حديث: أدلك على خير من ذلك؟ تنقاد لهم حيث قادوك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضائل الشام

عن أبي ذر الغفاري أنه كان يخدم النبي ﷺ فإذا فرغ من خدمته، آوى إلى المسجد، فكان هو بيته، يضطجع فيه، فدخل رسول الله ﷺ المسجد ليلة، فوجد أبا ذر نائما منجدلا في المسجد، فنكته رسول الله ﷺ برجله حتى استوى جالسا، فقال له رسول الله ﷺ: «ألا أراك نائما؟ «قال: أبو ذر: يا رسول الله، فأين أنام، هل لي من بيت غيره؟ فجلس إليه رسول الله ﷺ فقال له: «كيف أنت إذا أخرجوك منه؟ «قال: إذًا ألحق بالشام، فإن الشام أرض الهجرة، وأرض المحشر، وأرض الأنبياء، فأكون رجلا من أهلها، قال له: «كيف أنت إذا أخرجوك من الشام؟ «قال: إذًا أرجع إليه، فيكون هو بيتي ومنزلي، قال: «فكيف أنت إذا أخرجوك منه الثانية؟ » قال: إذًا آخذ
سيفي، فأقاتل عني حتى أموت، قال: فكشر إليه رسول الله ﷺ، فأثبته بيده، قال: «أدلك على خير من ذلك؟» قال: بلى، بأبي أنت وأمي يا نبي الله، قال رسول الله ﷺ: «تنقاد لهم حيث قادوك، وتنساق لهم حيث ساقوك حتى تلقاني على الحوض، وأنت على ذلك».

حسن: رواه أحمد (٢٧٥٨٨) عن هاشم، حدثنا عبد الحميد، حدثنا شهر قال: حدثتني أسماء فذكرته.

عن أبي ذر الغفاري أنه كان يخدم النبي ﷺ فإذا فرغ من خدمته، آوى إلى المسجد، فكان هو بيته، يضطجع فيه، فدخل رسول الله ﷺ المسجد ليلة، فوجد أبا ذر نائما منجدلا في المسجد، فنكته رسول الله ﷺ برجله حتى استوى جالسا، فقال له رسول الله ﷺ: «ألا أراك نائما؟ «قال: أبو ذر: يا رسول الله، فأين أنام، هل لي من بيت غيره؟ فجلس إليه رسول الله ﷺ فقال له: «كيف أنت إذا أخرجوك منه؟ «قال: إذًا ألحق بالشام، فإن الشام أرض الهجرة، وأرض المحشر، وأرض الأنبياء، فأكون رجلا من أهلها، قال له: «كيف أنت إذا أخرجوك من الشام؟ «قال: إذًا أرجع إليه، فيكون هو بيتي ومنزلي، قال: «فكيف أنت إذا أخرجوك منه الثانية؟ » قال: إذًا آخذ
سيفي، فأقاتل عني حتى أموت، قال: فكشر إليه رسول الله ﷺ، فأثبته بيده، قال: «أدلك على خير من ذلك؟» قال: بلى، بأبي أنت وأمي يا نبي الله، قال رسول الله ﷺ: «تنقاد لهم حيث قادوك، وتنساق لهم حيث ساقوك حتى تلقاني على الحوض، وأنت على ذلك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما من أئمة الحديث، عن الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه:

أولاً. شرح المفردات:


● يخدم النبي ﷺ: أي يلازمه ويقوم على خدمته وتلبية احتياجاته.
● آوى إلى المسجد: أي لجأ وبات فيه.
● منجدلاً: أي ممتداً على ظهره في نومه.
● نكته برجله: أي دفعه أو حركه برجله الشريفة برفق.
● استوى جالساً: أي اعتدل في جلوسه بعد أن كان نائماً.
● كشر إليه: أي تبسم وأظهر أسنانه الشريفة علامة على السرور والاستحسان.
● أثبته بيده: أي ربته أو ضرب براحة يده على صدره أو كتفه تأييداً له.
● تنقاد لهم: تتبعهم وتخضع لأمرهم.
● تنساق لهم: تسير معهم طائعاً غير مكره.

ثانياً. شرح الحديث:


يحكي أبو ذر رضي الله عنه أنه كان يخدم النبي ﷺ، وبعد انتهاء خدمته، كان يبيت في المسجد لأنه لم يكن لديه بيت خاص. وفي إحدى الليالي، رآه النبي ﷺ نائماً في المسجد، فأيقظه برجله برفق وسأله: "ألا أراك نائماً؟" فأخبره أبو ذر بأنه لا يملك بيتاً سوى المسجد.
ثم جلس النبي ﷺ بجانبه وبدأ يختبر إيمانه ويصبره على未来的 البلاء، فسأله: "ماذا ستفعل إذا أخرجوك من المسجد؟" فأجاب أبو ذر بأنه سيهاجر إلى الشام، لأنها أرض مباركة، فيها الخير والبركة، وهي أرض الهجرة والأنبياء. ثم سأله النبي ﷺ: "وإذا أخرجوك من الشام؟" فأجاب بأنه سيعود إلى المسجد. ثم سأله: "وإذا أخرجوك منه مرة أخرى؟" فهنا قال أبو ذر بكل شجاعة وإيمان: "آخذ سيفي وأقاتل حتى أموت".
فتبسم النبي ﷺ من شدة إيمان أبي ذر وصدقه، وربت عليه بيده الشريفة، وعلمه خيراً من القتال في هذه الحالة، فقال له: "بل أنصحك بخير من ذلك: أطعهم وانقاد لأمرهم حيثما وجهوك، واسلك طريقهم حتى تلقاني على الحوض وأنت على هذه الطاعة والصبر".

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- فضائل أبي ذر رضي الله عنه: حيث كان فقيراً زاهداً، يبيت في المسجد، وكان شديد الإيمان والصدق في حبه لله ورسوله.
2- فضل الصبر على البلاء: علمنا النبي ﷺ أن الصبر وعدم المقاومة بالسلاح في بعض الأوقات خير من القتال، خاصة إذا كان الخروج عن الطاعة سيؤدي إلى الفتنة.
3- الإيمان بالقدَر: حيث أرشد النبي ﷺ أبا ذر إلى الاستسلام لأمر الله وقضائه، والصبر على الابتلاء.
4- البشارة بلقاء النبي ﷺ على الحوض: لمن صبر وانقاد لأمر الله ورسوله.
5- مكانة الشام: كما ذكر أبو ذر أنها أرض الهجرة والأنبياء، وقد جاءت نصوص كثيرة في فضلها.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على علم النبي ﷺ بالغيب، حيث أخبر أبو ذر بما سيحدث له في المستقبل من الابتلاء والخروج من المسجد والشام، وقد وقع ذلك في زمن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
- أبو ذر رضي الله عنه كان من أهل التقوى والزهد، وقد نفي إلى الشام ثم إلى الربذة بعد ذلك، وصبر على الابتلاء كما أرشده النبي ﷺ.
- في الحديث تأكيد على وجوب طاعة ولي الأمر في غير معصية الله، والصبر على الظلم إذا خيفت الفتنة.
أسأل الله أن يجعلنا من الصابرين المحتسبين، وأن يوفقنا لطاعته وطاعة رسوله، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٧٥٨٨) عن هاشم، حدثنا عبد الحميد، حدثنا شهر قال: حدثتني أسماء فذكرته.
وإسناده حسن من أجل شهر بن حوشب. وهو مخرج في أبواب المساجد.
وفي معناه ما رُوي عن ميمونة مولاة النبي ﷺ قالت: قلت يا رسول الله! أفتنا في بيت المقدس قال: «أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلوا فيه فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره». قلت: أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه؟ قال: «فتُهدي له زيتا يُسرج فيه، فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه».
رواه ابن ماجه (١٤٠٧)، وأحمد (٢٧٦٢٦) كلاهما من حديث ثور بن يزيد، عن زياد بن أبي سودة، عن أخيه عثمان بن أبي سودة عن ميمونة فذكرتْه.
وظاهر إسناده صحيح، متصل ولذا صحّحه البوصيري في زوائد ابن ماجه وقال: روى أبو داود بعضه من حديث ميمونة أيضا عن النفيل عن مسكين بن بكير، عن سعيد بن عبد العزيز، عن زياد بن أبي سودة، عن ميمونة.
وإسناد ابن ماجه صحيح رجاله ثقات وهو أصح من طريق أبي داود فإن بين زياد بن أبي سودة وميمونة عثمان بن أبي سودة كما صرّح به ابن ماجه في إسناده.
قال الأعظمي: مع ظاهر صحة إسناده فإن في متنه نكارة.
قال الذهبي في الميزان (٢/ ٩٠) بعد أن ذكر طرفا من الحديث: «هذا حديث منكر جدا، رواه سعيد بن عبد العزيز، عن زياد عنها.
فهذا منقطع. ورواه ثور بن يزيد عن زياد متصلا. قال عبد الحق: ليس هذا الحديث بقوي.
وقال ابن القطان: زياد وعثمان ممن يجب التوقف عن روايتهما.
وقال: وميمونة هذه يقال: بنت سعد، ويقال: بنت سعيد لها في السنن أربعة أحاديث.
والأربعة منكرة وقال: فالأول قلنا ... يعني الحديث المذكور. ثم ذكر بقية الأحاديث. انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 119 من أصل 136 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أدلك على خير من ذلك؟ تنقاد لهم حيث قادوك

  • 📜 حديث: أدلك على خير من ذلك؟ تنقاد لهم حيث قادوك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أدلك على خير من ذلك؟ تنقاد لهم حيث قادوك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أدلك على خير من ذلك؟ تنقاد لهم حيث قادوك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أدلك على خير من ذلك؟ تنقاد لهم حيث قادوك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب