حديث: من رأى منكم رؤيا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل الخلفاء الثلاثة: أبي بكر، وعمر، وعثمان

عن أبي بكرة أن النبي ﷺ قال ذات يوم: «من رأى منكم رؤيا؟». فقال رجل: أنا رأيت كأن ميزانًا نزل من السماء، فوُزنت أنت وأبو بكر، فرجحت أنت بأبي بكر، ووُزن أبو بكر وعمر، فرجح أبو بكر، ووُزن عمر وعثمان، فرجح عمر، ثم رفع الميزان، فرأينا الكراهية في وجه رسول الله ﷺ.

حسن: رواه أبو داود (٤٦٣٤)، والترمذي (٢٢٨٧)، والنسائي في الكبرى (٨٠٨٠)، والحاكم (٣/ ٧٠ - ٧١)، (٤/ ٣٩٣ - ٣٩٤) كلهم من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثنا أشعث بن
عبد الملك الحمراني، عن الحسن، عن أبي بكرة فذكره.

عن أبي بكرة أن النبي ﷺ قال ذات يوم: «من رأى منكم رؤيا؟». فقال رجل: أنا رأيت كأن ميزانًا نزل من السماء، فوُزنت أنت وأبو بكر، فرجحت أنت بأبي بكر، ووُزن أبو بكر وعمر، فرجح أبو بكر، ووُزن عمر وعثمان، فرجح عمر، ثم رفع الميزان، فرأينا الكراهية في وجه رسول الله ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
الحديث الذي ذكر حديث صحيح، رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهم، وهو حسن.
شرح الحديث:
* المفردات:
* رأى منكم رؤيا: سأل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عمن رأى حلماً صالحاً صادقاً، وكان الصحابة يهتمون بالرؤيا الصالحة ويقصونها على النبي صلى الله عليه وسلم لتأويلها.
* ميزانًا نزل من السماء: الميزان هنا حقيقي، وهو من ميزان الحق والعدل الذي يوزن به الأعمال يوم القيامة، وهو من أمور الغيب التي يجب الإيمان بها. ونزوله من السماء إشارة إلى عظمته ومصدره الإلهي.
* فرجحت أنت بأبي بكر: أي أن وزن أعمال النبي صلى الله عليه وسلم كان أثقل وأرجح من وزن أعمال أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
* فرأينا الكراهية في وجه رسول الله ﷺ: أي ظهرت علائم الاستياء وعدم الرضى على وجهه الشريف صلى الله عليه وسلم.
* شرح الحديث إجمالاً:
قص أحد الصحابة على النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا رأها، وفيها أنه رأى ميزاناً ينزل من السماء، فتم وزن أعمال النبي صلى الله عليه وسلم مع أعمال أبي بكر رضي الله عنه، فكانت أعمال النبي صلى الله عليه وسلم أرجح. ثم وزن أبي بكر مع عمر، فرجح أبو بكر. ثم وزن عمر مع عثمان، فرجح عمر رضي الله عنهما. ثم رفع الميزان.
فكره النبي صلى الله عليه وسلم هذه الرؤيا واستاء لها، وظهر ذلك على وجهه الكريم.
* سبب كراهية النبي صلى الله عليه وسلم للرؤيا:
هذا هو لب الحديث وأهم دلالاته. لقد كره النبي صلى الله عليه وسلم هذه الرؤيا لعدة أسباب عظيمة منها:
1- خوفه على الأمة من المفاضلة بين الصحابة: خشي صلى الله عليه وسلم أن يفهم من هذه الرؤيا تفضيل بعض الصحابة على بعض بشكل يولد الحقد أو الحسد في النفوس، أو يسبب الفرقة بين المسلمين. فأراد أن يقطع الطريق على أي محاولة للتقليل من شأن أي صحابي، وخصوصاً الخلفاء الراشدين الذين هم أفضل الأمة بعد نبيها.
2- تحذير الأمة من الخوض في فضائل الصحابة بالمقارنة: بين صلى الله عليه وسلم أن الطريق الأمثل هو محبة جميع الصحابة والاعتراف بفضلهم جميعاً، دون الخوض في المقارنات التي قد تثير الفتنة. فجميعهم خير القرون، وكلهم صحب النبي صلى الله عليه وسلم وجاهد في سبيل الله.
3- التأدب مع أصحابه الكرام: فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على مشاعر أصحابه جميعاً، ولا يحب أن يُذكر فضل أحد أمام الآخر ولو كان صحيحاً، حفاظاً على الأخوة الإسلامية وتماسك الصف.
* الدروس والعبر المستفادة:
1- العدل والإنصاف: يجب العدل والإنصاف في الحكم على الناس، وخصوصاً صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاعتراف بفضل الجميع.
2- الحكمة في التعامل: الحكمة من النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الموقف، حيث قدم الحفاظ على وحدة الصف وعدم إثارة الفتنة على مجرد ذكر فضيلة قد تُفهم بشكل خاطئ.
3- تقدير الصحابة جميعاً: وجوب محبة جميع صحابة النبي صلى الله عليه وسلم والترضي عنهم، والاعتقاد بأنهم أفضل الأمة بعد نبيها، والكف عن الخوض في مثالبهم أو المقارنة بينهم بما يثير الفتنة.
4- حسن الظن بالصحابة: أن نحمّل أفعال الصحابة وأقوالهم أحسن المحامل، ونعتقد أنهم مجتهدون مأجورون أجراً أو أجرين.
5- الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في أدبه وحكمته: فهو القدوة في كل شيء، حتى في كيفية التعامل مع الأخبار والرؤى التي قد يكون لها تأثير اجتماعي.
* فوائد إضافية:
* الحديث لا ينفي فضل عثمان رضي الله عنه، بل هو من العشرة المبشرين بالجنة، وله من الفضائل العظيمة ما يطول ذكره. ولكن الرؤيا كانت في سياق معين، وكره النبي صلى الله عليه وسلم ذكر التفضيل المباشر.
* يؤكد الحديث على عقيدة الميزان يوم القيامة، وأن الأعمال توزن، وهي عقيدة صحيحة يجب الإيمان بها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٦٣٤)، والترمذي (٢٢٨٧)، والنسائي في الكبرى (٨٠٨٠)، والحاكم (٣/ ٧٠ - ٧١)، (٤/ ٣٩٣ - ٣٩٤) كلهم من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثنا أشعث بن
عبد الملك الحمراني، عن الحسن، عن أبي بكرة فذكره.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين».
وتبعه الذهبي بقوله: «أشعث هذا ثقة لكن ما احتجا به».
وقال الحاكم في موضع آخر: «هذا حديث صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: رجاله ثقات إلا أن الحسن البصري مدلس، وقد عنعن إلا أن له طريقا آخر، رواه أبو داود (٤٦٣٥)، وأحمد (٢٠٤٤٥) كلاهما من طريق حماد بن سلمة، حدثنا علي بن زيد، عن عبد الرحمن ابن أبي بكرة، عن أبيه نحوه، وزاد في آخره: فقال: «خلافة نبوة، ثم يؤتي الله الملك من يشاء».
وعلي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف. وأحدهما يقوي الآخر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 219 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من رأى منكم رؤيا

  • 📜 حديث: من رأى منكم رؤيا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من رأى منكم رؤيا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من رأى منكم رؤيا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من رأى منكم رؤيا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب