حديث: هذا مني وحسين من علي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في حب النبي ﷺ للحسن والحسين

عن خالد بن معدان قال: وفد المقدام بن معديكرب وعمرو بن الأسود ورجل من بني أسد من أهل قنسرين إلى معاوية بن أبي سفيان، فقال معاوية للمقدام: أعلمت أن الحسن بن علي توفي؟ فرجع المقدام، فقال له رجل: أتراها مصيبة؟ قال له: ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله ﷺ في حجره فقال: «هذا مني وحسين من علي».

حسن: رواه أبو داود (٤١٣١)، وأحمد (١٧١٨٩)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ٢٦٩) كلهم من طرق عن بقية بن الوليد، حدثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان قال: فذكره.

عن خالد بن معدان قال: وفد المقدام بن معديكرب وعمرو بن الأسود ورجل من بني أسد من أهل قنسرين إلى معاوية بن أبي سفيان، فقال معاوية للمقدام: أعلمت أن الحسن بن علي توفي؟ فرجع المقدام، فقال له رجل: أتراها مصيبة؟ قال له: ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله ﷺ في حجره فقال: «هذا مني وحسين من علي».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهلاً وسهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا حديثٌ عظيمٌ يرويه الصحابي الجليل خالد بن معدان عن وفادة مجموعة من الصحابة، منهم المقدام بن معديكرب رضي الله عنه، إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه. وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● وفد: أي قدموا كوفد أو جماعة.
● قنسرين: منطقة معروفة في الشام.
● فرجع المقدام: أي تغير لونه وظهر عليه أثر الحزن.
● مصيبة: نكبة وحادث مؤلم.
● وضعه رسول الله ﷺ في حجره: أي أجلسه النبي ﷺ في حجره وقربه منه.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الحديث أن المقدام بن معديكرب وعمرو بن الأسود ورجلاً من بني أسد قدموا إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في الشام. فأخبر معاوية المقدام بنبأ وفاة الحسن بن علي رضي الله عنهما (وذلك في سنة 50 هـ).
فلما سمع المقدام هذا الخبر، تغير حاله وظهر عليه أثر الحزن الشديد. فتعجب رجل من هذا الحزن وقال له: أترى وفاة الحسن مصيبة؟ فأجابه المقدام مستنكراً: "وكيف لا أراها مصيبة؟!" ثم ذكر السبب العظيم لحزنه، وهو أن رسول الله ﷺ كان قد أجلس الحسن في حجره وقال عنه: «هذا مني وحسين من علي».

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- مكانة الحسن والحسين رضي الله عنهما: الحديث يبين المنزلة الرفيعة لسبطي رسول الله ﷺ، فقد قربهما النبي واختصهما بمحبة خاصة، وشبه الحسن بنفسه ﷺ تشريفاً وتكريماً.
2- فضل حب أهل بيت النبي ﷺ: حزن المقدام الشديد يدل على ما كان يكنه قلبه من محبة عظيمة لآل بيت النبوة، وهو ما أوصى به النبي ﷺ أمته في أحاديث كثيرة، مثل قوله: «أذكركم الله في أهل بيتي» رواه مسلم.
3- تقدير المصائب بمقدار فقدان الفضائل: ليست كل مصيبةٍ سواء، فمصيبة فقدان من له فضل ومنزلة عند الله ورسوله أعظم من غيرها. وفاة الحسن رضي الله عنه كانت خسارة للأمة لفضله وعلمه وسابقته.
4- الحكمة من تشبيه النبي ﷺ الحسن بنفسه: هذا التشبيه ليس تشبيهاً جسدياً، بل هو تشبيه في الخُلُق والهدي والمحبة، كما قال العلماء. فالحسن رضي الله عنه ورث كثيراً من أخلاق جده ﷺ وسماحته وحلمه.
5- الوفاء للصحابة وآل البيت: المقدام رضي الله عنه يذكرنا بموقف الوفاء والاحترام الواجب لأصحاب النبي ﷺ وأهل بيته، وضرورة نقل مناقبهم للأجيال.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● الحسن بن علي رضي الله عنهما: هو سبط رسول الله ﷺ وريحانته، وأحد سيدي شباب أهل الجنة، اشتهر بحلمه وكرمه وحسن سياسته حتى سمي "مصلح الأمة" لتنازله عن الخلافة حقناً لدماء المسلمين.
● الحديث فيه بيان لمكانة معاوية رضي الله عنه: حيث كان خليفة للمسلمين، وكان الصحابة يوفدون إليه ويحترمون ولايته.
● الحديث يدل على جواز إظهار الحزن على موت الصالحين: ولكن دون نياحة أو جزع، بل بحزن القلب مع الصبر والاحتساب.
أسأل الله أن يرزقنا محبة نبيه ﷺ وآله وصحبه، وأن يجمعنا بهم في مستقر رحمته.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤١٣١)، وأحمد (١٧١٨٩)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ٢٦٩) كلهم من طرق عن بقية بن الوليد، حدثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل بقية بن الوليد، وقد تقبل عنعنته مطلقا إذا روى عن بحير بن سعد قاله ابن عبد الهادي في تعليقه على علل ابن أبي حاتم.
وهنا قد روى عن بحير بن سعد بالتصريح وقوّى الذهبي هذا الإسناد في السير (٣/ ٢٥٨).
وقوله في الحديث: «هذا مني». يعني الحسن بن علي وذلك من باب إظهار المحبة لأن الحسن كان أكبر من الحسين، ولأنه قال فيه: «إن الله سيصلح على يديه بين فئتين عظيمتين». فقوله: «هذا مني» له مزيد من المزية.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 241 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هذا مني وحسين من علي

  • 📜 حديث: هذا مني وحسين من علي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هذا مني وحسين من علي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هذا مني وحسين من علي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هذا مني وحسين من علي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب