حديث: بشّر رسول الله ﷺ أبا بكر وعمر وعثمان بالجنة.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل الخلفاء الثلاثة: أبي بكر، وعمر، وعثمان

عن أبي موسى: أنه توضأ في بيته ثم خرج، فقلت: لألزمنَّ رسول الله ﷺ، ولأكونن معه يومي هذا، قال: فجاء المسجد فسأل عن النبي ﷺ، فقالوا: خرج ووَجَّه ها هنا، فخرجت على إثره، أسأل عنه حتى دخل بئر أريس، فجلست عن الباب وبابها من جريد، حتى قضى رسول الله ﷺ حاجته فتوضأ، فقمت إليه، فإذا هو جالس على بئر أريس وتوسط قُفَّها، وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فسلمت عليه، ثم انصرفت فجلست عند الباب، فقلت: لأكونَنَّ بواب رسول الله ﷺ اليوم، فجاء أبو بكر فدفع الباب، فقلت من هذا؟ فقال أبو بكر، فقلت: على رسلك، ثم ذهبت، فقلت: يا رسول الله! هذا أبو بكر يستأذن؟ فقال: «ائذن له وبشره بالجنة«، فأقبلت حتى قلت لأبي بكر: ادخل، ورسول الله ﷺ يبشرك بالجنة، فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله ﷺ معه في القُفِّ، ودلى رجليه في البئر كما صنع النبي ﷺ وكشف عن ساقيه، ثم رجعت فجلست، وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني، فقلت: إن يرد الله بفلان خيرًا -يريد أخاه- يأت به، فإذا إنسان يحرك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عمر بن الخطاب، فقلت: على رسلك، ثم جئت رسول الله ﷺ فسلمت عليه، فقلت: هذا عمر بن الخطاب يستأذن؟ فقال: «ائذن له وبشره بالجنة». فجئت فقلت: ادخل وبشرك رسول الله ﷺ بالجنة، فدخل فجلس مع رسول الله ﷺ في القُفِّ عن يساره، ودلى رجليه في البئر، ثم رجعت فجلست، فقلت: إن يرد الله بفلان خيرًا يأت به، فجاء انسان يحرك الباب، فقلت من هذا؟ فقال: عثمان بن عفان، فقلت: على
رسلك، فجئت إلى رسول الله ﷺ فأخبرته، فقال: «ائذن له وبشره بالجنة، على بلوى تصيبه». فجئته فقلت له: ادخل، وبشرك رسول الله ﷺ بالجنة، على بلوى تصيبك، فدخل فوجد القف قد مليء، فجلس وجاهه من الشق الآخر، قال شريك: قال سعيد ابن المسيب: فأولتها قبورهم.

متفق عليه: رواه البخاري في فضائل الصحابة (٣٦٤٧)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٠٣ - ٩) كلاهما عن محمد بن مسكين أبي الحسين، ثنا يحيى بن حسان، ثنا سليمان بن بلال، عن شريك بن أبي نمر، عن سعيد بن المسيب، أخبرني أبو موسى الأشعري فذكره.

عن أبي موسى: أنه توضأ في بيته ثم خرج، فقلت: لألزمنَّ رسول الله ﷺ، ولأكونن معه يومي هذا، قال: فجاء المسجد فسأل عن النبي ﷺ، فقالوا: خرج ووَجَّه ها هنا، فخرجت على إثره، أسأل عنه حتى دخل بئر أريس، فجلست عن الباب وبابها من جريد، حتى قضى رسول الله ﷺ حاجته فتوضأ، فقمت إليه، فإذا هو جالس على بئر أريس وتوسط قُفَّها، وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فسلمت عليه، ثم انصرفت فجلست عند الباب، فقلت: لأكونَنَّ بواب رسول الله ﷺ اليوم، فجاء أبو بكر فدفع الباب، فقلت من هذا؟ فقال أبو بكر، فقلت: على رسلك، ثم ذهبت، فقلت: يا رسول الله! هذا أبو بكر يستأذن؟ فقال: «ائذن له وبشره بالجنة«، فأقبلت حتى قلت لأبي بكر: ادخل، ورسول الله ﷺ يبشرك بالجنة، فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله ﷺ معه في القُفِّ، ودلى رجليه في البئر كما صنع النبي ﷺ وكشف عن ساقيه، ثم رجعت فجلست، وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني، فقلت: إن يرد الله بفلان خيرًا -يريد أخاه- يأت به، فإذا إنسان يحرك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عمر بن الخطاب، فقلت: على رسلك، ثم جئت رسول الله ﷺ فسلمت عليه، فقلت: هذا عمر بن الخطاب يستأذن؟ فقال: «ائذن له وبشره بالجنة». فجئت فقلت: ادخل وبشرك رسول الله ﷺ بالجنة، فدخل فجلس مع رسول الله ﷺ في القُفِّ عن يساره، ودلى رجليه في البئر، ثم رجعت فجلست، فقلت: إن يرد الله بفلان خيرًا يأت به، فجاء انسان يحرك الباب، فقلت من هذا؟ فقال: عثمان بن عفان، فقلت: على
رسلك، فجئت إلى رسول الله ﷺ فأخبرته، فقال: «ائذن له وبشره بالجنة، على بلوى تصيبه». فجئته فقلت له: ادخل، وبشرك رسول الله ﷺ بالجنة، على بلوى تصيبك، فدخل فوجد القف قد مليء، فجلس وجاهه من الشق الآخر، قال شريك: قال سعيد ابن المسيب: فأولتها قبورهم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث العظيم الذي رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، وهو حديث صحيح رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وفيه من الدروس والعبر ما ينبغي للمسلم أن يتأمل فيه.

شرح المفردات:


● وَجَّه ها هنا: أي اتجه إلى هذا المكان.
● بئر أريس: بئر معروفة في المدينة المنورة.
● القُفَّ: هي الحافة العليا للبئر، وجمعها قِفاف.
● دلاهما في البئر: أي أرسلهما وأدخلهما في البئر.
● بلوى: ابتلاء وفتنة تصيبه.

شرح الحديث:


يحكي أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أنه بعد أن توضأ في بيته، خرج إلى المسجد النبوي بنية ملازمة النبي صلى الله عليه وسلم ذلك اليوم، فلما لم يجده في المسجد، سأل عنه فقيل له إنه خرج متجهاً نحو بئر أريس، فتبعه أبو موسى حتى وجده جالساً على حافة البئر، وقد كشف عن ساقيه وأدخلهما في البئر ليستريح ويستجم.
وجلس أبو موسى عند الباب منتظراً، وعزم أن يكون بواباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك اليوم. ثم جاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه يطلب الإذن بالدخول، فأبلغه أبو موسى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمره النبي أن يأذن له ويبشره بالجنة. فدخل أبو بكر وجلس عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم على حافة البئر.
ثم جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن بشرّه بالجنة أيضاً، فجلس عن يساره.
ثم جاء عثمان بن عفان رضي الله عنه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤذن له ويبشره بالجنة، لكن مع الإخبار بأنه ستصيبه بلوى وفتنة، فدخل عثمان ولم يجد مكاناً بجوار النبي فجلس مقابلهم.

الدروس المستفادة والعبر:


1- حرص الصحابة على صحبة النبي صلى الله عليه وسلم: فقد كان أبو موسى رضي الله عنه حريصاً على قضاء يومه كله مع النبي، وهذا يدل على شدة حب الصحابة للنبي ورغبتهم في الاستفادة من وقته وصحبته.
2- تواضع النبي صلى الله عليه وسلم: حيث كان جالساً على حافة البئر، وكاشفاً عن ساقيه، مما يدل على تواضعه وبساطته في معيشته.
3- البشارة بالجنة لأبي بكر وعمر وعثمان: وهذه منقبة عظيمة لهؤلاء الصحابة، حيث بشّرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وهم من العشرة المبشرين بالجنة.
4- البلوى التي أصابت عثمان: حيث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن عثمان ستصيبه بلوى، وهي الفتنة التي حدثت في آخر خلافته واستشهاده رضي الله عنه. وهذا من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم.
5- التأويل بالقعود مقابلهم: حيث أول سعيد بن المسيب جلوس عثمان مقابل النبي وأبي بكر وعمر بأن ذلك إشارة إلى قبورهم، فقبر النبي صلى الله عليه وسلم في حجرته، وقبر أبي بكر وعمر بجواره، وقبر عثمان في البقيع مقابلهم، وهذا من دقة فهم السلف للرموز والإشارات.
6- أدب الاستئذان: حيث كان أبو موسى يستأذن للنبي صلى الله عليه وسلم قبل إدخال anyone، وهذا من الأدب الرفيع مع النبي صلى الله عليه وسلم.
7- مكانة هؤلاء الصحابة: فقد جمعهم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المشهد، وهم أفضل الصحابة والخلفاء الراشدين، مما يدل على فضلهم ومكانتهم في الإسلام.

فوائد إضافية:


- الحديث يدل على كرامات الصحابة وفضلهم، وعلى صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به من البشارات والتحذيرات.
- وفيه إشارة إلى أهمية الصبر على البلوى، كما حدث لعثمان رضي الله عنه.
- كما أن في الحديث توضيحاً لبعض آداب الصحبة والجلوس مع العلماء والكبار.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يوفقنا للاقتداء برسول الله وصحابته الكرام. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في فضائل الصحابة (٣٦٤٧)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٠٣ - ٩) كلاهما عن محمد بن مسكين أبي الحسين، ثنا يحيى بن حسان، ثنا سليمان بن بلال، عن شريك بن أبي نمر، عن سعيد بن المسيب، أخبرني أبو موسى الأشعري فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 207 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بشّر رسول الله ﷺ أبا بكر وعمر وعثمان بالجنة.

  • 📜 حديث: بشّر رسول الله ﷺ أبا بكر وعمر وعثمان بالجنة.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بشّر رسول الله ﷺ أبا بكر وعمر وعثمان بالجنة.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بشّر رسول الله ﷺ أبا بكر وعمر وعثمان بالجنة.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بشّر رسول الله ﷺ أبا بكر وعمر وعثمان بالجنة.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب