حديث: يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب الإيمان بنزول عيسى ﵇ وقتله الدّجال

عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «والذي نفسي بيده ليوشكنَّ أن ينزل فيكم ابنُ مريم حكمًا عدلًا، فيكسر الصّليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المالُ حتى لا يقبله أحدٌ حتّى تكون السّجدة الواحدة خير من الدّنيا وما فيها». ثم يقول أبو هريرة: واقرأوا إن شئتُم: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا﴾ [سورة النساء: ١٥٩].

متفق عليه: رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٤٤٨)، ومسلم في الإيمان (١٥٥) كلاهما من حديث يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن شهاب أن سعيد بن المسيب سمع أبا هريرة يقول (فذكره).

عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «والذي نفسي بيده ليوشكنَّ أن ينزل فيكم ابنُ مريم حكمًا عدلًا، فيكسر الصّليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المالُ حتى لا يقبله أحدٌ حتّى تكون السّجدة الواحدة خير من الدّنيا وما فيها». ثم يقول أبو هريرة: واقرأوا إن شئتُم: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا﴾ [سورة النساء: ١٥٩].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة، مثل الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم"، وابن حجر العسقلاني في "فتح الباري"، وغيرهم من الأئمة المعتمدين.

نص الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا». ثم يقول أبو هريرة: وَاقْرَأُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا﴾ [النساء: 159].


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


● لَيُوشِكَنَّ: تأكيد لقرب وقوع الشيء، أي: يقترب وقت نزوله ويحصل قريبًا.
● ابْنُ مَرْيَمَ: هو عيسى عليه السلام، نبي الله ورسوله، وليس ابنًا لله تعالى كما تزعم النصارى، بل هو عبد الله ورسوله.
● حَكَمًا عَدْلًا: حاكمًا عادلًا، يحكم بشريعة الإسلام.
● يَكْسِرَ الصَّلِيبَ: يحطم رموز الشرك والعبادة الباطلة، فالصليب عند النصارى رمز للعبادة، وكسره إبطال لهذه العقيدة الفاسدة.
● يَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ: يمنع تربية الخنزير وأكله، لأنه محرم في شريعة الإسلام.
● يَضَعَ الْجِزْيَةَ: يرفع الجزية التي كانت تؤخذ من أهل الذمة (غير المسلمين الذين يعيشون في دولة الإسلام)، لأن الناس سيدخلون في الإسلام فلا حاجة للجزية.
● يَفِيضَ الْمَالُ: يكثر المال حتى يزيد عن حاجة الناس.
● حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ: أي الصلاة أو العبادة لله تعالى.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي ﷺ بحقيقة نزول عيسى ابن مريم عليه السلام في آخر الزمان، وذلك من أشراط الساعة الكبرى. وسينزل عيسى حاكمًا عادلًا، يحكم بشريعة الإسلام، ويدمر رموز الكفر والضلال، مثل الصليب، ويحرم ما حرم الله كأكل لحم الخنزير. وسيلغي الجزية لأن الناس سيدخلون في الإسلام أفواجًا، وسيعم الرخاء والمال حتى لا يحتاج إليه أحد. وفي ذلك الزمان، ستكون العبادة لله تعالى أعظم قيمة من الدنيا كلها.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


● الإيمان بالغيب: الحديث يؤكد ضرورة الإيمان بالغيب، مثل نزول عيسى عليه السلام، وهو من أشراط الساعة.
● عدالة الإسلام: سيحكم عيسى بشريعة الإسلام، مما يدل على أن الإسلام هو الدين الحق الذي لن يتحقق العدل الحقيقي إلا به.
● بطلان الشرك: كسر الصليب وإبطال عبادة غير الله دليل على بطلان الشرك وأهمية التوحيد.
● التعظيم للعبادة: في زمن نزول عيسى، ستكون العبادة غالية القيمة، مما يدل على أن التقوى والإيمان هما أغلى ما يملك الإنسان.
● البشارة بنصر الإسلام: الحديث يبشر بنصر الإسلام وانتشاره في آخر الزمان.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- نزول عيسى عليه السلام من العقائد الإسلامية الثابتة بالإجماع، وقد وردت أحاديث كثيرة في صحيح البخاري ومسلم تثبت ذلك.
- عيسى عليه السلام سينزل عند المنارة البيضاء في دمشق، ويحج البيت، ويصلي خلف الإمام المهدي (كما في الروايات).
- الآية التي استشهد بها أبو هريرة رضي الله عنه (﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾) تؤكد أن كل أهل الكتاب س يؤمنون بعيسى قبل موته (أي قبل موت عيسى أو قبل موت كل فرد منهم، كما فسره العلماء).
- هذا الحديث يدل على أن عيسى عليه السلام لم يمت بل رفع إلى السماء، وسينزل في آخر الزمان.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا لفهم سنة نبيه والعمل بها. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٤٤٨)، ومسلم في الإيمان (١٥٥) كلاهما من حديث يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن شهاب أن سعيد بن المسيب سمع أبا هريرة يقول (فذكره).
وقوله تعالى: ﴿قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ الضّمير يعود إلى عيسى عليه السلام هذا هو الصّحيح، وهو مروي عن ابن عباس، وأبي هريرة، وغيرهما.
ومن قال: الضّمير يعود إلى أهل الكتاب يؤول تأويلًا بعيدًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 672 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال

  • 📜 حديث: يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب