حديث: من استطاع أن يسجد فليسجد ومن لم يستطع فأومئ برأسه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب صلاة المريض

عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «من استطاع منكم أن يسجد فليسجدْ، ومن لم يستطعْ فلا يرفعْ إلى جبهِته شيئًا يسجُد عليه، ولكن ركوعُه وسجوده يؤمِئُ برأسه».

حسن: رواه الطبراني في الأوسط (٧٠٨٥) عن محمد بن عبد الله بن بكر، قال: حدثنا سُريج بن يُونس، قال: حدثنا قُرَّان بن تَمام، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع فذكره.

عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «من استطاع منكم أن يسجد فليسجدْ، ومن لم يستطعْ فلا يرفعْ إلى جبهِته شيئًا يسجُد عليه، ولكن ركوعُه وسجوده يؤمِئُ برأسه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأشرح لكم هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث:


عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْجُدَ فَلْيَسْجُدْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلَا يَرْفَعْ إِلَى جَبْهَتِهِ شَيْئًا يَسْجُدُ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ رُكُوعُهُ وَسُجُودُهُ يُومِئُ بِرَأْسِهِ».


1. شرح المفردات:


* اسْتَطَاعَ: قدرَ واستطاعة، أي تَمَكَّنَ جسديًّا من أداء السجود على الأرض.
* فَلْيَسْجُدْ: فليضع جبهته على الأرض في موضع السجود كما هو مفروض.
* فَلَا يَرْفَعْ إِلَى جَبْهَتِهِ شَيْئًا: أي لا يضع تحت جبهته وسادة أو لوحًا أو أي شيء آخر ليرفعه عن الأرض ليسجد عليه.
* يُومِئُ بِرَأْسِهِ: أي يُشير برأسه إيماءً، بحيث يكون انحناءه في السجود أخفض من انحناءه في الركوع.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يوجه النبي ﷺ في هذا الحديث من يعاني من عذر يمنعه من السجود كاملاً على الأرض (كمرض أو جرح أو خوف)، فيأمر من كان قادرًا على السجود بأن يسجد سجودًا كاملاً كما هو مفروض، ولا يتكاسل.
أما من لم يستطع السجود على الأرض لعذر شرعي، فإن النبي ﷺ ينهيه عن أن يرفع شيئًا إلى جبهته (كوسادة أو منصة) ليسجد عليه، لأن هذا يشبه فعل من يتكلف ما ليس عليه، وقد يكون فيه نوع من الرياء أو مخالفة هيئة الصلاة المشروعة. بل الواجب عليه أن يصلي قائمًا، فإذا جاء وقت الركوع والسجود فإنه يؤمي برأسه إيماءً، بحيث يجعل إيماءه في السجود أخفض من إيماءه في الركوع.


3. الدروس المستفادة والفقه فيه:


1- التيسير ورفع الحرج: الحديث من أعظم الأدلة على يسر الشريعة الإسلامية ورفعها للحرج عن المكلفين، فمن عجز عن هيئة من هيئات الصلاة أتى بما يقدر عليه، ويكون ذلك مجزئًا له.
2- حكم صلاة العاجز: من عجز عن السجود على الأرض لعذر، فإن صلاته صحيحة بإيمائه برأسه، ولا يجب عليه أن يسجد على وسادة أو كرسي. وهذا هو مذهب جمهور العلماء.
3- الأفضلية للفعل الكامل: يستفاد من قوله ﷺ: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْجُدَ فَلْيَسْجُدْ» أن الأفضل والأكمل هو أداء الصلاة على هيئتها الكاملة دون نقص، لمن قدر على ذلك.
4- النّهي عن رفع الشيء للجبهة: النهي هنا للكراهة التنزيهية وليس للتحريم عند большин العلماء، والكراهة لأمرين:
* مشابهة المتكلفين: حيث قد يُظن به أنه يتكلف ما ليس في وسعه.
* مخالفة الهيئة الشرعية: لأن هيئة السجود الشرعية هي وضع الجبهة على الأرض، فإذا رفعها على شيء خرجت عن هذه الهيئة، بخلاف الإيماء بالرأس فإنه هوئة العاجز الشرعية.
5- مراتب العجز: يفهم من الحديث أن العجز على درجتين:
* عجز كلي: كمن لا يستطيع النزول إلى الأرض إطلاقًا، فهذا يصلي جالسًا ويومئ برأسه للركوع والسجود.
* عجز عن السجود فقط مع القدرة على القيام والركوع: وهذا يحكم له بحكم العاجز، فيومئ للسجود.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* مخرج الحديث: رواه الإمام أحمد في مسنده، والبيهقي في السنن الكبرى، وهو حديث صحيح بشواهده.
* الفرق بين إيماء الركوع وإيماء السجود: يجب على المصلي أن يجعل إيماء السجود أخفض من إيماء الركوع، تمييزًا بين الهيئتين وإقامةً لروح الصلاة.
* حكم من يسجد على حاجز (ككرسي الصلاة): إذا كان العاجز لا يستطيع السجود على الأرض إطلاقًا، فله أن يسجد على كرسي أو منصة تكون في مستوى وجهه وهو جالس، وهذا جائز ولا حرج فيه، خاصة إذا كان الإيماء بالرأس لا يحقق معنى السجود عنده أو يشق عليه. والحديث النهي عن أن يرفع هو الشيء إلى جبهته، أما إذا كان جالسًا على كرسي وسجد على حاجز أمامه فهو متوجه إلى الأرض، وهذا أهون من رفع شيء خاص للجبهة. والأمر فيه سعة، والمقصود هو أداء الصلاة على أفضل وجه ممكن مع عدم المشقة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الأوسط (٧٠٨٥) عن محمد بن عبد الله بن بكر، قال: حدثنا سُريج بن يُونس، قال: حدثنا قُرَّان بن تَمام، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع فذكره.
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن عبيدالله بن عمر إلا قُرَّان بن تمَّام، تفرد به سُريج بن يونس».
قال الأعظمي: قُرَّان -بضم أوله، وتشديد الراء- ابن تمَّام الأسدي الكوفي وثقه أحمد وابن معين والدارقطني، وذكره ابن حبان في الثقات فمثله يحسن حديثه.
ولا يضر تفرد سُريج بن يونس، وهو أبو الحارث البغدادي فإنه ثقة عابد من رجال الشيخين، ولذا قال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ١٤٩): «ورجاله موثقون، ليس فيهم كلام يضر».
ولا يُعل هذا ما جاء عن ابن عمر موقوفًا، رواه مالك وجماعة عن نافع، لأن هذا لا يمنع من صحة الرفع، لأن رواته ثقات.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1216 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من استطاع أن يسجد فليسجد ومن لم يستطع فأومئ برأسه

  • 📜 حديث: من استطاع أن يسجد فليسجد ومن لم يستطع فأومئ برأسه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من استطاع أن يسجد فليسجد ومن لم يستطع فأومئ برأسه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من استطاع أن يسجد فليسجد ومن لم يستطع فأومئ برأسه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من استطاع أن يسجد فليسجد ومن لم يستطع فأومئ برأسه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب