سليمان لما بنى بيت المقدس سأل الله ثلاث خلال

حديث: سليمان لما بنى بيت المقدس سأل الله ثلاث خلال

عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله ﷺ قال: «إن سليمان بن داود ﷺ لما بنى بيت المقْدِس سأل الله عز وجل خلالًا ثلاثةً: سأل الله عز وجل حكمًا يصادف حكمه فأوتيه، وسأل الله عز وجل مُلكًا لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه، وسأل عز وجل حين
فرغ من بناء المسجد أن لا يأتيه أحد لا ينهزه إلا الصلاةُ فيه أن يخرجه من خطيئَته كيوم ولدته أمه».

صحيح: رواه النسائي (٦٩٣) عن عمرو بن منصور، قال: حدثنا أبو مسهر، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن ابن الديلمي، عن عبد الله بن عمرو فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله ﷺ قال: «إن سليمان بن داود ﷺ لما بنى بيت المقْدِس سأل الله ﷿ خلالًا ثلاثةً: سأل الله ﷿ حكمًا يصادف حكمه فأوتيه، وسأل الله ﷿ مُلكًا لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه، وسأل ﷿ حين
فرغ من بناء المسجد أن لا يأتيه أحد لا ينهزه إلا الصلاةُ فيه أن يخرجه من خطيئَته كيوم ولدته أمه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
الحديث الذي ذكر جزء من حديث طويل رواه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي، وابن ماجه، وغيرهم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ. وإليك الشرح الوافي له:

1. شرح المفردات:

● بَنَى بَيْتَ الْمَقْدِس: أي قام ببناء وتعمير المسجد الأقصى في القدس.
● سَأَلَ اللهَ خِلَالًا ثَلَاثَةً: (الخلال) جمع خلة، وهي الحاجة أو المسألة العظيمة. أي طلب من الله ثلاث طلبات عظيمة.
● حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ: أي علماً وفهماً صائباً في القضاء والحكم يوافق حكم الله تعالى وحكمته.
● مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ: ملكاً عظيماً لا يستحق مثله أحد من الخلق بعده.
● لَا يَنْهَزُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ فِيهِ: (ينهزه) أي لا يقصده ولا يأتيه إلا بنية الصلاة والتعبد فيه.
● أَنْ يُخْرِجَهُ مِنْ خَطِيئَتِهِ: أن يغفر له ذنوبه ويطهره منها.

2. شرح الحديث:

يخبرنا النبي ﷺ عن نبي الله سليمان بن داود عليهما السلام، أنه بعد أن فرغ من بناء المسجد الأقصى -وهو مسجد مقدس مبارك- دعا ربه بثلاث دعوات عظيمة:
* الدعوة الأولى: أن يمنحه الله حكمة في القضاء والفصل بين الناس، تكون مطابقة لحكم الله وموافقة للصواب والحق. وقد استجاب الله له هذه الدعوة، فكان سليمان عليه السلام مضرب المثل في الحكمة والفطنة.
* الدعوة الثانية: أن يهبه الله مملكة عظيمة مهيبة، لا تكون لأحد من البشر بعده. فقد جمع الله له بين النبوة والملك العظيم، وسخر له الجن والإنس والطير والريح، فاستجاب الله له ذلك.
* الدعوة الثالثة: وهي خاصة بالمسجد الأقصى، أن يجعل الله لهذا المسجد المبارك فضلاً عظيماً، وهو أن من أتى المسجد الأقصى لا يقصد إلا الصلاة فيه، خرج من ذنوبه مغفوراً له، طاهراً من الآثام كما كان يوم ولدته أمه.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- فضل المسجد الأقصى ومكانته: الحديث يبرز المكانة العظيمة للمسجد الأقصى، فهو أحد المساجد الثلاثة التي تُشد الرحال إليها، كما في الحديث الصحيح. وهو مسجد مبارك منذ أن بناه نبي الله سليمان عليه السلام.
2- فضل الصلاة في المسجد الأقصى: الحديث يدل على فضل عظيم لمن صلى في المسجد الأقصى بنية خالصة، وهو مغفرة الذنوب جميعاً. وهذا الفضل الخاص يزيد من قيمة هذه البقعة المقدسة ويحث المسلمين على زيارتها والصلاة فيها.
3- حكمة الأنبياء وطلبهم العلم: سليمان عليه السلام، مع كونه نبياً، سأل ربه زيادة في العلم والحكمة، وهذا دليل على أن طلب العلم النافع من أعظم القربات.
4- الدعاء بمطالب الآخرة: لاحظ أن الدعوتين الأوليتين كانتا لدنياه وملكه (نعمة الحكمة والملك)، لكن الدعوة الثالثة والأخيرة كانت لأجل الآخرة ولأجل الأمة، وهي مغفرة الذنوب لمن يعمر المسجد بالصلاة. وهذا يدل على تقديم ما يبقى على ما يفنى.
5- عظمة نبي الله سليمان: الحديث يبين بعض ما أعطاه الله لسليمان من النعم العظيمة، مما يزيد المؤمن يقيناً بعظمة الله وقدرته، وأن الملك كله بيده يؤتيه من يشاء.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* صحة الحديث: الحديث صححه عدد من العلماء كالألباني وغيره، وهو حديث حسن أو صحيح لغيره.
* المسجد الأقصى هو كل ما dentro السور: المقصود بالصلاة في المسجد الأقصى ليس فقط المصلى القبلي (البناء ذي القبة الرصاصية)، بل كل ما dentro السور المحيط به، فهو كله يعتبر جزءاً من المسجد الأقصى المبارك.
* الترغيب في زيارة المسجد الأقصى: هذا الحديث من أعظم ما يحث المسلم على السفر إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه، ونيل هذا الأجر العظيم.
أسأل الله أن يوفقنا لطاعته، وأن يعمر قلوبنا بحبه، وأن يمكن للمسلمين في العودة إلى مقدساتهم وعمارتها. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٦٩٣) عن عمرو بن منصور، قال: حدثنا أبو مسهر، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن ابن الديلمي، عن عبد الله بن عمرو فذكره.
وإسناده صحيح، وابن الديلمي هو: عبد الله بن فيروز الديلمي أبو بُسر وثّقه ابن معين والعجلي وابن حبان وغيرهم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 130 من أصل 136 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سليمان لما بنى بيت المقدس سأل الله ثلاث خلال

📜 حديث: سليمان لما بنى بيت المقدس سأل الله ثلاث خلال

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: سليمان لما بنى بيت المقدس سأل الله ثلاث خلال

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: سليمان لما بنى بيت المقدس سأل الله ثلاث خلال

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: سليمان لما بنى بيت المقدس سأل الله ثلاث خلال

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية