، وكان التحلل من العمرة ثم الإحرام مرة أخرى للحج يشق عليهم. فأنزل الله تعالى الرخصة لهم في ذلك التمتع تكريمًا وتيسيرًا لهم، ورفعًا للحرج عنهم. قال تعالى: {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} [البقرة: 196]. فكان هذا الحكم خاصًا بذلك الموقف لتلك الأمة المباركة في ذلك الوقت.
* هل نسخت هذه الرخصة؟
الراجح عند جمهور أهل العلم (من الحنفية والمالكية والشافعية) أن هذا التخصيص الذي ذكره أبو ذر رضي الله عنه قد نُسخ، وأن حكم التمتع باقٍ وجائز لمن لم يسق الهدي، وهو قول أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وابن تيمية وابن عثيمين وغيرهم، وهو مذهب الشيعة الإمامية. واستدلوا بأحاديث أخرى كثيرة تبين أن النبي ﷺ أمر أصحابه بالتمتع وأقره عليه.
* التوفيق بين الأحاديث:
يمكن الجمع بين هذا الحديث والأحاديث الأخرى التي تثبت التمتع بأن المعنى: أن المتعة كانت في الأصل خاصة بالصحابة بسبب الحالة التي كانوا عليها (من سوق الهدي وغير ذلك)، ثم نسخ ذلك الحكم الخاص وأصبح التمتع عامًا لكل من لم يسق الهدي. وقيل: المعنى أنها كانت خاصة بهم من حيث إنهم أول من خُوطب بهذا الحكم والتيسير، فهم المخصوصون به ابتداءً، ثم انتقل الحكم إلى من بعدهم.


3. الدروس المستفادة منه:


1- رفع الحرج مقصد شرعي: يظهر من الحديث حرص الشريعة على تيسير الأمور على المسلمين ورفع المشقة عنهم، خاصة في عبادة عظيمة وشاقة مثل الحج.
2- مكانة الصحابة: للصحابة رضي الله عنهم مكانة عظيمة في الإسلام، وكان الله تعالى يتفضل عليهم ببعض الأحكام والرخص الخاصة أحيانًا تكريمًا لهم واعترافًا بفضل جهادهم وإيمانهم.
3- فهم النصوص في إطارها: يجب فهم النصوص الشرعية في سياقها التاريخي والسبب الذي نزلت أو قيلت فيه، وعدم أخذها بمعزل عن بقية النصوص الأخرى التي تتناول نفس الموضوع.
4- نسخ الأحكام: الحديث مثال على أن بعض الأحكام الشرعية قد تكون مؤقتة أو خاصة بظرف معين، ثم ينسخها الله تعالى بحكم آخر أكثر ملاءمة للمراحل اللاحقة، وهذا من حكمته تعالى.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* أقسام النسك: الحج على ثلاثة أقسام:
* التمتع: الإحرام بالعمرة في أشهر الحج ثم التحلل منها، ثم الإحرام بالحج من مكة في عام واحد.
* القران: الإحرام بالعمرة والحج معًا، أو الإحرام بالعمرة أولاً ثم يدخل الحج عليها قبل البدء في الطواف.
* الإفراد: الإحرام بالحج فقط.
* الحكمة من التمتع: التمتع فيه تيسير كبير على الحاج، حيث يمكنه التحلل من إحرامه بعد العمرة والاستمتاع بحياته الطبيعية (لبس الثياب، الطيب، etc) حتى وقت الحج، مما يخفف عنه مشقة البقاء على إحرامه لفترة طويلة.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحج (١٢٢٤) من طرق، عن إبراهيم التيميّ، عن أبيه، عن أبي ذر، فذكره.
قوله: «كانت المتعة في الحج» أي فسخ الحجّ إلى العمرة. وإلا فأصل المتعة في كتاب الله. قال الأثرم في «سننه»: «وذكر لنا أحمد بن حنبل أن عبد الرحمن بن مهدي حدّثه عن سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبي إبراهيم التيمي، عن أبي ذر في متعة الحج كانت لنا خاصة. فقال أحمد بن حنبل: رحم الله أبا ذر، هي في كتاب الله عز وجل: ﴿فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ﴾». انظر: «زاد المعاد» (٢/ ١٩٤).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 225 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المتعة في الحج لأصحاب محمد خاصة

  • 📜 حديث: المتعة في الحج لأصحاب محمد خاصة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المتعة في الحج لأصحاب محمد خاصة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المتعة في الحج لأصحاب محمد خاصة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المتعة في الحج لأصحاب محمد خاصة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب