حديث: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب جامع في الدعاء

عن عبد الله بن مسعود أن النبي ﷺ كان يقول: «اللهم! أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».

صحيح: رواه البزار (٢٠٧٥) عن عمرو بن عبد الله الأودي، قال: نا وكيع، عن إسرائيل، وأبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله -وهو ابن مسعود-، أن النبي ﷺ كان يقول: فذكره.

عن عبد الله بن مسعود أن النبي ﷺ كان يقول: «اللهم! أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فحديثنا اليوم عن دعاء عظيم كان النبي ﷺ يكثر من قوله، يدعو به ربه أن يعينه على القيام بحق العبودية له سبحانه. وهذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود والنسائي في سننهما، وصححه الألباني.
والحديث هو عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان يقول: «اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ».
### أولاً. شرح المفردات
● اللهم: يا الله، وهو نداء لله تعالى يتضمن التضرع والابتهال.
● أَعِنِّي: ساعدني وأقدرني ووفقني.
● ذِكْرِكَ: ذكرك بالقلب واللسان، كالتسبيح والتهليل والتكبير وقراءة القرآن والدعاء.
● شُكْرِكَ: الشكر على نعمك التي لا تُعد ولا تُحصى، بالقلب واللسان والجوارح.
● حُسْنِ عِبَادَتِكَ: أداء العبادة على الوجه الأكمل، بإخلاص واتباع للسنة، بخشوع وإتقان.
### ثانيًا. شرح الحديث
هذا الدعاء النبوي العظيم يجمع أصول الدين كلها، فهو طلب للعون من الله تعالى على القيام بثلاثة أمور هي غاية خلق الإنسان:
1- على ذِكْرِكَ: الذكر هو غذاء الروح وقوت القلب. والقلب إذا غفل عن ذكر الله قسا ومرض. فالنبي ﷺ، وهو أعلم الناس بالله وأكثرهم عبادة، يسأل ربه المعونة على ذكره، لأن القلب قد يغفل والشيطان لا ييأس من صرف العبد عن ذكر ربه. فسؤال العون على الذكر يشمل دوامه، وحضور القلب فيه، والثبات عليه.
2- وَعَلَى شُكْرِكَ: الشكر هو الاعتراف بالنعمة واستخدامها في طاعة المنعم. والنعم لا تحصى، فكل نفس نعمة، وكل لحظة رحمة. فسؤال العون على الشكر يعني طلب التوفيق لاستخدام كل نعمة في مرضاة الله، والاعتراف بها، والثناء على الله بها. وأعظم الشكر أن تستخدم نعمة الله في طاعته.
3- وَعَلَى حُسْنِ عِبَادَتِكَ: هذا جامع للأمرين السابقين وغيرهما. "حسن العبادة" يتضمن أمرين عظيمين:
* الإخلاص: أن تكون العبادة خالصة لوجه الله تعالى.
* المتابعة: أن تكون العبادة موافقة لسنة النبي ﷺ.
فحسن العبادة هو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. وهي العبادة التي تريد بها وجه الله، وتؤديها على الوجه الذي شرعه رسول الله ﷺ.
فكأن النبي ﷺ يجمل في هذا الدعاء القصير سائر أمور الدين، فيسأل ربه العون على القيام بحقوقه تعالى: حق الذكر باللسان والقلب، وحق الشكر بالاعتراف والنعمة، وحق العبادة بالإخلاص والمتابعة.
### ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر
1- حاجة العبد الدائمة إلى عون ربه: إذا كان النبي ﷺ، وهو سيد الخلق وأقربهم إلى الله، يسأل ربه المعونة على الطاعة، فغيره من الناس أولى بهذا السؤال وأحوج إليه. فلا حول ولا قوة إلا بالله.
2- العبادة تحتاج إلى مجاهدة ومعونة: الطاعة والعبادة تحتاج إلى جهاد للنفس وهواها، ومقاومة للشيطان، ولا يقوى على ذلك إلا بمعونة من الله وتوفيقه.
3- شمولية الدعاء لأصول العبادة: جمع هذا الدعاء بين أصول العبودية: الذكر (حق الله على لسان العبد وقلبه)، والشكر (حق الله على جوارح العبد باستخدام النعم في الطاعة)، وحسن العبادة (وهو الإتيان بها على الوجه الأكمل).
4- تعليم الأمة كيفية الدعاء: النبي ﷺ يعلمنا أن نطلب من الله أسباب الهداية والتوفيق قبل أن نطلب منه تحقيق الغايات. فنسأله العون على الطاعة قبل أن نسأله الثواب.
5- الحرص على الدعاء الجامع: ينبغي للمسلم أن يحرص على الأدعية النبوية الجامعة، فهي أوفق للقبول وأشمل للمعاني.
### رابعًا. معلومات إضافية مفيدة
* فضل هذا الدعاء: من داوم على هذا الدعاء مع صدق في الطلب، فإن الله سيعينه على ذكره وشكره وحسن عبادته، فيوفق للطاعة وييسر له أسبابها.
* مواضع الدعاء به: يمكن للمسلم أن يدعو به في صلاته،特别是在 السجود، وفي أوقات الإجابة كآخر الليل، وبين الأذان والإقامة، وعقب الصلوات.
* الاقتداء بالنبي ﷺ: ينبغي للمسلم أن يحرص على الاقتداء بالنبي ﷺ في كل شيء، حتى في أدعيته، فهي أفضل الأدعية وأكملها.
أسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار (٢٠٧٥) عن عمرو بن عبد الله الأودي، قال: نا وكيع، عن إسرائيل، وأبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله -وهو ابن مسعود-، أن النبي ﷺ كان يقول: فذكره.
وقال: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد».
قال الأعظمي: إسناده صحيح، ورجاله كلهم ثقات.
وقال الهيثمي: «رجاله رجال الصحيح غير عمرو بن عبد الله الأودي وهو ثقة» (مجمع الزوائد ١٠/ ١٧٢).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 606 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

  • 📜 حديث: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب