من أحبني فليحب الحسن والحسين

حديث: من أحبني فليحب الحسن والحسين

عن عبد الله بن مسعود قال: كان رسول الله ﷺ يصلي، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا منعوهما أشار إليهم أن دعوهما، فلما قضى الصلاة وضعهما في حجره فقال: «من أحبني فليحب هذين».

حسن: رواه النسائي في الكبرى (٨١١٤)، وصحّحه ابن خزيمة (٨٨٧) - والسياق له -، وابن حبان (٦٩٧٠)، والطبراني في الكبير (٣/ ٤٠) كلهم من طرق عن عاصم (هو ابن بهدلة)، عن زر (هو ابن حبيش)، عن عبد الله فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أسعد بشرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي يرويه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه، وصححه الألباني.

الحديث:

الشرح:

# 1. شرح المفردات:

● وثرا: أي قفزا وطلعا.
● منعوهما: حاول المصلون منعهما أو إبعادهما.
● أشار إليهم: حرك يده أو رأسه إشارة بدون كلام.
● دعوهما: اتركوهما وشأنهما.
● قضى الصلاة: أنهى صلاته.
● حجره: حضنه أو ما بين يديه.

# 2. شرح الحديث:

يصور لنا هذا الحديث المشهد العاطفي الجميل أثناء صلاة النبي ﷺ، حيث كان حفيداه الحسن والحسين -وهما صغيران- يلعبان ويقفزان على ظهره الشريف وهو ساجد بين يدي ربه. وعندما حاول بعض الصحابة منعهما حرصاً على خشوع الصلاة، أشار لهم النبي ﷺ أن يتركوهما ولا يمنعوهما. وبعد انتهاء الصلاة، احتضنهما النبي ﷺ وقال كلمته المشهورة: «من أحبني فليحب هذين».

# 3. الدروس المستفادة منه:

● رفق النبي ﷺ وحلمه: حيث لم يغضب من تصرف الطفلين بل سمح لهما باللعب وهو في أقدس حالاته بين يدي ربه.
● مراعاة أحوال الصغار: فهم غير مكلفين ولا يؤاخذون على تصرفاتهم.
● جواز اللعب في المسجد: ما دام لا يؤذي المصلين ولا يشوش عليهم.
● مكانة أهل البيت: حيث حث النبي ﷺ على محبة الحسن والحسين وهما من أهل بيته.
● التوازن بين العبادة والمعاملة: فمع خشوعه في الصلاة لم ينس الرفق بالصغار.
● التيسير ورفع الحرج: في التعامل مع المواقف غير المتوقعة في الصلاة.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث من أدلة محبة النبي ﷺ لأهل بيته وخاصة حفيديه.
- يبين الحديث كيف كان النبي ﷺ قدوة في الرحمة والرفق بالصغار.
- فيه دليل على عظم منزلة الحسن والحسين عند الله ورسوله.
- يستفاد منه أن المشغلات الدنيوية لا تبطل الصلاة إذا كانت يسيرة ولم تتسبب في الإخلال بأركانها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي في الكبرى (٨١١٤)، وصحّحه ابن خزيمة (٨٨٧) - والسياق له -، وابن حبان (٦٩٧٠)، والطبراني في الكبير (٣/ ٤٠) كلهم من طرق عن عاصم (هو ابن بهدلة)، عن زر (هو ابن حبيش)، عن عبد الله فذكره.
وإسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة فإنه مختلف فيه إلا أنه حسن الحديث إذا لم يخالف ولم يأت بما ينكر عليه.
وفي الباب عن علي بن أبي طالب أن رسول الله ﷺ أخذ بيد حسن وحسين فقال: «من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة».
رواه الترمذي (٢٧٣٣)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (٥٧٦) كلاهما عن نصر بن علي الجهضمي الأزدي، أخبرني علي بن جعفر بن محمد بن علي، حدثني أخي موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده علي بن أبي طالب فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث جعفر بن محمد إلا من هذا الوجه.
وهو كذلك فإن علي بن جعفر بن محمد العلوي لا يعرف فيه جرح ولا تعديل لذا قال فيه الحافظ: «مقبول» يعني إذا توبع وإلا فلين الحديث، ولم أجد له متابعا وذكره الذهبي في السير (٣/ ٢٥٤) وقال: «إسناده ضعيف، والمتن منكر».
وفي الباب عن زيد بن أرقم أن رسول الله ﷺ قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين: «أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم».
رواه الترمذي (٣٨٧٠)، وابن ماجه (١٤٥)، وابن حبان (٦٩٧٧) كلهم من طريق أسباط بن نصر الهمداني، عن السدي، عن صُبيح مولى أم سلمة، عن زيد بن أرقم قال: فذكره.
وقال الترمذي: «هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه، وصبيح مولى أم سلمة ليس بمعروف».
وهو كما قال فإن صبيحا مولى أم سلمة لم يوثّقه أحد غير ابن حبان فإنه ذكره في ثقاته على قاعدته في توثيق من لم يوجد فيه جرح.
وفي معناه ما روي عن أسامة بن زيد أنه قال: طرقت النبي ﷺ ذات ليلة في بعض الحاجة فخرج النبي ﷺ وهو مشتمل على شيء لا أدري ما هو، فلما فرغت من حاجتي. قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ فكشفه فإذا حسن وحسين على وركيه، فقال: «هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم! إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما».
رواه الترمذي (٣٧٦٩)، والبزار (٢٥٨٠)، وصحّحه ابن حبان (٦٩٦٧) كلهم من طريق موسى بن يعقوب الزمعي، عن عبد الله بن أبي بكر بن زيد المهاجر، أخبرني مسلم بن أبي سهل النبال، أخبرني الحسن بن أسامة بن زيد، أخبرني أبي أسامة بن زيد فذكره.
وعبد الله بن أبي بكر قال ابن المديني: «مجهول» ولم يوثّقه غير ابن حبان على قاعدته في توثيق من لم يعرف فيه جرح، ومسلم النبال، والحسن بن أسامة قال عنهما الحافظ ابن حجر: «مقبول» أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث، ولم أجد لهما متابعا.
لذا أعله ابن المديني فقال: «حديث الحسن بن أسامة حديث مديني، رواه شيخ ضعيف منكر الحديث، يقال له: موسى بن يعقوب الزمعي من ولد عبد الله بن زمعة، عن رجل مجهول عن آخر مجهول». انظر: تهذيب الكمال (ترجمة الحسن بن أسامة).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 239 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أحبني فليحب الحسن والحسين

📜 حديث: من أحبني فليحب الحسن والحسين

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من أحبني فليحب الحسن والحسين

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من أحبني فليحب الحسن والحسين

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من أحبني فليحب الحسن والحسين

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية