اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد

حديث: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد

عن شداد بن أوس قال: قال لي رسول الله ﷺ: «يا شداد بن أوس إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات: اللهم! إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا، وأسألك خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب».

حسن: رواه الطبراني في الكبير (٤/ ٣٣٥ - ٣٣٦)، والدعاء (٦٣١) من طريق سليمان بن عبد الرحمن، ثنا إسماعيل بن عياش، حدثني محمد بن يزيد الرحبي، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن شداد بن أوس فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وغيرهم عن الصحابي الجليل شداد بن أوس رضي الله عنه، وفيه وصية نبوية ثمينة تتعلق بزمان تكاثر المال والافتتان به.

أولاً. شرح المفردات:

● اكتنزوا: اجتمعوا وادخروا.
● الثبات في الأمر: الاستقامة والثبات على دين الله وطاعته.
● العزيمة على الرشد: العزم المصمم على اتباع طريق الحق والهداية.
● موجبات رحمتك: الأسباب التي توجب نزول رحمة الله.
● عزائم مغفرتك: الأمور التي تحقق مغفرة الله تعالى.
● شكر نعمتك: الاعتراف بالنعم والقيام بحق الله فيها.
● قلباً سليماً: القلب الخالي من الشرك والنفاق والحقد.
● لساناً صادقاً: اللسان الذي لا ينطق إلا بالحق والخير.

ثانياً. شرح الحديث:

يوجه النبي ﷺ صحابيه شداد بن أوس - ومن خلاله الأمة كلها - إلى الاستعداد لزمن يفتتن الناس فيه بجمع الأموال والكنوز الدنيوية، فينشغلون بها عن ذكر الله والاستعداد للآخرة. وفي مقابلة هذا الانشغال المادي، يرشدنا النبي ﷺ إلى كنز لا يفنى ولا يبلى، وهو كنز الدعاء والمناجاة والذكر.
وهذا الدعاء يشمل طلب أهم الأمور التي يحتاجها العبد في دينه ودنياه:
1- طلب الثبات والعزيمة: فأعظم ما يحتاجه المؤمن هو الثبات على الدين حتى الممات، والعزيمة الصادقة على فعل الخير وترك الشر.
2- طلب الرحمة والمغفرة: فالعبد لا غنى له عن رحمة الله ومغفرته.
3- طلب شكر النعمة وحسن العبادة: فالنعم تحتاج إلى شكر، والعبادة تحتاج إلى إخلاص وإتقان.
4- طلب صلاح القلب واللسان: لأنهما أساس صلاح الجوارح كلها.
5- طلب الخير والاستعاذة من الشر: مع الاعتراف بعلم الله الشامل الذي يعلم ما نعلم وما لا نعلم.

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1- التحذير من فتنة المال: الحديث ينبه إلى خطر الافتتان بالمال وجمعه والاستكثار منه.
2- الكنز الحقيقي: الكنز الحقيقي هو ما يقرب إلى الله تعالى من الأذكار والأدعية والأعمال الصالحة.
3- شمولية الدعاء: هذا الدعاء يجمع أهم حاجات العبد الدينية والدنيوية.
4- التوجه إلى الله في كل حال:尤其在 أوقات الفتن، يجب اللجوء إلى الله والالتجاء إليه.
5- التعريف بعلم الله الشامل: ختم الدعاء بـ "إنك أنت علام الغيوب" يذكر العبد بعلم الله المحيط، فيستحي أن يسأل إلا خيراً، ويستعيذ من كل شر.

رابعاً. فوائد إضافية:

- هذا الدعاء من جوامع الكلم التي أوتيها النبي ﷺ.
- ينبغي للمسلم أن يحفظ هذا الدعاء ويُكثر من ترديده، خاصة في زمننا هذا الذي كثرت فيه الفتن والماديات.
- الدعاء بهذه الصيغة يتضمن الاعتراف بعبودية العبد لله وحاجته إليه في كل شيء.
أسأل الله تعالى أن يثبتنا على دينه، وأن يوفقنا لذكره وشكره وحسن عبادته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الكبير (٤/ ٣٣٥ - ٣٣٦)، والدعاء (٦٣١) من طريق سليمان بن عبد الرحمن، ثنا إسماعيل بن عياش، حدثني محمد بن يزيد الرحبي، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن شداد بن أوس فذكره.
وإسناده حسن من أجل إسماعيل بن عياش فإنه صدوق في روايته عن أهل الشام، وهذه منها فإن محمد بن يزيد الرحبي شامي دمشقي، وهو أيضا حسن الحديث فقد روى عنه جماعة وذكره ابن حبان في الثقات (٩/ ٣٥)، وذكره أبو زرعة الدمشقي في «تسمية نفر ذوي إسناد وعلم» انظر: تاريخ دمشق (٥٦/ ٢٧٤ - ٢٧٦).
ورواه الترمذي (٣٤٠٧) من طريق سفيان (هو الثوري) -وأحمد (١٧١٣٣) عن يزيد بن هارون- كلاهما عن أبي مسعود الجريري، عن أبي العلاء بن الشخير، عن رجل من بني حنظلة، عن شداد ابن أوس فذكر نحوه.
وفي لفظ أحمد: «وكان رسول الله ﷺ يعلمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا أو قال: في دبر صلاتنا» ثم ذكر الدعاء بنحوه.
وفي إسناده رجل من بني حنظلة كما عند الترمذي أو الحنظلي كما عند أحمد ولا مغايرة بينهما وهو مبهم لا يعرف.
ورواه النسائي (١٣٠٤)، وابن حبان (١٩٧٤) كلاهما من طريق حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن شداد بن أوس أن رسول الله ﷺ كان يقول في صلاته: «اللهم! إني أسألك ... فذكر الحديث.
وفيه انقطاع أبو العلاء هو يزيد بن عبد الله بن الشخير وبينه وبين شداد بن أوس رجل من بني حنظلة. وحماد بن سلمة ممن روى عن الجريري قبل الاختلاط، وللحديث طرق أخرى لا تخلو من مقال.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 603 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد

📜 حديث: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية