حديث: كان الصاع على عهد النبي ﷺ مدا وثلثا بمدكم اليوم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في أخبار المدينة

عن السائب بن يزيد قال: كان الصاع على عهد النبي ﷺ مدا وثلثا بمدكم اليوم، فزيد فيه في زمن عمر بن عبد العزيز.

صحيح: رواه البخاري في كفارات الأيمان (٦٧١٢) عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا القاسم بن مالك المزني، حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن، عن السائب فذكره.

عن السائب بن يزيد قال: كان الصاع على عهد النبي ﷺ مدا وثلثا بمدكم اليوم، فزيد فيه في زمن عمر بن عبد العزيز.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام البخاري في صحيحه، عن الصحابي الجليل السائب بن يزيد رضي الله عنه، وهو من الأحاديث التي تتعلق بالمسائل الفقهية المتعلقة بالكيل والمقاييس الشرعية.

أولاً. شرح المفردات:


● الصاع: مكيال معروف في الإسلام، يستخدم في كيل المواد الجافة كالقمح والشعير وغيرها، وهو مقياس شرعي للأحكام مثل زكاة الفطر والكفارات.
● المد: مكيال أصغر من الصاع، وهو ربع الصاع في القياس الشرعي المعروف.
● بمدكم اليوم: أي بالمقياس المعروف والمتداول في زمن الراوي (السائب بن يزيد)، وهو يشير إلى أن المد قد تغير قياسه مع مرور الزمن.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي السائب بن يزيد رضي الله عنه أن الصاع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان يساوي مداً وثلثاً بالمقياس المعروف في زمنه (أي زمن التابعين). وهذا يعني أن الصاع النبوي كان أصغر قليلاً من الصاع الذي أصبح متداولاً لاحقاً. ثم يذكر أن هذا الصاع زيد فيه (أي جُعِل أكبر) في زمن الخليفة الأموي العادل عمر بن عبد العزيز رحمه الله.
والمقصود أن المقاييس تطورت وتغيرت مع الزمن، فالصاع الذي كان معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم اختلف قياسه في عهد عمر بن عبد العزيز، حيث زيد فيه ليكون أكبر من الصاع النبوي. وهذا التغيير كان لغرض معين، ربما لتسهيل المعاملات أو لتوحيد المقاييس بين الأمصار.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- مراعاة التغير في المقاييس: ينبه الحديث إلى أن المقاييس قد تتغير من عصر إلى عصر، ويجب على الفقهاء والعلماء مراعاة ذلك عند تطبيق الأحكام الشرعية المرتبطة بالكيل والوزن.
2- اجتهاد الحكام في المصالح: زيادة الصاع في زمن عمر بن عبد العزيز تدل على اجتهاده في تحقيق المصلحة العامة وتوحيد المعايير بما لا يخالف الشرع.
3- الدقة في نقل الأحكام: الحديث يذكر دقة الصحابة والتابعين في نقل مقادير العبادات والمعاملات، مما يعزز الثقة في نقلهم للشريعة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- الصاع النبوي يساوي aproximadamente 2.04 كيلوغرام من القمح تقريباً حسب أغلب تقديرات العلماء، لكن بعض الفقهاء يذكرون أن الصاع الذي استعمله عمر بن عبد العزيز أصبح أكبر قليلاً.
- زكاة الفطر تُقدَّر بصاع من الطعام، فيجب مراعاة أن يكون الصاع المعتمد في الزكاة مطابقاً للصاع الشرعي قدر الإمكان.
- عمر بن عبد العزيز كان معروفاً بالعدل والورع، فزيادته في الصاع كانت لتحقيق مصلحة شرعية، وليست عبثاً أو تغييراً دون حكمة.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا للعمل بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في كفارات الأيمان (٦٧١٢) عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا القاسم بن مالك المزني، حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن، عن السائب فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 106 من أصل 136 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان الصاع على عهد النبي ﷺ مدا وثلثا بمدكم اليوم

  • 📜 حديث: كان الصاع على عهد النبي ﷺ مدا وثلثا بمدكم اليوم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان الصاع على عهد النبي ﷺ مدا وثلثا بمدكم اليوم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان الصاع على عهد النبي ﷺ مدا وثلثا بمدكم اليوم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان الصاع على عهد النبي ﷺ مدا وثلثا بمدكم اليوم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب