حديث: من صلى نائما فله نصف أجر القاعد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب صلاة المريض

عن عمران بن حصين -وكان مَبْسورًا- قال: سألت رسول الله ﷺ عن صلاة الرجل قاعدًا فقال: «إن صلَّى قائمًا فهو أفضل، ومن صلى قاعدًا، فله نصف أجر القائم، ومن صلَّى نائمًا فله نصف أجر القاعد».
وفي رواية قال: كانت بي بواسير، فسألت النبي ﷺ عن الصلاة فقال: «صَلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب».

صحيح: رواه البخاري في تقصير الصلاة (١١١٦، ١١١٧) من طرق عن حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن عمران بن حصين فذكره.

عن عمران بن حصين -وكان مَبْسورًا- قال: سألت رسول الله ﷺ عن صلاة الرجل قاعدًا فقال: «إن صلَّى قائمًا فهو أفضل، ومن صلى قاعدًا، فله نصف أجر القائم، ومن صلَّى نائمًا فله نصف أجر القاعد».
وفي رواية قال: كانت بي بواسير، فسألت النبي ﷺ عن الصلاة فقال: «صَلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من حديث نبيه الكريم.
الحديث الشريف:
عن عمران بن حصين رضي الله عنه -وكان مَبْسورًا (أي مصابًا بمرض البواسير)- قال: سألت رسول الله ﷺ عن صلاة الرجل قاعدًا فقال: «إن صلَّى قائمًا فهو أفضل، ومن صلى قاعدًا، فله نصف أجر القائم، ومن صلَّى نائمًا فله نصف أجر القاعد».
وفي رواية قال: كانت بي بواسير، فسألت النبي ﷺ عن الصلاة فقال: «صَلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب».


الشرح المفصل:



# 1. شرح المفردات:


● مَبْسورًا: المصاب بمرض "البواسير"، وهو مرض مؤلم في منطقة المقعدة يجعل القيام للصلاة شاقًا.
● قائمًا: واقفًا على قدميه، وهي الهيئة الأصلية لأداء الفريضة.
● قاعدًا: جالسًا على أي هيئة من هيئات الجلوس.
● نائمًا: مضطجعًا على جنبه، وهي أدنى هيئة للصلاة عند العجز.


# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن الحديث الشريف حكم الصلاة في حالات العجز عن القيام، حيث سأل الصحابي الجليل عمران بن حصين رضي الله عنه النبي ﷺ عن صلاة المريض الذي لا يستطيع القيام، فأجابه النبي ﷺ بأن الصلاة قائمًا هي الأصل والأفضل، لكن إن عجز المسلم عن القيام بسبب مرض أو غيره، فله أن يصلي جالسًا، ويحصل على نصف أجر الصلاة قائمًا. وإن عجز عن الجلوس، فله أن يصلي مضطجعًا (نائمًا على جنبه)، ويحصل على نصف أجر الصلاة جالسًا.
والرواية الثانية توضح التدرج في الرخصة: يبدأ المسلم بالصلاة قائمًا، فإن لم يستطع فقاعدًا، فإن لم يستطع فعلى جنب.


# 3. الدروس المستفادة والفقهية:


● مراعاة حال المكلف: من رحمة الإسلام ويسره أن رخّص للمريض والعاجز أن يصلي على حسب طاقته، فالتكليف بما لا يطاق منفي في الشريعة الإسلامية. قال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286].
● تفاضل الأجر بحسب المشقة: الأجر على قدر المشقة والتعب، فالصلاة قائمًا فيها مشقة أكثر، فأجرها أعلى، والصلاة قاعدًا فيها مشقة أقل، فأجرها نصف أجر القائم، وهكذا.
● التدرج في الرخصة: يجب على المسلم أن يجتهد في أداء الصلاة على أكمل وجه يقدر عليه، فلا ينتقل إلى صفة أيسر إلا عند العجز الحقيقي عن الأولى.
● صحة الصلاة في جميع الأحوال: الصلاة واجبة في كل حال، ولا تسقط عن المسلم مهما بلغ مرضه أو عجزه، بل يؤديها على حسب استطاعته.
● الحديث دليل على مشروعية الصلاة قاعدًا أو مضطجعًا: وهذا بإجماع العلماء، وهو من رحمة الله بعباده.


# 4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم من صلى قاعدًا مع قدرته على القيام: صلاته صحيحة ولكنها مكروهة لأنه ترك الأفضل، وعليه الإعادة إذا كان متعمدًا بلا عذر.
● كيفية الصلاة جالسًا: يصلي الجالس مثل القائم في كل شيء، لكن بركوع وسجود بالإيماء إن لم يستطع الانحناء تمامًا.
● كيفية الصلاة مضطجعًا: يصلي بالإيماء برأسه، ويجعل سجوده أخفض من ركوعه إن أمكن.
● المرجع في تقدير العجز: المريض نفسه هو الذي يقدّر قدرته، فإن كان صادقًا مع الله فالله تعالى يعامله بفضله ورحمته.


الخلاصة:


الحديث الشريف يوضح يسر الإسلام ومرونته، ورحمة الله بعباده حيث شرع لهم من الرخصة عند الحاجة ما يحفظ عليهم أداء العبادة مع الحفاظ على أجرها بقدر الاستطاعة. وفيه حث على أن يجتهد المسلم في أداء العبادة على أكمل وجه ممكن، ولا يترك الأفضل إلا عند العذر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في تقصير الصلاة (١١١٦، ١١١٧) من طرق عن حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن عمران بن حصين فذكره.
قال البخاري: نائمًا عندي مضطجعًا هاهنا.
وقوله: سألت النبي ﷺ عن الصلاة -يقصد به صلاة المريض-، لأنه كان مبسورًا، وقد جاء تصريح ذلك في رواية الترمذي (٣٧٢) قال: سألت رسول الله ﷺ عن صلاة المريض فذكر الحديث.
قوله: «إن صلى قائمًا فهو أفضل«محمول على صلاة التطوع، لأن أداء الفرائض قاعدًا مع القدرة على القيام لا يجوز.
وقوله: «فإن لم يستطع فعلى جنب«محمول على صلاة المريض غير القادر على القيام، وهذا لا نقصان لأجره إن شاء الله تعالي.
قال سفيان الثوري في هذا الحديث: «من صلى جالسًا فله نصف أجر القائم«قال: هذا للصحيح، ولمن ليس له عذر»يعني في النوافل«فأما من كان له عذر من مرض أو غيره فصلي جالسًا فله مثل أجر القائم». انظر: الترمذي (٢/ ٢١٠).
قال الأعظمي: ويشهد له ما ثبت في صحيح البخاري (٢٩٩٦) من حديث أبي موسى مرفوعًا: «إذا مرض العبد، أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا». انظر للمزيد: «المنة الكبري» (٢/ ١٥٩ - ١٦٣).
قال الحافظ في الفتح (٢/ ٥٨٨): «استدل به من قال: لا ينتقل المريض إلى القعود إلا بعد عدم القدرة على القيام. وقد حكاه عياض عن الشافعي. وعن مالك وأحمد وإسحاق: لا يشترط العدم، بل وجود المشقة. والمعروف عند الشافعية أن المراد بنفي الاستطاعة وجود المشقة الشديدة بالقيام، أو خوف زيادة المرض، أو الهلاك، ولا يكتفي بأدني مشقة. ومن المشقة الشديدة دوران الرأس في حق راكب السفينة، وخوف الغرق إن صلى قائمًا فيها» انتهى.
وقال: «ويدل للجمهور حديث ابن عباس عند الطبراني بلفظ: «يصلي قائمًا، فإن نالته مشقة فجالسًا، فإن نالته مشقة صلي نائمًا«الحديث فاعتبر في الحالين وجود المشقة ولم يفرق» انتهي.
قال الأعظمي: حديث الطبراني في «الأوسط» (٤٠٠٩) عن علي بن سعيد الرازي، قال: حدثنا محمد ابن يحيى بن فياض الزماني، قال: حدثنا حُليس بن محمد الضُّبعي، قال: حدثنا ابن جريج، عن عطاء ونافع، عن ابن عباس مرفوعًا.
وتتمة الحديث: «يومئُ برأسه، فإن نالته مشقة سبَّح».
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا جليس، تفرد به محمد بن يحيى بن فياض».
قال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ١٤٩) بعد أن نقل كلام الطبراني: ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات».
قال الحافظ في: التلخيص (١/ ٢٢٧): «في إسناده ضعف» وسكت عليه في الفتح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1214 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من صلى نائما فله نصف أجر القاعد

  • 📜 حديث: من صلى نائما فله نصف أجر القاعد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من صلى نائما فله نصف أجر القاعد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من صلى نائما فله نصف أجر القاعد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من صلى نائما فله نصف أجر القاعد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب