لا تُشَدُّ الرِحالُ إلا إلى ثلاثة مساجد

حديث: لا تُشَدُّ الرِحالُ إلا إلى ثلاثة مساجد

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «لا تُشَدُّ الرِحالُ إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول ﷺ، ومسجد الأقصى».

متفق عليه: رواه البخاري في كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة (١١٨٩)، ومسلم في الحج (١٣٩٧) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديث «لا تُشَدُّ الرِحالُ إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول ﷺ، ومسجد الأقصى» حديث صحيح رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه.

أولاً. شرح المفردات:

● تُشَدُّ الرِحالُ: "تُشَدُّ" من الشد، أي تُعقَد وتُربَط. و"الرِحال" جمع رحل، وهو saddle أو قتب البعير الذي يوضع على ظهره للركوب. والمعنى: لا تُعْقَدُ نِيَّةُ السفر والرحلة، ولا يُتجهز للسفر طلبًا للأجر والفضل إلا إلى هذه المساجد الثلاثة.
● المسجد الحرام: هو الكعبة المشرفة وما حولها من المسجد في مكة المكرمة.
● مسجد الرسول ﷺ: هو المسجد النبوي في المدينة المنورة.
● مسجد الأقصى: هو المسجد المبارك في بيت المقدس (فلسطين)، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين.

ثانيًا. شرح الحديث:

يُبَيِّنُ النبي ﷺ في هذا الحديث حكماً عظيماً من أحكام السفر للعبادة. فالمقصود أن السفر بقصد التعبد والاعتكاف والصلاة في مسجد معين -غير هذه المساجد الثلاثة- لا يجوز، ولا يُشرع؛ لأن السفر للعبادة في مكان معين يحتاج إلى دليل، وهذه المساجد الثلاثة هي التي ورد في فضلها نصوص خاصة، فاخُتُصَّت بهذا الحكم.
● المسجد الحرام: فضله معلوم، والصلاة فيه تعدل مائة ألف صلاة فيما سواه.
● مسجد الرسول ﷺ: الصلاة فيه خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام.
● مسجد الأقصى: الصلاة فيه بخمسمائة صلاة فيما سواه إلا المسجدين السابقين.
فلا يُسافر الإنسان إلى مسجد آخر -ولو كان مسجداً عظيماً- بقصد الصلاة فيه والاعتكاف، ظاناً أن لذلك فضلاً خاصاً، لأن ذلك بدعة. أما إن كان السفر لزيارة قريب أو تجارة أو علم ونوى الصلاة في أي مسجد، فهذا جائز ولا بأس فيه.

ثالثًا. الدروس المستفادة:

1- التخصيص بالعبادة يحتاج إلى دليل: فلا يجوز تخصيص مكان أو زمان بعبادة إلا بدليل من الشرع.
2- فضل هذه المساجد الثلاثة: فهي أفضل مساجد الأرض على الإطلاق، وقد خصها الله بفضائل عظيمة.
3- تحريم البدع في الدين: فالسفر لمسجد غير هذه المساجد بقصد العبادة يعتبر بدعة محدثة.
4- الحث على زيارة هذه المساجد: والعمل على الصلاة فيها لما فيها من الأجر العظيم.
5- بيان مكانة المسجد الأقصى: فهو من المساجد العظيمة في الإسلام، مما يوجب على المسلمين الحفاظ عليه وتحريره من أيدي المعتدين.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من الأحاديث التي تدخل في "النهي عن شد الرحال لغير المساجد الثلاثة"، وهو نهي تحريم عند большин العلماء.
- لا يدخل في النهي السفر لزيارة الصالحين أو الأقارب أو طلب العلم، إن قصد بها الأجر من الله، ولكن النهي خاص بالسفر لعبادة في مكان لم يرد فيه فضل خاص.
- المساجد الثلاثة هي مساجد تشد إليها الرحال، ويشرع قصدها بالسفر للصلاة فيها والاعتكاف، وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بفضلها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة (١١٨٩)، ومسلم في الحج (١٣٩٧) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة فذكره. واللفظ للبخاري.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 128 من أصل 136 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تُشَدُّ الرِحالُ إلا إلى ثلاثة مساجد

📜 حديث: لا تُشَدُّ الرِحالُ إلا إلى ثلاثة مساجد

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تُشَدُّ الرِحالُ إلا إلى ثلاثة مساجد

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تُشَدُّ الرِحالُ إلا إلى ثلاثة مساجد

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تُشَدُّ الرِحالُ إلا إلى ثلاثة مساجد

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية