إن استطعت أن تسجد على الأرض وإلا فأومئ إيماءً

حديث: إن استطعت أن تسجد على الأرض وإلا فأومئ إيماءً

عن ابن عمر قال: عاد رسول الله ﷺ رجلًا من أصحابه مريضًا، وأنا معه فدخل عليه وهو يُصَلِّي على عود، فوضع جبهته على العود، فأومأ إليه فطرح العود، وأخذ وسادةً، فقال له رسول الله ﷺ: «دعها عنك إن استطعت أن تسجد على الأرض وإلا فأومئ إيماءً، واجعل سجودك أخفض من ركوعك».

حسن: رواه الطبراني في «الكبير» (١٢/ ٢٦٩، ٢٧٠) عن عبد الله بن أحمد، قال: حدثني شباب
العصفري، ثنا سهل أبو عتاب، ثنا حفص بن سليمان، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن ابن عمر، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه ابن عمر رضي الله عنهما، وفيه فوائد عظيمة تتعلق بصفة الصلاة والسجود فيها، وسأشرحه لكم وفق الخطوات المطلوبة:

1. شرح المفردات:

● عاد: زار المريض لمواساته والدعاء له.
● عُود: هنا يعني قطعة خشب أو لوح صغير كان يصلي عليه.
● أومأ إليه: أشار إليه برأسه أو يده.
● طرح العود: ألقاه جانبًا.
● وسادة: شيء مَرِفُوعٌ ومُيَسَّرٌ للسجود عليه.
● أومئ إيماءً: أن تُشير برأسك عند السجود إذا لم تستطع السجود كاملًا.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم حينما عاد رجلاً من الصحابة كان مريضًا، فوجده يصلي على عود (لوح خشبي) واضعًا جبهته عليه، فأشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يترك هذا العود، فألقاه الرجل وأخذ وسادة ليسجد عليها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اترك الوسادة أيضًا إن استطعت أن تسجد على الأرض مباشرة، فإن لم تستطع فأومئ بالسجود برأسك، ولكن اجعل الإيماء في السجود أخفض من الإيماء في الركوع.

3. الدروس المستفادة منه:

● وجوب السجود على الأرض مباشرة إن أمكن: لأن السجود على الأرض هو الأصل في الصلاة، لما فيه من الخشوع والتذلل لله تعالى.
● التيسير على المريض: الرخصة للمريض الذي لا يستطيع السجود كاملًا أن يومئ برأسه، ولكن يشترط أن يكون سجوده أخفض من ركوعه.
● حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم أصحابه: حتى في لحظة عيادة المريض كان يعلمهم أحكام الصلاة.
● الأفضلية في السجود على الأرض: وعدم رفع الوجه عن الأرض ما أمكن، إلا لعذر.
● التدرج في الرخصة: بأن يبدأ بالأفضل (السجود على الأرض)، فإن لم يستطع فالسجود على شيء مرتفع قليلاً، فإن لم يستطع فأيماء بالسجود.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدل على أن السجود يجب أن يكون على الأرض أو ما ينبت منها، كالحصير والخُمرة، ما لم يكن هناك عذر.
- الإيماء في الصلاة للمريض يكون برأسه، ويجعل سجوده أخفض من ركوعه؛ لأن السجود هو أقصى ما يكون من الخضوع لله تعالى.
- الفقهاء استدلوا بهذا الحديث على أن من لا يستطيع السجود كاملًا يجب أن يجعل إيماءه في السجود أخفض من الركوع.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في «الكبير» (١٢/ ٢٦٩، ٢٧٠) عن عبد الله بن أحمد، قال: حدثني شباب
العصفري، ثنا سهل أبو عتاب، ثنا حفص بن سليمان، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن ابن عمر، فذكره.
وإسناده حسن من أجل شباب -وهو خليفة بن خياط العصفري أبو عمرو البصريّ- وشباب لقبه، مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وشيخه سهل هو ابن حماد البصري أبو عتّاب «صدوق» كما في «التقريب».
وحفص بن سليمان هو المنقري التميمي البصريّ، «ثقة» كما في «التقريب».
لكن خلّط الهيثمي بينه وبين غيره فقال في «المجمع» (٢/ ١٤٨): «هو متروك، واختلفت الرواية عن أحمد في توثيقه، والصحيح أنه ضعّفه».
والصواب أنه لم يضعّف المنقري، بل قال: «هو صالح» وإنما اختلفت روايته في حفص بن سليمان الأسدي الغاضري وهو ضعيف باتفاق أهل العلم. وقال في «التقريب»: «متروك الحديث مع إمامته في القراءة».
وأمَّا ما رُوي عن علي بن أبي طالب، عن النبي ﷺ أنه قال: «يُصلي المريض قائمًا إن استطاع، فإن لم يستطع صلى قاعدًا، فإن لم يستطع أن يسجد أومأ، وجعل سجوده أخفض من ركوعه، فإن لم يستطع أن يُصلي قاعدًا صلَّى على جنبه الأيمن مستقبل القبلة، فإن لم يستطع أن يُصلي على جنبه الأيمن صلي مستلقيًا رجلاه مما تلى القبلة».
فهو ضعيف، رواه الدارقطني (٢/ ٤٢) من طريق الحسين بن زيد بن الحكم الجبري، ثنا حسن ابن حسين العُرني، ثنا حسين بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن حسين، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب فذكره.
وفيه حسن بن حسين العُرني قال ابن عدي: «له أحاديث مناكير، ولا يُشبه حديثه حديث الثقات»، وقال ابن كثير: «هو شيعي ضعيف». «إرشاد الفقيه» (١/ ١٨٠).
وفيه أيضًا حسين بن زيد ضعَّفه ابن معين وغيره، يقول ابن عدي: «وأرجو أنه لا بأس به، إلا أني وجدتُ في حديثه النكرةَ».
وقال النووي: «هذا حديث ضعيف».
وكذلك لا يصح ما رُوي عن جابر أن النبي ﷺ عاد مريضًا، فرآه يصلي على وسادة، فأخذها فرمي بها، وأخذ عودًا ليصلي عليه فأخذه فرمي به، وقال: «صلِّ على الأرض إن استطعت وإلا فأومئ إيماءً، واجعل سجودَك أخفض من ركوعك» رواه البزار «كشف الأستار» (٥٦٨) والبيهقي (٢/ ٣٠٦) من طريق أبي بكر الحنفي، ثنا سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر فذكر الحديث.
وقد سُئل أبو حاتم عن هذا الحديث فقال: الصواب عن جابر موقوف، ورفعه خطأ، قيل له: فإن أبا أسامة قد روي عن الثوري هذا الحديث مرفوعًا، فقال: ليس بشيء».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1217 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن استطعت أن تسجد على الأرض وإلا فأومئ إيماءً

📜 حديث: إن استطعت أن تسجد على الأرض وإلا فأومئ إيماءً

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إن استطعت أن تسجد على الأرض وإلا فأومئ إيماءً

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إن استطعت أن تسجد على الأرض وإلا فأومئ إيماءً

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إن استطعت أن تسجد على الأرض وإلا فأومئ إيماءً

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية