حديث: يخرج أعور الدجال مسيح الضلالة قبل المشرق في زمن اختلاف
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب وجوب الإيمان بنزول عيسى ﵇ وقتله الدّجال
حسن: رواه البزّار -كشف الأستار (٣٣٩٦) - عن علي بن المنذر، عن محمد بن فضيل، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول. هذا حديث عظيم من أحاديث أشراط الساعة الكبرى، رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن. وهو يتناول خروج الدجال الأعور، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام، وقتله للدجال.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث، مقسم على النحو المطلوب:
1. شرح المفردات:
* أبو القاسم الصّادق المصدوق: هما لقبان للنبي صلى الله عليه وسلم. "أبو القاسم" كنيته، و"الصادق المصدوق" أي: الكثير الصدق، الذي يصدق في كل ما يخبر به، ويصدقه الله تعالى بوحييه.
* أعورُ الدّجال: الدجال رجل من بني آدم، أعور العين اليمنى (أو اليسرى على خلاف بين العلماء)، عينه كأنها عنبة طافية. و"الدجال" من الدَجَل، وهو التغطية والكذب، لأنه يغطي الحق بالباطل، ويكذب على الله تعالى.
* مسيح الضّلالة: "المسيح" هنا بمعنى الممسوح العين، أو المماسح للأرض (كثير السياحة فيها). و"الضلالة" نعت له؛ لأنه يضل الناس عن طريق الحق.
* قبل المشرق: أي من جهة المشرق. ورد في أحاديث أخرى أنه يخرج من جهة المشرق، من خُراسان.
* في أربعين يومًا: هذه المدة هي مجموع مكثه في الأرض، لكن أيامها غير اعتيادية، فاليوم الأول كسنة، والثاني كشهر، والثالث كجمعة، وما بقيها كأيامنا الطبيعية.
* فيؤمُّ النّاس: أي يصلي بهم إمامًا، وذلك في صلاة الفجر على الأرجح.
* سمع اللَّه لمن حمده: هذه جملة ثابتة تقال في الصلاة عند الرفع من الركوع.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر النبي صلى الله عليه وسلم – الذي لا ينطق عن الهوى – عن حدث عظيم من أحداث آخر الزمان، وهو خروج الدجال، الذي يكون ظهوره في زمن يكثر فيه الاختلاف والفرقة بين الناس، وضعف شوكة المسلمين. فيخرج الدجال من المشرق، ويتجول في الأرض بسرعة مذهلة (بحيث تكون مدة بقائه كلها أربعين يومًا، لكن بعض أيامها طويل جدًا)، ويبلغ من سلطانه وقوته ما كتبه الله له، فيفتن الناس بما أعطاه الله من آيات خارقة (كإحياء الموتى، وإنزال المطر، etc.). يبلغ البلاء بالمؤمنين مبلغًا عظيمًا، وتكون شدة عليهم شديدة حتى يخشى على إيمانهم.
ثم ينتقل الحديث إلى الحل والفرج، وهو نزول عيسى ابن مريم عليه السلام من السماء عند المنارة البيضاء شرقي دمشق. فيلتحم عيسى بالمؤمنين، ويحدث أن يصلي بهم صلاة الصبح، وعندما يرفع رأسه من الركوع يقول للمصلين: "سمع الله لمن حمده"، ثم يبشرهم بأن الله قد قتل الدجال، فيفرح المؤمنون وينتصرون على أتباع الدجال.
ويختم أبو هريرة رضي الله عنه روايته للحاضرين بأنه يحلف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الحديث، وأنه حق لا شك فيه، وأن قرب وقوعه يكون بحسب قرب الآخرة منا، فكل ما هو آتٍ قريب في حساب الله وقدرته.
3. الدروس المستفادة منه:
* صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم: فهو يخبر عن أمور غيبية ستقع بعد قرون، وقد وقع بعض مقدماتها (ككثرة الاختلاف والفرقة)، وسيقع الباقي كما أخبر.
* عظم فتنة الدجال: فهي أعظم فتنة على وجه الأرض منذ خلق آدم إلى قيام الساعة، لذا وجب على المسلم أن يستعد لها بتعلم أمور الدين، وحفظ عقيدته، والإكثار من الدعاء بالتحصين منها، وخاصة بقراءة خواتيم سورة الكهف.
* بيان نزول عيسى عليه السلام: وهو من عقائد أهل السنة والجماعة، ينزل حكمًا عدلًا، وليس بنبي جديد، بل يتبع شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ويحكم بها.
* أن الفرج يأتي بعد الشدة: فبعد الشدة العظيمة التي يلاقيها المؤمنون، يأتي النصر من الله بنزول عيسى وقتله للدجال.
* قرب الآخرة: كلما تقادم الزمان وظهرت علامات الساعة، فإن قيام الساعة يكون أقرب، ولهذا قال: "كل ما هو آت قريب".
* فضل الصلاة والجماعة: حيث ينزل عيسى ويصلي خلف إمام المسلمين، مما يدل على عظم مكانة الصلاة وعزة الجماعة الإسلامية.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* وقت نزول عيسى: ينزل عيسى عليه السلام في الوقت الذي يحاصر فيه الدجال للمسلمين في بيت المقدس.
* صفة قتله للدجال: يدرك عيسى الدجال عند باب "لد" في فلسطين، فيقتله بحربة في يده، ويهلك الله أتباع الدجال.
* مهمة عيسى بعد قتل الدجال: يحكم الأرض بشريعة الإسلام، ويقيم العدل، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، وتذهب الشحناء، وتعيش الأمة في أمن ورخاء لم تعهده من قبل.
* الاستعداد للفتنة: من أعظم ما يستعد به المسلم لهذه الفتنة حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف أو آخرها، كما جاء في الحديث الصحيح.
أسأل الله أن يحفظنا من فتنة الدجال وما بعده، وأن يثبتنا على دينه حتى ن
تخريج الحديث
وصحّحه ابن حبان (٦٨١٢) من وجه آخر عن صالح بن عمر: حدثنا عاصم بن كليب، بإسناده، نحوه.
وأورده الهيثميّ في «المجمع» (٧/ ٣٤٩) وعزاه للبزّار وقال: «رجاله رجال الصّحيح، غير علي بن المنذر وهو ثقة».
قال الأعظمي: وقد تُوبع في إسناد ابن حبان، ولكن فيه كليب والد عاصم وهو كليب بن شهاب مختلف فيه، فتكلّم فيه أبو داود والنسائيّ، ووثقه أبو زرعة، وابن سعد وغيرهما، وهو حسن الحديث، ولذا قال فيه الحافظ في «التقريب» «صدوق».
وقوله: «فيؤمّهم». قال ابن حبان: «أراد به فيأمرهم بالإمامة، إذ العربُ تنسب الفعل إلى الآمر كما تنسبه إلى الفاعل».
وقوله: «قتل اللَّه الدّجال». أي على يد عيسى عليه السلام وهو مثل قوله تعالى: ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾ [سورة الأنفال: ١٧].
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 675 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 650 أنا أول شفيع في الجنة لم يصدق نبي ما صدقت
- 651 إن الله إذا أراد رحمة أمة قبض نبيها قبلها
- 652 موسى يصلي في قبره عند الكثيب الأحمر
- 653 حياة الأنبياء في قبورهم و صلاتهم
- 654 إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة...
- 655 الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم
- 656 يا عائشة، عيناي تنامان ولا ينام قلبي
- 657 عيناي تنام ولا ينام قلبي
- 658 النبي تنام عيناه ولا ينام قبله
- 659 تنام عيني ولا ينام قلبي
- 660 عشرة قرون بين آدم ونوح
- 661 فضل نبي الله يونس
- 662 لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن...
- 663 لا ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن...
- 664 لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون يوم القيامة
- 665 فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري...
- 666 أشد الناس عذابا يوم القيامة
- 667 اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق
- 668 ما أظن يغني ذلك شيئًا
- 669 لقحوا النخل فإنما أنا بشر
- 670 مر بقوم يلقحون فقال: لو لم تفعلوا لصلح، قال: فخرج...
- 671 عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه
- 672 يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال
- 673 ينزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة
- 674 كيف أنتم إذا نزل ابن مريم من السماء فيكم وإمامكم...
- 675 يخرج أعور الدجال مسيح الضلالة قبل المشرق في زمن اختلاف
- 676 عيسى ابن مريم نازل فيقاتل الناس على الإسلام
- 677 ظهور الدجال
- 678 يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين
- 679 صفات الدجال الأعور وخروجه وفتنته
- 680 عيسى يصلّي بالناس في بيت المقدس ويقتل الدجال
- 681 علامات الساعة الكبرى: الدجال، الدخان، طلوع الشمس من مغربها.
- 682 يقتل الدجال ويهزم أصحابه حتى إن الشجر والحجر يقول يا...
- 683 عصابة تغزو الهند وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم
- 684 طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة
- 685 ابن صائد، إنا قد خبأنا لك خبيئا فما هو؟ قال:...
- 686 ذكرت الدجال فبكيت فقال رسول الله إن يخرج وأنا حي...
- 687 فتنة الدجال أعظم فتنة منذ خلق آدم
- 688 نزول عيسى ابن مريم عند المنارة البيضاء بدمشق
- 689 لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين
- 690 الدجال أعور عينه اليسرى ومكتوب بين عينيه كافر
- 691 المسيح ابن مريم رجل آدم سبط الرأس، يقطر رأسه ماءً
- 692 عيسى يقتل الدجال عند باب اللُّدِّ الشّرقي
- 693 عيسى يدرك الدجال عند باب لد فيقتله
- 694 فمن لقيه منكم ـ أي عيسى ابن مريم ـ فليقرئه...
- 695 من أدرك عيسى ابن مريم فليقرأه مني السلام
- 696 أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة
- 697 ليهلن ابن مريم بفج الروحاء، حاجا أو معتمرا أو ليثنينهما
- 698 ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الخنزير ويمحي الصليب
- 699 عيسى ابن مريم يسلّم على النبي ويرد عليه السلام
معلومات عن حديث: يخرج أعور الدجال مسيح الضلالة قبل المشرق في زمن اختلاف
📜 حديث: يخرج أعور الدجال مسيح الضلالة قبل المشرق في زمن اختلاف
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يخرج أعور الدجال مسيح الضلالة قبل المشرق في زمن اختلاف
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يخرج أعور الدجال مسيح الضلالة قبل المشرق في زمن اختلاف
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يخرج أعور الدجال مسيح الضلالة قبل المشرق في زمن اختلاف
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








