حديث: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في فضل علي والحسن والحسين وفاطمة

عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي ﷺ قال: نزلت هذه الآية على النبي ﷺ: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ في بيت أم سلمة فدعا النبي ﷺ فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعليٌّ خلف ظهره فجلّله بكساء، ثم قال: «اللهم! هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» قالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: «أنت على مكانك وأنت إلي خير».

حسن: رواه الترمذي (٣٢٠٥، ٣٧٨٧)، والطبري في تفسيره (١٩/ ١٠٦)، والطبراني في الكبير (٨٢٩٥)
كلهم من طريق محمد بن سليمان بن الأصبهاني، عن يحيى بن عبيد، عن عطاء بن أبي رباح، عن عمر بن أبي سلمة قال: فذكره.

عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي ﷺ قال: نزلت هذه الآية على النبي ﷺ: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ في بيت أم سلمة فدعا النبي ﷺ فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعليٌّ خلف ظهره فجلّله بكساء، ثم قال: «اللهم! هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» قالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: «أنت على مكانك وأنت إلي خير».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام الترمذي في سننه، والإمام أحمد في مسنده، وغيرهما، يرويه عمر بن أبي سلمة ربيب النبي ﷺ (وهو ابن أم سلمة من زوجها الأول، وقد تربى في بيت النبوة)، وهو يتعلق بنزول آية التطهير في سورة الأحزاب، ويبين من هم أهل البيت الذين خصهم الله بهذه المنزلة الرفيعة.

أولاً. شرح المفردات:


● ريبوب النبي ﷺ: يعني تربى في بيته وكان كالابن له.
﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾: الآية 33 من سورة الأحزاب.
● الرِّجْس: هو كل ما يستقذر من الأدناس الحسية كالخبث، والمعنوية كالشرك والفسوق والمعاصي والذنوب.
● يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا: التنظيف والتخليص من كل عيب ونقص، والتزييد في "تطهيراً" للتأكيد على كمال التنزيه.
● فجللهم بكساء: غطاهم بثوب أو عباءة.
● جلّله بكساء: غطاه بذلك الكساء.
● أنت على مكانك: أي باقية على منزلتك التي أنت فيها، وهي منزلة أمهات المؤمنين.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر عمر بن أبي سلمة أن الآية الكريمة نزلت على النبي ﷺ وهو في بيت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها. فلمّا نزلت، جمع النبي ﷺ ابنته فاطمة، وابنيها الحسن والحسين، وزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين. فأدخلهم تحت كساء (غطاء) واحد، وكان عليٌّ خلف ظهره فأدخله معهم تحت الكساء. ثم رفع النبي ﷺ يديه بالدعاء إلى الله قائلاً: «اللهم! هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا».
وهذا الفعل منه ﷺ هو بيان عملي وتطبيق مرئي لمعنى "أهل البيت" الذين عنتهم الآية، ليزيل أي التباس أو احتمال في فهم المراد منهم.
فلما رأت أم سلمة هذا المشهد العظيم، وسعت إلى أن تكون معهم في هذه الفضيلة والمنزلة، فسألت النبي ﷺ: «وأنا معهم يا رسول الله؟» فأجابها ﷺ بأدب وحكمة: «أنت على مكانك وأنت إلى خير»، أي أن لك منزلتك العظيمة كأم للمؤمنين وزوجة للنبى ﷺ، وهذا خير عظيم لك، ولكن أهل البيت في هذه الآية هم هؤلاء المخصوصون.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- بيان من هم أهل البيت: الحديث صريح في أن المراد بـ "أهل البيت" في آية التطهير هم النبي ﷺ، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين رضي الله عنهم. وهذا لا ينفي فضل بقية آل البيت من أبناء علي وفاطمة وغيرهم، ولكن الخصوصية في هذه الآية لهؤلاء الخمسة.
2- مكانة أهل البيت: الحديث يظهر عظيم منزلة هؤلاء الأطهار عند الله ورسوله، وأن الله تعالى قد اختصهم بتنزيه خاص عن كل رجس ودنس، وهو عصمتهم من الكبائر وصيانتهم من الرذائل، ورفعهم إلى أعلى درجات الطهارة المعنوية.
3- حب أهل البيت من الدين: محبة هؤلاء الأبرار وأهل بيت النبوة أجمعين من أوكد الواجبات، وهي من محبة النبي ﷺ نفسه. وقد أوصى بهم النبي ﷺ في غير ما حديث، كما في قوله: «أذكركم الله في أهل بيتي».
4- أدب الصحابة وحبهم للخير: نرى في سؤال أم سلمة رضي الله عنها حرص الصحابية الجليلة على الخير والفضيلة، وأدبها في السؤال، وأدب النبي ﷺ في الرد عليها وتطييب خاطرها وإعلامها بمنزلتها العظيمة.
5- الحكمة في البيان النبوي: استعمل النبي ﷺ أسلوباً عملياً مرئياً ليبين المعنى ويحسم المفهوم، مما يزيل الشك ويؤكد المعنى المراد.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث هو أصل ما يعرف بحديث "الكساء" الذي تتناقلته الأمة إجلالاً لأهل البيت.
- أجمع علماء أهل السنة والجماعة على تفضيل هؤلاء الأربعة (علي، فاطمة، الحسن، الحسين) واعتقاد فضلهم العظيم، مع محبتهم جميعاً والترضي عنهم، دون غلو أو تفريط.
- محبة أهل البيت لا تعني تقديسهم أو اعتقاد عصمتهم المطلقة كالأنبياء، بل هم بشر يصيبون ويخطئون، ولكن الله طهرهم تطهيراً عظيماً ورفع منزلتهم.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المحبين لأهل بيت نبيه ﷺ المحبين لهم على سنة وبصيرة، غير غالين فيهم ولا جافين عنهم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣٢٠٥، ٣٧٨٧)، والطبري في تفسيره (١٩/ ١٠٦)، والطبراني في الكبير (٨٢٩٥)
كلهم من طريق محمد بن سليمان بن الأصبهاني، عن يحيى بن عبيد، عن عطاء بن أبي رباح، عن عمر بن أبي سلمة قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن سليمان بن عبد الله الأصبهاني فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يخطئ والظاهر أنه لم يخطئ لوجود شواهد صحيحة من حديث عائشة عند مسلم ومن حديث أم سلمة، وواثلة بن الأسقع وغير ذلك.
ويحيى بن عبيد هو المكي كما صرح به الطبراني، وهو ثقة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 232 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ

  • 📜 حديث: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب