حديث: عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فعمد به إلى الشام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضائل الشام

عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله ﷺ: «رأيت أن عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فأتبعته بصري، فإذا هو نور ساطع فعمد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتنة بالشام».

صحيح: رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (٢/ ٥٢٣)، وصحّحه الحاكم (٤/ ٥٠٩) كلاهما من طرق عن سعيد بن عبد العزيز (هو التنوخي)، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن عبد الله بن عمرو بن العاص فذكره.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله ﷺ: «رأيت أن عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فأتبعته بصري، فإذا هو نور ساطع فعمد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتنة بالشام».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره، عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وفيه يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن رؤيا منامية رآها، وهي من نوع الرؤى الصادقة التي هي جزء من أجزاء النبوة.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● عمود الكتاب: يقصد به القرآن الكريم، وعموده هنا كناية عن قوته وأساسه الذي يقوم عليه، أو المقصود به أصل القرآن وجوهره. وقيل: المقصود "مصحف" القرآن.
● انتزع من تحت وسادتي: أي أُخذ وأُخرج من مكانه تحت وسادتي.
● نور ساطع: ضوء شديد الوهج والبياض.
● فعمد به إلى الشام: أي توجه وقصد به نحو بلاد الشام.
● الفتنة: هنا يقصد الاضطرابات العظيمة، والحروب، والاختبارات التي تميز الناس.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى في منامه رؤيا، فكأن عمود القرآن – الذي هو أساس الدين وقوامه – قد أُخذ من تحت وسادته الشريفة. فأخذ يتبعه بنظره ليرى أين سيذهب، فإذا هذا العمود قد تحول إلى نور عظيم ساطع مضيء، ثم توجه هذا النور إلى بلاد الشام.
ثم فسر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الرؤيا تفسيراً مباشراً فقال: «ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام»، أي: اعلموا وتيقنوا أن حين تقع الفتن العظيمة والاضطرابات – وهي فتن آخر الزمان – فإن موطن الإيمان الثابت الراسخ، ومنبع نور القرآن والعلم، سيكون في بلاد الشام، حيث يلتجئ إليه أهل الإيمان والثبات.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- مكانة بلاد الشام: الحديث يبين فضل بلاد الشام وأهميتها في آخر الزمان، وأنها تكون معقلاً للإيمان وأهله، وحصناً منيعاً للقرآن والسنة حين تضطرب الأحوال elsewhere. وهذا يتوافق مع أحاديث أخرى تذكر فضل الشام وأهلها.
2- الثبات على الدين أثناء الفتن: الحديث يبعث على الطمأنينة ويشير إلى أن هناك ملاذاً آمناً للدين وأهله في زمن الفتن، مما يحث المسلم على التمسك بدينه ولو كان وحده.
3- القرآن نور وهداية: تشبيه عمود القرآن بالنور الساطع يدل على أن القرآن هو النور الذي يهتدي به في ظلمات الجهل والفتن، وأنه مصدر الهداية واليقين.
4- صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم: فقد تحققت هذه الرؤيا عبر التاريخ، حيث كانت بلاد الشام في فترات كثيرة حصناً للإسلام وأهله، ومنارة للعلم والعلماء.

رابعاً. معلومات إضافية:


- بلاد الشام في الاصطلاح الشرعي والتاريخي تشمل اليوم: سوريا، وفلسطين، والأردن، ولبنان.
- هذا الحديث لا يعني أن الإيمان سيكون محصوراً *فقط* في الشام، بل يعني أنه سيكون فيها قوياً ظاهراً ثابتاً، وأنها ستكون معقلاً له، بينما تعم الفتن في غيرها.
- ينبغي للمسلم أن يدعو الله بالثبات على الدين، وأن يحسن الظن بالله، وأن يتفقه في الدين ليعرف الحق من الباطل عند وقوع الفتن.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (٢/ ٥٢٣)، وصحّحه الحاكم (٤/ ٥٠٩) كلاهما من طرق عن سعيد بن عبد العزيز (هو التنوخي)، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن عبد الله بن عمرو بن العاص فذكره. وإسناده صحيح.
وأما قول الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين» فليس كما قال؛ فإن يونس بن ميسرة بن حلبس ليس من رجال الشيخين إلا أنه ثقة.
ورواه أحمد (١٧٧٧٥)، والطبراني في مسند الشاميين (١٣٥٧) من وجه آخر كلاهما من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن عبد الله بن الحارث قال: سمعت عمرو بن العاص يقول فذكر مثله.
وعبد العزيز بن عبيد الله هو: ابن حمزة بن صهيب الحمصي ضعّفه ابن معين وأبو زرعة والنسائي وغيرهم.
ولكن رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (٢/ ٥٢٣) عن عبد الله بن يوسف، حدثنا محمد بن مهاجر، عن العباس بن سالم، عن مدرك بن عبد الله - أو عن أبي مدرك - قال: غزونا مع معاوية وعمرو مصر فنزلنا منزلًا. فقال عمرو لمعاوية: يا أمير المؤمنين! أتأذن لي أن أقوم في الناس؟ فأذن له، فقام على قوسه، فحمد الله عز وجل وأثنى عليه، ثم قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «رأيت في المنام أن عمود الكتاب حمل من تحت وسادتي فأتبعته بصري، فإذا هو كالعمود من النور فعمد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتنة بالشام مرات».
ومدرك بن عبد الله هو الأزدي قال عنه الدارقطني: «مجهول» كما في الميزان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 113 من أصل 136 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فعمد به إلى الشام

  • 📜 حديث: عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فعمد به إلى الشام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فعمد به إلى الشام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فعمد به إلى الشام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فعمد به إلى الشام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب