لا تُشَدُّوا الرِّحَالَ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ

حديث: لا تُشَدُّوا الرِّحَالَ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ

عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تُشَدوا الرِحالُ إلَّا إلى ثلاثةِ مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى».

متفق عليه: رواه البخاري في كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة (١١٩٧)، ومسلم في الحج (٨٢٧/ ٤١٥) كلاهما من حديث عبد الملك بن عمير، عن قزعة، عن أبي سعيد فذكر الحديث، واللفظ لمسلم.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث «لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هَذَا، وَالمَسْجِدِ الحَرَامِ، وَالمَسْجِدِ الأَقْصَى» حديث عظيم، رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وهو من الأحاديث المتعلقة بفضائل المساجد وآداب السفر.
### أولاً. شرح المفردات
● لا تُشَدُّ الرِّحَالُ: "تُشَدُّ" من الشد، أي لا تُعَقَدُ ولا تُرْبَطُ للسفر. و"الرِّحَال" جمع رَحْل، وهو القتب الذي يوضع على ظهر البعير للركوب، والمقصود هنا: لا تسافروا سفرًا خاصًا بقصد العبادة.
● إلَّا إلى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: "إلا" أداة حصر، أي حصر السفر للعبادة في هذه الأماكن الثلاثة.
● مَسْجِدِي هَذَا: أي مسجده صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة.
● والمَسْجِدِ الحَرَامِ: هو الكعبة المشرفة وما حولها في مكة المكرمة.
● والمَسْجِدِ الأَقْصَى: هو المسجد الذي في بيت المقدس، فلسطين.
### ثانيًا. شرح الحديث
ينهى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن السفر إلى مكان بعيد بقصد العبادة والتعبد فيه، إلا إذا كان هذا المكان أحد المساجد الثلاثة المذكورة.
ومعنى النهي: أن الإنسان لا يسافر لزيارة مسجد أو مشهد أو قبر أو مكان يظن فيه فضيلة لم تثبت شرعًا، كأن يسافر إلى مسجد في بلد آخر لصلاة فيه أو للدعاء عنده ظنًا أن الدعاء فيه مستجاب، فهذا لا يجوز.
أما السفر إلى هذه المساجد الثلاثة فجائز ومشروع، بل هو من القربات العظيمة، وذلك لما لهذه المساجد من فضائل خاصة ومكانة عظيمة في الإسلام:
1- المسجد الحرام: هو أول بيت وضع للناس، وفيه الكعبة قبلة المسلمين، والصلاة فيه مضاعفة إلى مائة ألف صلاة.
2- مسجد النبي صلى الله عليه وسلم: وهو المسجد الذي أسسه النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، والصلاة فيه خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام.
3- المسجد الأقصى: هو أولى القبلتين ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أحد المساجد التي لا تشد الرحال إلا إليها، والصلاة فيه بخمسمائة صلاة.
فالسفر إلى هذه المساجد للصلاة فيها واعتمارها (في حالة المسجد الحرام) هو من الأمور المشروعة التي حث عليها الشرع.
### ثالثًا. الدروس المستفادة والفَوائد
1- تحريم السفر لعبادة في غير المساجد الثلاثة: يحرم السفر لزيارة مكان للتعبد فيه غير المساجد الثلاثة، مثل السفر لزيارة قبر نبي أو ولي للتبرك أو الدعاء عنده، لأن هذا لم يشرعه الله تعالى.
2- بيان فضل المساجد الثلاثة: الحديث يدل على المكانة العظيمة لهذه المساجد، وأنها خصت بهذه المزية دون غيرها.
3- مشروعية شد الرحال إلى المساجد الثلاثة: يستحب السفر لزيارة هذه المساجد والعبادة فيها، وهذا يشمل الحج والعمرة للمسجد الحرام، وزيارة المسجد النبوي للصلاة فيه، والسفر لبيت المقد لزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه.
4- النهي عن البدع في الدين: النهي عن شد الرحال لغير هذه المساجد فيه تحذير من البدع، ومن اتخاذ القبور والمشاهد مساجد، وهو من الوسائل التي تؤدي إلى الشرك.
5- التيسير على الأمة: فيه توجيه للأمة إلى عدم المشقة على النفس في السفر للعبادة في أماكن لم يشرع السفر لها، بل يبقى العبد يعبد الله في أي مكان.
### رابعًا. معلومات إضافية
- هذا الحديث أصل عظيم في باب التحذير من الغلو في الدين واتخاذ القبور أو الأماكن معابد.
- السفر لزيارة المسجد النبوي لا يقصد منه إلا الصلاة في المسجد، وليس للتبرك بجدرانه أو للسلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقط، بل الأصل الصلاة فيه.
- لا يدخل في النهي السفر لطلب العلم أو زيارة الأقارب أو التجارة، فإن هذه أمور مباحة أو مستحبة، وإنما النهي خاص بالسفر للتعبد في مكان معين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة (١١٩٧)، ومسلم في الحج (٨٢٧/ ٤١٥) كلاهما من حديث عبد الملك بن عمير، عن قزعة، عن أبي سعيد فذكر الحديث، واللفظ لمسلم.
وفي الباب أحاديث أخرى مذكورة في المساجد.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 129 من أصل 136 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تُشَدُّوا الرِّحَالَ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ

📜 حديث: لا تُشَدُّوا الرِّحَالَ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تُشَدُّوا الرِّحَالَ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تُشَدُّوا الرِّحَالَ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تُشَدُّوا الرِّحَالَ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية