جامع في الدعاء - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب جامع في الدعاء

﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (٢٠١)﴾ [البقرة: ٢٠١].
﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (٢٨٦)﴾ [البقرة: ٢٨٦].
﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (٨)﴾ [آل عمران: ٨]
﴿رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (١٦)﴾ [آل عمران: ١٦]
﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (٣٨)﴾ [آل عمران: ٣٨]
﴿رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (٥٣)﴾ [آل عمران: ٥٣]
﴿رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا
سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (١٩٣) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (١٩٤)﴾ [آل عمران: ١٩٣ - ١٩٤]
﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣)﴾ [الأعراف: ٢٣]
﴿فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٨٥) وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (٨٦)﴾ [يونس: ٨٥ - ٨٦]
﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (٤٠) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ

يَقُومُ الْحِسَابُ (٤١)﴾ [إبراهيم: ٤٠ - ٤١].
﴿رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (٢٤)﴾ [الإسراء: ٢٤].
﴿رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (١٠)﴾ [الكهف: ١٠].
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (٢٥) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (٢٦)﴾ [طه: ٢٥ - ٢٦].
﴿رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (١١٤)﴾ [طه: ١١٤]
﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧)﴾ [الأنبياء: ٨٧]
﴿رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (٩٧) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (٩٨)﴾ [المؤمنون: ٩٧ - ٩٨]
﴿رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (١٠٩)﴾ [المؤمنون: ١٠٩]
﴿رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (١١٨)﴾ [المؤمنون: ١١٨]
﴿رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (٦٥)﴾ [الفرقان: ٦٥]
﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (٧٤)﴾ [الفرقان: ٧٤]
﴿رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (١٩)﴾ [النمل: ١٩]
﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي﴾ [القصص: ١٦]
﴿رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (١٥)﴾ [الأحقاف: ١٦]
﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (١٠)﴾ [الحشر: ١٠]
﴿رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (٤) رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٥)﴾ [الممتحنة: ٤ - ٥]
عن عبد العزيز بن صهيب، قال: سأل قتادة أنسا أي دعوة كان يدعو بها النبي ﷺ أكثر؟ قال: كان أكثر دعوة يدعو بها يقول: «اللهم! آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار».
قال: وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها، فإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه.

متفق عليه: رواه البخاري في الدعوات (٦٣٨٩) من طريق عبد الوارث -ومسلم في الذكر والدعاء (٢٦٩٠) من طريق إسماعيل ابن علية- كلاهما عن عبد العزيز به، والسياق لمسلم.
ورواه أيضا من طريق ثابت عن أنس مقتصرا على المرفوع فقط.
قال القاضي عياض في «إكمال المعلم» قوله: كان أكثر دعائه «اللهم! آتنا في الدنيا حسنة»
الآية، هذا لجمعها معاني الدعاء كله من أمر الدنيا والآخرة.
وقال ابن كثير في تفسيره (١/ ٥٥٨): «فجمعت هذه الدعوة كل خير في الدنيا، وصرفت كل شر فإن الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي، من عافية، ودار رحبة، وزوجة حسنة، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنيء، وثناء جميل، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين، ولا منافاة بينها، فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا. وأما الحسنة في الآخرة فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة، وأما النجاة من النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا، من اجتناب المحارم والآثام وترك الشبهات والحرام» اهـ.
عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله ﷺ يقول: «اللهم! أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر».

صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٧٢٠) عن إبراهيم بن دينار، حدثنا أبو قطن عمرو بن الهيثم القطعي، عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، عن قدامة بن موسى، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة فذكره.
عن أبي موسى الأشعري عن النبي ﷺ أنه كان يدعو بهذا الدعاء: «رب اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري كله، وما أنت أعلم به مني، اللهم! اغفر لي خطاياي، وعمدي وجهلي وهزلي، وكل ذلك عندي، اللهم! اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير».

متفق عليه: رواه البخاري في الدعوات (٦٣٩٨)، ومسلم في الذكر والدعاء (٢٧١٩) كلاهما من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه فذكره.
عن أبي مالك الأشجعي، عن أبيه، أنه سمع النبي ﷺ وأتاه رجل، فقال: يا رسول الله كيف أقول حين أسأل ربي؟ قال: «قل: اللهم! اغفر لي، وارحمني، وعافني، وارزقني -ويجمع أصابعه إلا الإبهام- فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك».

صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٦٩٧: ٣٦) عن زهير بن حرب، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا أبو مالك به.
عن علي، قال: قال لي رسول الله ﷺ «قل: اللهم! اهدني وسددني، واذكر بالهدى: هدايتك الطريق، والسداد: سداد السهم».

صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٧٢٥) عن أبي كريب محمد بن العلاء، حدثنا ابن
إدريس، قال: سمعت عاصم بن كليب، عن أبي بردة، عن علي فذكره.
عن أبي بكر الصديق أنه قال للنبي ﷺ: عَلِّمنِي دعاءً أدعو به في صلاتي، قال: «قل: اللهم إني ظلمتُ نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوبَ إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندِك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم». وفي رواية: أدعو به في صلاتي وبيتي.

متفق عليه: رواه البخاري في الدعوات (٦٣٢٦)، ومسلم في الذكر والدعاء (٢٧٠٥) كلاهما من طريق الليث (هو ابن سعد)، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عبد الله بن عمرو ابن العاص، عن أبي بكر الصديق فذكره.
والرواية الأخرى لمسلم من طريق عبد الله بن وهب، أخبرني رجل -سماه- وعمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب به.
والرجل المبهم قال الحافظ في «الفتح» (٢/ ٣٢٠): وبيّن ابن خزيمة فى روايته أنه ابن لهيعة.
قال الأعظمي: أبهمه لضعفه لكنه جاء مقرونا بعمرو بن الحارث وهو ثقة حافظ.
عن عبد الله بن مسعود، عن النبي ﷺ أنه كان يقول: «اللهم! إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى».

صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٧٢١) من طرق، عن محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله فذكره.
عن أبي هريرة قال: كان من دعاء النبي ﷺ: «اللهم! اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، إنك أنت المقدم والمؤخر، لا إله إلا أنت».

حسن: رواه البخاري في الأدب المفرد (٦٧٣) من طريق خالد بن الحارث -وإسحاق بن راهويه (٣٠٨) عن النضر بن شميل- وأحمد (٧٩١٣) عن يزيد بن هارون -كلهم عن عبد الرحمن المسعودي، عن علقمة بن مرثد، عن أبي الربيع، عن أبي هريرة فذكره. واللفظ للبخاري.
وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن المسعودي فإنه صدوق إلا أنه اختلط قبل موته لكن رواية خالد بن الحارث والنضر بن شميل عنه قبل الاختلاط.
وكذا أبو الربيع وهو المدني صدوق فقد قال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات، ولذا قال الذهبي في الكاشف: صدوق.
عن عمران بن حصين قال: كان عامة دعاء نبي الله ﷺ: «اللهم! اغفر لي ما أخطأت وما تعمدت، وما أسررت وما أعلنت، وما جهلت وما تعمدت».

حسن: رواه أحمد (١٩٩٢٥)، والبزار (٣٥٢٥) كلاهما من طريق معاذ بن هشام قال: حدثني
عون بن أبي شداد العقيلي، عن مطرف (وهو ابن عبد الله بن الشخير)، عن عمران بن حصين فذكره.
وإسناده حسن من أجل معاذ بن هشام وهو الدستوائي، وكذا عون بن أبي شداد العقيلي حسن الحديث فقد وثقه ابن معين وذكره ابن حبان في الثقات.
عن ابن عباس قال: كان النبي ﷺ يدعو: «رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى علي، اللهم! اجعلني لك شكارا، لك ذكارا، لك رهابا، لك مطواعا، لك مخبتا، وإليك أواها منيبا، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، وسدد لساني، واهد قلبي، واسلل سخيمة صدري».

صحيح: رواه أبو داود (١٥١٠، ١٥١١)، والترمذي (٣٥٥١) -واللفظ له-، وابن ماجه (٣٨٣٠)، وأحمد (١٩٩٧)، والبخاري في الأدب المفرد (٦٦٤، ٦٦٥)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٦٠٧)، وصحّحه ابن حبان (٩٤٧، ٩٤٨)، والحاكم (١/ ٥١٩ - ٥٢٠) كلهم من طرق، عن سفيان الثوري، عن عمرو بن مرة الجملي، عن عبد الله بن الحارث المكتب المعلم، عن طليق بن قيس الحنفي، عن ابن عباس فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
قال ابن ماجه: «قال أبو الحسن الطنافسي قلت لوكيع: أقوله في قنوت الوتر؟ قال: نعم.
وقوله: «سخيمة صدري» أي حقده وغله.
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من: اللهم! إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة».

صحيح: رواه ابن ماجه (٣٨٥١) عن علي بن محمد، حدثنا وكيع، عن هشام صاحب الدستوائي، عن قتادة، عن العلاء بن زياد العدوي، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده صحيح، وقد صحّحه البوصيري.
لكن اختلف فيه على قتادة فرواه هشام الدستوائي عنه هكذا،
ورواه عمران بن داور القطان عنه عن العلاء بن زياد، عن معاذ بن جبل، والعلاء لم يدرك معاذا.
ورواه همام بن يحيى عنه عن العلاء بن زياد، عن النبي ﷺ مرسلا. والوصل زيادة من الثقة مقبولة.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، يقول: أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد، يصرفه حيث يشاء» ثم قال رسول الله ﷺ: «اللهم! مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك».

صحيح: رواه مسلم في القدر (٢٦٥٤) من طرق، عن عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا حيوة، أخبرني أبو هانئ، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي، أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص، يقول: فذكره.
عن النواس بن سمعان الكلابي قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ما من قلب إلا بين إصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أقامه، وإن شاء أزاغه» وكان رسول الله ﷺ يقول: «يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك».

صحيح: رواه ابن ماجه (١٩٩)، وأحمد (١٧٦٣٠)، وصحّحه ابن خزيمة في التوحيد (١٣٢)، وابن حبان (٩٤٣)، والحاكم (١/ ٥٢٥) كلهم من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: سمعت بسر بن عبيد الله يقول: سمعت أبا إدريس الخولاني يقول: حدثني النواس بن سمعان الكلابي فذكره.
والكلام عليه مبسوط في كتاب الإيمان.
عن أمّ سلمة قالت: كان رسول الله ﷺ يُكثر في دعائه أن يقول: «اللهمّ! مقلّب القلوب، ثبِّتْ قلبي على دينك». قالت: قلت: يا رسول الله، أو إنّ القلوب لتتقلّبُ؟ قال: «نعم، ما من خلق الله من بني آدم من بشر إلّا أنّ قلبه بين أصبعين من أصابع الله، فإن شاء الله عز وجل أقامه، وإن شاء أزاغه، فنسأل الله ربَّنا أن لا يُزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، ونسأله أن يهب لنا من لدُنْه رحمةً، إنّه هو الوهّاب». قالت: قلت: يا رسول الله، ألا تُعلّمني دعوةً أدعو بها لنفسي؟ قال: «بلى، قولي: اللهمّ! ربّ النّبيّ محمد اغفرْ لي ذنبي، وأَذْهِبْ غيظ قلبي، وأجرني من مُضلّات الفتن ما أحييتنا».

حسن: رواه أحمد (٢٦٥٧٦)، والطبراني في الكبير (٢٣/ ٣٣٨)، وفي الدعاء (١٢٥٨) كلاهما من طرق، عن عبد الحميد قال: حدّثني شهر بن حوشب، قال: سمعت أمَّ سلمة تحدّث أنّ رسول الله ﷺ كان يُكْثر في دُعائه أن يقول فذكره.
وصحّحه ابن خزيمة فرواه في كتاب التوحيد (١٣٣) من وجه آخر عن شهر بن حوشب، به، مثله.
ورواه الترمذي (٣٥٢٢) عن أبي بن كعب صاحب الحرير عن شهر به نحوه مختصرا وقال الترمذي: «هذا حديث حسن».
قال الأعظمي: وهو كما قال فإن شهر بن حوشب صدوق إذا لم يخالف ولم يأت في المتن بما ينكر عليه. وهذا الحديث لأجزائه شواهد. وبمعناه أحاديث أخرى مذكورة في كتاب الإيمان.
عن أنس قال: كان رسول الله ﷺ يُكثر أن يقول: «يا مقلّب القلوب ثبِّتْ قلبي على دينك». فقلت: يا نبي الله، آمنَّا بك، وبما جئتَ به، فهل تخاف علينا؟ قال: «نعم، إنّ القلوبَ بين أصبعين من أصابع الله يقلِّبها كيف يشاء».

حسن: رواه الترمذيّ (٢١٤٠)، وأحمد (١٢١٠٧)، وصحّحه الحاكم (١/ ٥٢٦) كلهم من
طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس فذكره.
وقال الترمذي: «حديث حسن».
قال الأعظمي: وهو كما قال فإن أبا سفيان هو طلحة بن نافع الواسطي حسن الحديث.
وقال الترمذي: «هكذا روى غير واحد عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس. وروى بعضهم عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن النبي ﷺ، وحديث أبي سفيان عن أنس أصح» اهـ.
قال الأعظمي: حديث جابر المشار إليه رواه أبو يعلى (٢٣١٨)، والحاكم (٢/ ٢٨٨ - ٢٨٩) من طريق الثوري، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر.
وإسناده أيضا قوي إلا أنه مرجوح في قول أكثر أهل العلم.
تنبيه: وقع سقط في المستدرك في إسناد حديث جابر فليستدرك من إتحاف المهرة (٣/ ١٧٨).
عن مكحول أنه دخل على أنس بن مالك، قال: فسمعته يذكر أن رسول الله ﷺ كان يقول: «اللهم! انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وارزقني علما تنفعني به».

حسن: رواه الطبراني في الدعاء (١٤٠٥)، والحاكم (١/ ٥١٠) -وعنه البيهقي في الدعوات (٢٤١) - كلاهما من طرق، عن عبد الله بن وهب، أخبرني أسامة بن زيد أن سليمان بن موسى حدثه عن مكحول فذكره.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم».
قال الأعظمي: وهو كما قال إلا أن أسامة بن زيد وسليمان بن موسى -وهو الأشدق- فيهما كلام ينزل حديثه إلى درجة الحسن.
وبمعناه ما روي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «اللهم! انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علما، الحمد لله على كل حال، وأعوذ بالله من حال أهل النار».
رواه الترمذي (٣٥٩٩)، وابن ماجه (٢٥١، ٣٨٠٤، ٣٨٣٣) كلاهما من طريق موسى بن عبيدة، عن محمد بن ثابت، عن أبي هريرة فذكره.
وقال الترمذي: «هذا حديث غريب من هذا الوجه».
وهو كذلك فإن في إسناده موسى بن عبيدة -وهو الربذي- ضعيف، وشيخه محمد بن ثابت مجهول.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن رسول الله ﷺ أنه كان يدعو يقول: «اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وظلمنا، وهزلنا، وجّدنا، وعمدنا، وكل ذلك عندنا».

حسن: رواه ابن حبان (١٠٢٧)، والحاكم (١/ ٥٢٢)، والطبراني في الدعاء (١٧٩٤) كلهم من طريق ابن وهب، حدثني حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص فذكره.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم».
وإسناده حسن من أجل حيي بن عبد الله وهو المعافري لم يخرج له مسلم وهو مختلف فيه غير أنه لا بأس به في هذا الباب إذا كان لحديثه أصل.
عن عثمان بن أبي العاص وامرأة من قيس أنهما سمعا النبي ﷺ قال أحدهما سمعته يقول: «اللهم! اغفر لي ذنبي وخطئي وعمدي» وقال الآخر سمعته يقول: «اللهم! أستهديك لأرشد أمري وأعوذ بك من شر نفسي».

صحيح: رواه أحمد (١٦٢٦٩)، والطبراني في الدعاء (١٣٩٢)، وصحّحه ابن حبان (٩٠١) كلهم من طرق، عن حماد بن سلمة، عن سعيد الجربري، عن أبي العلاء، عن عثمان بن أبي العاص وامرأة من قيس فذكراه.
وعند ابن حبان: «امرأة من قريش» بدل «امرأة من قيس».
وإسناده صحيح وسعيد الجريري وإن كان قد اختلط إلا أن سماع حماد بن سلمة عنه قبل الاختلاط. وأبو العلاء هو يزيد بن عبد الله بن الشخير.
عن أم الدرداء، أن فضالة بن عبيد، كان يقول: «اللهم! إني أسألك الرضا بعد القضاء، وبرد العيش بعد الموت، ولذة النظر في وجهك، والشوق إلى لقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة». وزعم أنها دعوات كان يدعو بها النبي ﷺ.

صحيح: رواه ابن أبي عاصم في السنة (٤٣٦)، والطبراني في الأوسط (مجمع البحرين ٤٦٨١)، والكبير (١٨/ ٣١٩) كلهم من طريق عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، حدثنا محمد بن مهاجر (وهو الشامي)، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أم الدرداء فذكرته. وإسناده صحيح.
عن عطاء بن السّائب، عن أبيه، قال: صلّى بنا عمّار بن ياسر صلاةً فأوجز فيها، فقال بعض القوم: لقد خفَّفت أو أوجزت الصلاة. فقال: أما على ذلك فقد دعوت فيها بدعوات سمعتُهنّ من رسول الله ﷺ فلما قام تبعه رجلٌ من القوم -هو أبي غير أنه كنّى عن نفسه-، فسأله عن الدّعاء، ثم جاء فأخبر به القوم: «اللهمّ! بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق أَحْيني ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفّني إذا علمتَ الوفاة خيرًا لي اللهمّ، وأسألك خشيتك في الغيب والشّهادة، وأسألك كلمة الحقّ في الرّضا والغضب، وأسألك القصْد في الفقر والغنى وأسألك نعيمًا لا ينفد، وأسألك قرّة عين لا تنقطع، وأسألك الرّضا بعد القضاء، وأسألك بَرْد العيش بعد الموت، وأسألك لذّة النّظر إلى وجهك والشّوق إلى لقائك في غير ضرّاءَ مُضرَّة ولا فتنةٍ مُضِلَّةٍ، اللهمّ زَيّنّا بزينة الإيمان، واجعلنا هداةً مهتدين».

صحيح: رواه النسائيّ (١٣٠٥) عن يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدّثنا حمّاد، قال: حدّثنا عطاء بن السّائب، فذكره.
وصحّحه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (١٢)، وعنه ابن حبان في صحيحه (١٩٧١)، والحاكم (١/ ٥٢٤) كلّهم من طريق حمّاد بن زيد، بإسناده.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: وهو كما قال؛ فإن عطاء بن السّائب ثقة، وثقه الأئمة إلا أنه اختلط، لكن روى حماد بن زيد عنه قبل اختلاطه.
عن أبي بن كعب قال: قال لي النبي ﷺ: ألا أعلمك مما علمني جبريل عليه السلام؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: «قل: اللهم! اغفر لي خطاياي وعمدي وهزلي وجدي ولا تحرمني بركة ما أعطيتني، ولا تفتني بما حرمتني».

حسن: رواه أبو يعلى (مطالب-٣٣٤٦)، والطبراني في الأوسط (مجمع البحرين ٤٦٩٠) كلاهما من حديث شيبان بن فروخ، حدثنا سلام بن مسكين، حدثنا عصمة أبو حكيمة، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي بن كعب فذكره.
وقال الطبراني: «لا يروي عن أبي بن كعب إلا بهذا الإسناد، تفرد به سلام».
قال الأعظمي: سلام بن مسكين ثقة فلا يضر تفرده، والإسناد حسن من أجل شيبان بن فروخ فإنه صدوق.
وعصمة أبو حكيمة حسن الحديث أيضا فقد روى عنه جمع وقال أبو حاتم: محله الصدق وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ١٧٢): «رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح غير عصمة أبي حكيمة وهو ثقة».
عن بسر بن أرطاة القرشي قال: سمعت رسول الله ﷺ يدعو: «اللهم! أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة».

حسن: رواه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (١٧٦٢٨)، وصحّحه ابن حبان (٩٤٩) كلاهما من طريق محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس قال: سمعت أبي يحدث عن بسر بن أرطاة فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن أيوب بن ميسرة حسن الحديث. فقد روى عنه جماعة وقال أبو حاتم: «صالح لا بأس به ليس بالمشهور». وذكره ابن حبان في الثقات وهو من رجال التعجيل.
وأبوه أيوب بن ميسرة حسن الحديث أيضًا فقد قال أبو حاتم: صالح الحديث وقال أبو مسهر الدمشقي: «كان أيوب بن حلبس أكبر من يونس (يعني أخاه) وأفقه وكان يفتي في الحلال والحرام وكان عامل عمر بن عبد العزيز على ديوانه. انظر: تاريخ دمشق (١٠/ ١٣٥)، وتعجيل المنفعة (١/
٣٣٤ - ٣٣٥).
عن أبي هريرة قال: كان رسول لله ﷺ يدعو فيقول: «اللهم متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارث مني وانصرني على من يظلمني، وخذ منه بثأري» وفي رواية: «وأرني فيه ثأري».

حسن: رواه الترمذي (٣٦٠٤/ ٧)، والبخاري في الأدب المفرد (٦٥٠)، والحاكم (١/ ٥٢٣، ٢/ ١٤٢) كلهم من طرق، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو وهو ابن علقمة فإنه حسن الحديث.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه».
وأما الحاكم فقال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم».
عن محمد بن كعب القرظي، عن عبد الله بن يزيد الخطمي، أراه رفعه إلى النبي ﷺ أن النبي ﷺ كان يقول: «اللهم! ارزقني حبك وحب ما ينفعني حبه عندك، اللهم! ما رزقتني مما أحب، فاجعله لي قوة فيما تحب، وما زويت عني مما أحب، فاجعله لي فراغا فيما تحب».

صحيح: رواه ابن المبارك في الزهد (٤٣٠) عن حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الأنصاري، عن محمد بن كعب القرظي، عن عبد الله بن يزيد الخطمي فذكره.
وإسناده صحيح، وأبو جعفر الأنصاري هو عمير بن يزيد الخطمي.
ورواه الترمذي (٣٤٩١) عن سفيان بن وكيع قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن حماد بن سلمة به.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب».
قال الأعظمي: لأن في إسناده سفيان بن وكيع وفيه مقال وإلا فإسناد ابن المبارك صحيح.
وفي الباب عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله ﷺ: كان من دعاء داود يقول: «اللهم! إني أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك، اللهم! اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي ومن الماء البارد قال: وكان رسول الله ﷺ إذا ذكر داود يحدث عنه قال: كان أعبد البشر».
رواه الترمذي (٣٤٩٠)، والبزار -كشف الأستار (٢٣٥٤)، والحاكم (٢/ ٤٣٣) كلهم من طريق محمد بن سعد الأنصاري، عن عبد الله بن ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن عائذ الله أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء فذكره.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
وتعقبه الذهبي بقوله: «بل عبد الله هذا قال أحمد: أحاديثه موضوعة».
قال الأعظمي: لعله اشتبه عليه لأنه وقع في رواية الحاكم: «عبد الله بن يزيد الدمشقي» وهو عبد الله بن ربيعة بن يزيد الدمشقي من رجال الترمذي.
وأما قول أحمد هذا فهو في عبد الله بن يزيد بن آدم الدمشقي كما ذكره الذهبي في الميزان (٢/ ٥٢٦) وهو ليس من رجال الترمذي، وإنما المذكور في الإسناد هو عبد الله بن ربيعة بن يزيد الدمشقي كما في إسناد البزار، ويقال: عبد الله بن يزيد بن ربيعة وهذا مجهول كما قال ابن حجر فالعلة فيه جهالته.
وأما ما روي عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ يقول: «اللهم! عافني في جسدي وعافني في بصري واجعله الوارث مني لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين». فإسناده منقطع.
رواه الترمذي (٣٤٨٠)، وأبو يعلى (٤٦٩٠)، وابن عدي (٢/ ٨١٥)، والحاكم (١/ ٥٣٠) كلهم من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن عروة، عن عائشة فذكرته.
وقال الترمذي: «هذا حديث غريب سمعت محمدا يقول: حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير شيئًا».
وكذا نفى سماعه منه أحمد وأبو حاتم وغيرهما.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد إن سلم سماع حبيب من عروة».
ولحديث عائشة هذا طرق أخرى أشد ضعفا من المذكور.
عن عائشة أن أبا بكر دخل على رسول الله ﷺ فأراد أن يكلمه وعائشة تصلي فقال لها رسول الله ﷺ: «عليك بالكوامل» أو كلمة أخرى فلما انصرفت عائشة سألته عن ذلك فقال لها قولي: «اللهم! إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك من الخير ما سألك عبدك ورسولك محمد ﷺ، وأستعيذك مما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد ﷺ، وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رشدا».

صحيح: رواه أحمد (٢٥١٣٧ - ٢٥١٣٨) ومن طريقه صحّحه الحاكم (١/ ٥٢١ - ٥٢٢) من رواية شعبة، عن جبر بن حبيب، عن أم كلثوم بنت أبي بكر، عن عائشة فذكرته.
ورواه ابن ماجه (٣٨٤٦)، وأحمد (٢٥٠١٩) كلاهما من حديث عفان، عن حماد بن سلمة قال: أخبرنا جبر بن حبيب، عن أم كلثوم بنت أبي بكر، عن عائشة نحوه.
وإسناده صحيح. هكذا رواه شعبة وحماد بن سلمة عن جبر بن حبيب.
ورواه عنه غيرهما على وجوه أخرى غير أن الصحيح منها ما ذكرته كما نص على ذلك الدارقطني في العلل (١٤/ ٢٤٥ - ٢٤٦).
وبمعناه ما روي عن أبي أمامة قال: دعا رسول الله ﷺ بدعاء كثير، لم نحفظ منه شيئا قلنا: يا رسول الله دعوت بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئا فقال: «ألا أدلكم على ما يجمع ذلك كله نقول؟ اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد، ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد، وأنت المستعان وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله».
رواه الترمذي (٣٥٢١) عن محمد بن حاتم، حدثنا عمار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبي أمامة فذكره.
ورواه البخاري في الأدب المفرد (٦٧٩)، والطبراني في الكبير (٨/ ٢٢٦) كلاهما من طريق المعتمر ابن سليمان، عن ليث، عن ثابت بن عجلان، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة فذكره.
ومدار الإسنادين على ليث بن أبي سليم وقد اختلط فاضطرب حديثه ووقع الاضطراب في إسناد هذا الحديث كما ترى.
وعبد الرحمن بن سابط لم يسمع من أبي أمامة كما قال ابن معين.
عن شداد بن أوس قال: قال لي رسول الله ﷺ: «يا شداد بن أوس إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات: اللهم! إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا، وأسألك خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب».

حسن: رواه الطبراني في الكبير (٤/ ٣٣٥ - ٣٣٦)، والدعاء (٦٣١) من طريق سليمان بن عبد الرحمن، ثنا إسماعيل بن عياش، حدثني محمد بن يزيد الرحبي، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن شداد بن أوس فذكره.
وإسناده حسن من أجل إسماعيل بن عياش فإنه صدوق في روايته عن أهل الشام، وهذه منها فإن محمد بن يزيد الرحبي شامي دمشقي، وهو أيضا حسن الحديث فقد روى عنه جماعة وذكره ابن حبان في الثقات (٩/ ٣٥)، وذكره أبو زرعة الدمشقي في «تسمية نفر ذوي إسناد وعلم» انظر: تاريخ دمشق (٥٦/ ٢٧٤ - ٢٧٦).
ورواه الترمذي (٣٤٠٧) من طريق سفيان (هو الثوري) -وأحمد (١٧١٣٣) عن يزيد بن هارون- كلاهما عن أبي مسعود الجريري، عن أبي العلاء بن الشخير، عن رجل من بني حنظلة، عن شداد ابن أوس فذكر نحوه.
وفي لفظ أحمد: «وكان رسول الله ﷺ يعلمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا أو قال: في دبر صلاتنا» ثم ذكر الدعاء بنحوه.
وفي إسناده رجل من بني حنظلة كما عند الترمذي أو الحنظلي كما عند أحمد ولا مغايرة بينهما وهو مبهم لا يعرف.
ورواه النسائي (١٣٠٤)، وابن حبان (١٩٧٤) كلاهما من طريق حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن شداد بن أوس أن رسول الله ﷺ كان يقول في صلاته: «اللهم! إني أسألك ... فذكر الحديث.
وفيه انقطاع أبو العلاء هو يزيد بن عبد الله بن الشخير وبينه وبين شداد بن أوس رجل من بني حنظلة. وحماد بن سلمة ممن روى عن الجريري قبل الاختلاط، وللحديث طرق أخرى لا تخلو من مقال.
عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ يقول: «اللهم! أحسنت خَلقي فأحسن خُلقي».

صحيح: رواه أحمد (٢٤٣٩٢)، والبيهقي في الشعب (٨١٨٤، ٨١٨٥) كلاهما من طرق عن عاصم بن سليمان (وهو الأحول)، عن عبد الله بن الحارث، عن عائشة فذكرته.
وإسناده صحيح. وعبد الله بن الحارث هو أبو الوليد الأنصاري البصري.
عن ابن مسعود أن رسول الله ﷺ كان يقول: «اللهم! أحسنت خَلقي فأحسن خُلقي».

حسن: رواه أحمد (٣٨٢٣)، والطيالسي (٣٧٢)، والبيهقي في الشعب (٨١٨٣)، وصحّحه ابن حبان (٩٥٩) كلهم من طرق، عن عاصم بن سليمان الأحول، عن عوسجة بن الرماح، عن عبد الله ابن أبي الهذيل، عن عبد الله بن مسعود فذكره.
وإسناده حسن من أجل عوسجة بن الرماح فإنه حسن الحديث وثقه ابن معين وذكره ابن حبان في الثقات، وأما الدارقطني فقال: شبه المجهول لا يروي عنه غير عاصم لا يحتج به، ولكن يعتبر به.
وروي عن عاصم به موقوفا على ابن مسعود ورواة الرفع أكثر.
ورواه عاصم أيضا عن عبد الله بن الحارث عن عائشة كما تقدم.
فلعل الحديث كان عند عاصم بإسنادين والله أعلم.
وأما ما روي عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ إذا نظر إلى وجهه في المِرآة قال: «الحمد لله، اللهم أحسنت خَلقي فأحسن خُلقي». فإسناده ضعيف جدا.
رواه أبو الشيخ في أخلاق النبي ﷺ (١٤٨) من طريق أبان بن سفيان، عن أبي هلال -والبيهقي في الدعوات (٤٨٩) من طريق مسلمة- كلاهما (أبو هلال، ومسلمة) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
وأبان بن سفيان متروك، ومسلمة هو ابن عُلي الخشني متروك أيضا.
ورُوي هذا الدعاء عند النظر في المِرآة من حديث علي بن أبي طالب، وابن عباس وأنس بن
مالك وكلها ضعيفة جدا.
عن عبد الله بن مسعود أن النبي ﷺ كان يقول: «اللهم! أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».

صحيح: رواه البزار (٢٠٧٥) عن عمرو بن عبد الله الأودي، قال: نا وكيع، عن إسرائيل، وأبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله -وهو ابن مسعود-، أن النبي ﷺ كان يقول: فذكره.
وقال: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد».
قال الأعظمي: إسناده صحيح، ورجاله كلهم ثقات.
وقال الهيثمي: «رجاله رجال الصحيح غير عمرو بن عبد الله الأودي وهو ثقة» (مجمع الزوائد ١٠/ ١٧٢).
عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «أتحبون أن تجتهدوا في الدعاء؟ قولوا: اللهم! أعنا على شكرك وذكرك وحسن عبادتك».

صحيح: رواه أحمد (٧٩٨٢) قال: قرأت على أبي قرة الزبيدي موسى بن طارق، عن موسى - يعني ابن عقبة-، عن أبي صالح السمان وعطاء بن يسار -أو عن أحدهما-، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده صحيح، والتردد في الإسناد غير قادح فإن أبا صالح وعطاء بن يسار كلاهما ثقة.
وأما ما روي عن أبي هريرة قال: دعاء حفظته من رسول الله ﷺ لا أدعه: «اللهم! اجعلني أعظم شكرك، وأكثر ذكرك، وأتبع نصيحتك، وأحفظ وصيتك» فإسناده ضعيف.
رواه الترمذي (٣٦٠٤/ ٢)، وأحمد (٨١٠١)، والطيالسي (٢٦٧٦) كلهم من طرق، عن الفرج ابن فضالة، عن أبي سعيد -أو أبي سعد- عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده ضعيف لضعف الفرج بن فضالة وقد اختلف عليه في اسم شيخه ونسبته وهو مجهول.
وقال الترمذي: «هذا حديث غريب».
وفي الباب عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ دعا سلمان الخير فقال: «إن نبي الله يريد أن يمنحك كلمات تسألهن الرحمن، وترغب إليه فيهن، وتدعو بهن في الليل والنهار قل: اللهم! إني أسألك صحة في إيمان، وإيمانا في خلق حسن، ونجاحا يتبعه فلاح، ورحمة منك، وعافية ومغفرة منك، ورضوانا».
رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (٢١)، والحاكم (١/ ٥٢٣) كلاهما من طريق عبد الله بن الوليد، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: في سنده عبد الله بن الوليد وهو ابن قيس المصري روى عنه جمع وذكره ابن حبان في الثقات، وضعفه الدارقطني فقال: «لا يعتبر به».
وفي الباب عن أنس قال: كان النبي ﷺ يقول في دعائه: «يا ولي الإسلام وأهله ثبتني به حتى ألقاك».
رواه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين ٤٦٧٨) -ومن طريقه الضياء في المختارة (٦/ ٢٧٠) - وأبو يعلى (مطالب ٢٩٦٥) كلهم من طرق، عن أبي الواصل عبد الحميد بن واصل، عن أنس بن مالك فذكره. واللفظ للطبراني.
وقال الطبراني: «لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد تفرد به أبو الواصل».
قال الأعظمي: أبو الواصل عبد الحميد بن واصل لم يوثقه أحد إلا أن ابن حبان ذكره في ثقاته، وقد ذكر ابن حجر هذا الحديث في ترجمة عبد الواحد بن واصل أبي واصل، ونقل عن الأزدي تضعيفه. والظاهر أنهما واحد غلِطَ في اسمه أحد الرواة. والله أعلم.
وكذلك لا يصح ما روي عن عمر بن الخطاب قال: علمني رسول الله ﷺ قال: «قل: اللهم! اجعل سريرتي خيرا من علانيتي، واجعل علانيتي صالحة، اللهم إني أسألك من صالح ما تؤتي الناس من المال والأهل والولد غير الضال ولا المضل».
رواه الترمذي (٣٥٨٦) عن محمد بن حميد حدثنا علي بن أبي بكر عن الجراح بن الضحاك الكندي عن أبي شيبة عن عبد الله بن عكيم عن عمر بن الخطاب فذكره.
وقال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي».
قلت وهو كما قال فإن في إسناده أبو شيبة وهو مجهول، ويحتمل أن يكون أبو شيبة الواسطي واسمه عبد الرحمن بن إسحاق وهو ضعيف.
ومحمد بن حميد هو الرازي ضعيف أيضًا.
وكذلك لا يصح ما روي عن أبي هريرة: أن رجلا قال: يا رسول الله! سمعت دعاءك الليلة فكان الذي وصل إلي منه أنك لقول: «اللهم! اغفر لي ذنبي ووسع لي في رزقي وبارك لي فيما رزقتني قال فهل تراهن تركن شيئًا».
رواه الترمذي (٣٥٠٠) عن علي بن حجر، حدثنا عبد الحميد بن عمر الهلالي، عن سعيد بن إياس الجريري، عن أبي السليل، عن أبي هريرة فذكره.
وقال: «هذا حديث غريب، وأبو السليل اسمه ضريب بن نفير، ويقال: ابن نقير».
قال الأعظمي: ضريب لم يسمع من أبي هريرة كما قال المزي.
وعبد الحميد بن عمر الهلالي كذا وقع عند الترمذي، وهو وهم كما قال المزي، والصواب أنه عبد الحميد بن الحسن الهلالي كما عند الطبراني في المعجم الصغير (١٠١٩)، وصعفه جمهور أهل العلم منهم أبو زرعة وأحمد وابن المديني، واختلف فيه قول ابن معين.
وخالفه شعبة فرواه عن أبي مسعود (وهو سعيد بن إياس الجريري) عن حميد بن القعقاع، عن رجل جعل يرصد نبي الله ﷺ فذكره. أخرج حديثه أحمد (٢٣١١٤) عن محمد بن جعفر، عن شعبة به.
وقد اختلف فيه على شعبة أيضا لكن مدار روايته على حميد -أو عبيد- ابن القعقاع، وهو ممن لا يعرف حاله. انظر: تعجيل المنفعة (١/ ٤٧٧). وبه أعله الهيثمي في المجمع (١٠/ ١١٠).
ورُوي أيضا من حديث أبي موسى الأشعري نحوه، رواه أحمد (١٩٥٧٤) من طريق أبي مجلز (هو لاحق بن حميد)، عن أبي موسى.
وفي سماع أبي مجلز من أبي موسى نظر، وإليه مال الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار (١/ ٢٦٣).

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 198 من أصل 198 باباً

معلومات عن حديث: جامع في الدعاء

  • 📜 حديث عن جامع في الدعاء

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ جامع في الدعاء من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث جامع في الدعاء

    تحقق من درجة أحاديث جامع في الدعاء (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث جامع في الدعاء

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث جامع في الدعاء ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن جامع في الدعاء

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع جامع في الدعاء.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, August 21, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب