يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين

حديث: يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين

عن عبد اللَّه بن عمرو وجاءه رجل فقال: ما هذا الحديث الذي تحدّث به؟ تقولُ: إنّ الساعة تقوم إلى كذا وكذا؟ فقال: سبحان اللَّه! أو لا إله إلّا اللَّه أو كلمة نحوهما، لقد هممتُ أن لا أحدِّثَ أحدًا شيئًا أبدًا إنّما قلت: إنّكم سترون بعد قليل أمرًا عظيمًا: يُحرق البيتُ ويكون ويكون. ثم قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يخرج الدّجال في أمّتي فيمكث أربعين لا أدري أربعين يوما أو أربعين شهرًا أو أربعين عامًا، فيبعث اللَّه عيسى ابن مريم كأنّه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه، . . .».

صحيح: رواه مسلم في الفتن (٢٩٤٠) عن عبيد اللَّه بن معاذ العنبريّ، حدّثنا أبي، حدثنا شعبة، عن النّعمان بن سالم، قال: سمعتُ يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي يقول: سمعت عبد اللَّه بن عمرو وجاء رجل، فذكره في حديث طويل.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو حديث عظيم يتناول جانباً من أشراط الساعة الكبرى، وفيه رد على من يتساهل في نقل الأخبار دون تحرٍّ ودقة. وإليك الشرح المفصل:

أولاً. شرح المفردات:

● "ما هذا الحديث الذي تحدث به؟": استفهام عن صحة ما بلغه من كلام عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
● "سبحان الله! أو لا إله إلا الله": تعجب وتنزيه لله تعالى، يُقال عند الإنكار أو التصحيح.
● "لقد هممت أن لا أحدث أحدًا شيئًا أبدًا": عزمت وقاربت أن أتوقف عن رواية الحديث خشيةَ أن يُفهم على غير وجهه.
● "يُحرق البيت": المقصود بالبيت هنا الكعبة المشرفة على يد جيش الظلمة (الجعفري الطيار وأتباعه).
● "الدجال": هو المسيح الدجال، أعظم فتنة على وجه الأرض.
● "يمكث أربعين": يقيم في الأرض مدة أربعين، والشك في الوحدة (يوم، شهر، عام) من الراوي.
● "عيسى ابن مريم": نبي الله الذي ينزل في آخر الزمان.
● "كأنه عروة بن مسعود": في الشبه والهيئة، وكان عروة رجلاً وسيماً معروفاً في الجاهلية.
● "فيطلبه فيهلكه": يبحث عنه ويقتله عند باب لد في فلسطين.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:

يبدأ الحديث برجل يسأل عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن حديثٍ نقله عنه الناس، وهو أن الساعة تقوم في وقت معين، فأنكر عبد الله بن عمرو ذلك إنكاراً شديداً، ونزّه الله، وهمّ بأن يتوقف عن رواية أي حديث خشيةَ أن يُحرف كلامه أو يُفهم على غير مراده.
ثم بيّن ما قاله حقاً: أنه أخبر أن الناس سيشهدون أحداثاً جساماً قبل قيام الساعة، منها حرق الكعبة. ثم ساق الحديث النبوي الذي يذكر خروج الدجال ومكثه في الأرض أربعين (والأرجح أنها أربعون يوماً، لكن بعضها كسنة في الطول والشدة)، ثم نزول عيسى عليه السلام ليقتله ويهلكه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- التحذير من التحديث بكل ما سمع: فلا ينقل المسلم إلا ما يتيقن من صحته، خشية الإثم والإضلال.
2- خطورة الكلام في موعد قيام الساعة: فهو من الغيب الذي استأثر الله به، قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي} [الأعراف: 187].
3- الانفعال الشرعي عند سماع الخطأ: كقوله "سبحان الله"، فهو منهج السلف في الإنكار والتوقير.
4- بيان من أشراط الساعة الكبرى: حرق الكعبة، وخروج الدجال، ونزول عيسى عليه السلام.
5- عظمة فتنة الدجال: وأن مكثهرغم أن قصير (40 يوماً) إلا أن فتنته عظيمة، ويوم منها كسنة، ويوم كشهر، ويوم كأسبوع، وباقي أيامه كأيامنا.
6- نزول عيسى عليه السلام حقيقة: وهو من عقائد أهل السنة، ينزل في آخر الزمان ليحكم بشريعة محمد ﷺ ويهلك الدجال.

رابعاً. معلومات إضافية:

● الحديث في الصحيح: رواه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، فهو حديث صحيح ثابت.
● حكمة الشك في المدة: الشك من الراوي (عبد الله بن عمرو) وليس من النبي ﷺ، مما يدل على أمانتهم في النقل.
● قتل الدجال: يكون على يد عيسى عليه السلام عند باب لد أو عند باب لد في فلسطين، بحسب الروايات.
أسأل الله أن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفتن (٢٩٤٠) عن عبيد اللَّه بن معاذ العنبريّ، حدّثنا أبي، حدثنا شعبة، عن النّعمان بن سالم، قال: سمعتُ يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي يقول: سمعت عبد اللَّه بن عمرو وجاء رجل، فذكره في حديث طويل.
وقوله: «لا أدري أربعين يومًا، أو أربعين شهرًا، أو أربعين عامًا».
هذا التّردّد من عبد اللَّه بن عمرو، لعله لم يضبط من النبيّ ﷺ التّفصيلَ الذي في حديث النّواس بن سمعان كما سبق.
ويحتمل أيضًا أن النبيّ ﷺ أطلق «أربعين» مرة وسكت، ومرة فصّل ذلك.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 678 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين

📜 حديث: يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية