حديث: الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضكم هذه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في جزيرة العرب

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال: «إن الشيطان قد أيس أن يُعبد بأرضكم هذه ولكنه قد رضي منكم بما تحقرون».

صحيح: رواه أحمد (٨٨١٠)، والبزار - كشف الأستار - (٢٨٥٠) كلاهما من طريق معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال: «إن الشيطان قد أيس أن يُعبد بأرضكم هذه ولكنه قد رضي منكم بما تحقرون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يحذر من مكائد الشيطان ووساوسه، رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الشيطان قد أيس أن يُعبد بأرضكم هذه ولكنه قد رضي منكم بما تحقرون».

أولاً. شرح المفردات:


● أيس: أي يئس وقنط من حصول مراده.
● بأرضكم هذه: يقصد بها أرض الحجاز خاصة، أو بلاد العرب عامة، أو جميع البلاد الإسلامية التي تقام فيها شعائر الإسلام.
● رَضِيَ منكم: قبل وقبل به واغتبط به.
● بما تحقرون: الأمور الصغيرة التي يستخف بها الإنسان ويحتقرها ولا يبالي بها.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الشيطان قد يئس من تحقيق هدفه الكبير في هذه الأرض المباركة (أرض الإسلام) وهو أن يُعبد فيها من دون الله، كأن يُصنع له معبد أو يُسجد له أو يُتقرب إليه بعبادة ظاهرة كما كان يفعل المشركون مع الأصنام.
ولكنه لم ييأس من الوسيلة التي توصله إلى غايته، بل رضي بها وقنع بها، وهي الذنوب الصغيرة التي يحتقرها الناس ويستخفون بها، ولا يلقون لها بالاً، كالنظرة المحرمة، والكذبة الصغيرة، والغِيبة، والنميمة، وقطيعة الرحم، وأكل الحرام القليل، وغير ذلك من الصغائر.
فالشيطان لا يطلب منك الآن أن تسجد له صراحة، بل يرضى بأن تُصغِّر في عينيك الذنب، وتستمر فيه، لأن تجميع الصغائر يؤدي إلى الكبائر، والاستمرار على الصغيرة يصيرها كبيرة، وإهمال التوبة من الصغائر يجعل القلب يمرض ويقسو، فيسهل على الشيطان بعد ذلك دعوة صاحبه إلى الكبائر والموبقات.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- خطورة الذنوب الصغيرة: يجب على المسلم أن يحذر من الاستهانة بالذنوب مهما صغرت، فإنها مجتمعة تهلك صاحبها، وتقوده إلى الكبائر.
2- مكر الشيطان وتدرجه: الشيطان لا يأتي إلى الإنسان دفعة واحدة ليدعوه إلى الكفر والشرك، بل يبدأ به من أسهل الأمور وأصغرها.
3- وجوب التوبة من جميع الذنوب: كبيرها وصغيرها، والندم على التقصير، والعزم على عدم العودة.
4- الحرص على تجنب مواضع الريبة: ولو كانت صغيرة، فإن السلامة لا يعدلها شيء.
5- أن اليقظة والمراقبة لله تعالى في كل صغيرة وكبيرة من أصول الدين.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على عظمة هذه الأمة وتميزها، حيث يئس الشيطان من أن يُعبد فيها عبادة صريحة.
- يستفاد منه الحث على محاسبة النفس على الصغائر قبل الكبائر.
- من الأعمال التي تعين على تجنب الصغائر: الإكثار من الاستغفار، وملء الوقت بالطاعات، وصحبة الصالحين الذين يذكرونك بالله.
نسأل الله تعالى أن يعيذنا من شرور أنفسنا ومن وساوس الشيطان، وأن يوفقنا لاجتناب صغائر الذنوب وكبائرها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٨٨١٠)، والبزار - كشف الأستار - (٢٨٥٠) كلاهما من طريق معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٥٤): «رواه البزار ورجاله رجال الصحيح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 134 من أصل 136 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضكم هذه

  • 📜 حديث: الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضكم هذه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضكم هذه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضكم هذه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضكم هذه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب