حديث: هذه طابة، وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل جبل أحد

عن أبي حميد قال: أقبلنا مع النبي ﷺ من غزوة تبوك، حتى إذا أشرفنا على المدينة قال: «هذه طابة، وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه».

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٤٢٢) واللفظ له، ومسلم في الحج (٥٠٣: ١٣٩٢) كلاهما من طريق سليمان بن بلال، حدثني عمرو بن يحيى، عن عباس بن سهل بن سعد، عن أبي حميد قال: فذكره.

عن أبي حميد قال: أقبلنا مع النبي ﷺ من غزوة تبوك، حتى إذا أشرفنا على المدينة قال: «هذه طابة، وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم يرويه الصحابي الجليل أبو حميد الساعدي رضي الله عنه، وهو من الأحاديث الصحيحة التي رواها الإمام البخاري في صحيحه، وغيره من أئمة الحديث.

أولاً. شرح المفردات:


● أشرفنا على المدينة: أي اقتربنا منها وبدت لنا معالمها.
● طابة: هو اسم من أسماء المدينة المنورة، ويُقال إنها سُميت بذلك لطيبها وطهارتها، أو لأنها تطيب من كان فيها من الذنوب.
● أحد: هو الجبل المعروف المشرف على المدينة المنورة من جهة الشمال.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي أبو حميد رضي الله عنه أنهم كانوا في رحلة العودة مع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك، وهي آخر غزواته عليه الصلاة والسلام. وعندما اقتربوا من المدينة وبدت لهم معالمها، أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقال: «هذه طابة»، أي هذه المدينة الطيبة المباركة.
ثم أشار إلى جبل أحد وقال: «وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه». وفي هذا إخبار من الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بأن لهذا الجبل المخلوق من الله تعالى شعوراً ومحبة لأهل الإيمان، وخاصة للنبي وأصحابه، وأنهم كذلك يحبونه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل المدينة المنورة ومكانتها: الحديث يبين المكانة العظيمة للمدينة النبوية، فهي دار الهجرة، ومهبط الوحي، ومقر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وقد وردت أحاديث كثيرة في فضلها، منها قوله صلى الله عليه وسلم: «الإيمان يأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها» (رواه البخاري).
2- إثبات المحبة للمخلوقات الجمادية: هذا الحديث من الأدلة التي يستدل بها أهل السنة على أن الله تعالى قد يخلق في بعض الجمادات شعوراً وإدراكاً بمشيئته وقدرته، كما جرى لجبال أحد وسلع في محبة النبي صلى الله عليه وسلم، وكما حن الجذع إليه حين تركه للخطبة على المنبر. وهذا كله من آيات الله ودلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
3- قدرة الله المطلقة: استشعار عظمة الخالق سبحانه الذي إذا شاء أن يجعل للجماد شعوراً ومحبة لفعل، فليس هناك مستحيل في قدرته تعالى.
4- قوة الارتباط العاطفي بين النبي والمدينة: يظهر من الحديث مدى حب النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة وتعلقه بها، حتى إنه كان يسكن نظره إليها ويذكر فضائلها لأصحابه.
5- التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في محبة المدينة: ينبغي للمسلم أن يحب ما أحبه النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك محبة المدينة المنورة والتعلق بها، والدعاء بأن يرزقه الله زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة فيه.

رابعاً. معلومات إضافية:


- غزوة تبوك كانت في ظروف صعبة جداً؛ من شدة الحر، وبُعد المسافة، وقلة الزاد، وكانت في وقت عسرة. فكانت عودة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة فرحة عظيمة، وهذا السياق يزيد معنى الحديث جمالاً.
- اسم "طابة" ورد في القرآن بالإشارة في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} [الحشر: 9]. قال بعض المفسرين: "الدار" هنا هي المدينة، واسمها "طابة".
أسأل الله تعالى أن يرزقنا زيارة مدينة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يحشرنا في زمرته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٤٢٢) واللفظ له، ومسلم في الحج (٥٠٣: ١٣٩٢) كلاهما من طريق سليمان بن بلال، حدثني عمرو بن يحيى، عن عباس بن سهل بن سعد، عن أبي حميد قال: فذكره.
وفي لفظ مسلم: قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ في غزوة تبوك وساق الحديث، وفيه: ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى، فقال رسول الله ﷺ: «إني مسرع، فمن شاء منكم فليسرع معي، ومن شاء فليمكث» ثم ذكر الحديث مثله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 102 من أصل 136 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هذه طابة، وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه

  • 📜 حديث: هذه طابة، وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هذه طابة، وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هذه طابة، وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هذه طابة، وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب