حديث: اللهم لا تكلهم إلي فأضعف ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضائل الشام

عن ابن زُغب الإيادي قال: نزل علي عبد الله بن حوالة الأزدي فقال لي: وإنه لنازلٌ علي في بيتي، بعثنا رسول الله ﷺ حول المدينة على أقدامنا لنغنم، فرجعنا ولم نغنم شيئا، وعرف الجهد في وجوهنا فقام فينا فقال: «اللهم! لا تكلهم إلي فأضعف، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم». ثم قال: «ليفتحن لكم الشام والروم وفارس أو الروم وفارس حتى يكون لأحدكم من الإبل كذا وكذا، ومن البقر كذا وكذا، ومن الغنم حتى يعطى أحدهم مائة دينار فيسخطها». ثم وضع يده على رأسي - أو هامتي -، فقال: «يا ابن حوالة، إذا رأيت
الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام، والساعةُ يومئذ أقربُ إلى الناس من يدي هذه من رأسك».

حسن: رواه أحمد (٢٢٤٨٧)، والحاكم (٤/ ٤٢٥) كلاهما من طريق عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب أن ابن زُغب الإيادي حدثه فذكره.

عن ابن زُغب الإيادي قال: نزل علي عبد الله بن حوالة الأزدي فقال لي: وإنه لنازلٌ علي في بيتي، بعثنا رسول الله ﷺ حول المدينة على أقدامنا لنغنم، فرجعنا ولم نغنم شيئا، وعرف الجهد في وجوهنا فقام فينا فقال: «اللهم! لا تكلهم إلي فأضعف، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم». ثم قال: «ليفتحن لكم الشام والروم وفارس أو الروم وفارس حتى يكون لأحدكم من الإبل كذا وكذا، ومن البقر كذا وكذا، ومن الغنم حتى يعطى أحدهم مائة دينار فيسخطها». ثم وضع يده على رأسي - أو هامتي -، فقال: «يا ابن حوالة، إذا رأيت
الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام، والساعةُ يومئذ أقربُ إلى الناس من يدي هذه من رأسك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإن حديث عبد الله بن حوالة الأزدي رضي الله عنه من الأحاديث العظيمة التي جمعت بين الدعاء النبوي والتنبؤات المستقبلية، وسأقوم بشرحه وفقاً للمنهج المطلوب:

1. شرح المفردات:


● نزل علي: أتى ضيفاً عندي.
● بعثنا رسول الله ﷺ حول المدينة: أرسلنا في سرية أو غزوة قريبة من المدينة.
● لنغنم: لنحصل على غنائم من العدو.
● الجهد: التعب والإعياء.
● لا تكلهم إلي: لا تتركهم لي وحدي دون عونك.
● فأضعف: أعجز عن القيام بأمرهم.
● يستأثروا عليهم: يستأثروا بالخير وينحرفوا عنهم.
● الروم وفارس: الإمبراطورية البيزنطية والإمبراطورية الفارسية.
● فسخطها: استاء منها واعتبرها قليلة.
● هامتي: رأسـي.
● الأرض المقدسة: فلسطين وبيت المقدس.
● دنت الزلازل والبلايا: اقتربت المصائب والكوارث.

2. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بقصة سرية خرجت من المدينة بقيادة الصحابة بأمر النبي ﷺ، لكنهم عادوا دون غنائم، وقد ظهر التعب على وجوههم. فقام النبي ﷺ يدعو لهم دعاء عظيماً بثلاثة أمور:
- ألا يكلهم الله إليه فيضعف عن قيادتهم.
- ألا يكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عن أمورهم.
- ألا يكلهم إلى الناس فيبخسوهم حقوقهم.
ثم بشرهم ﷺ بفتح بلاد الشام والروم وفارس، وأن الغنائم ستكون وفيرة حتى إن أحدهم ليعطى مائة دينار فيستاء منها لكونها قليلة في نظره.
ثم وضع النبي ﷺ يده على رأس ابن حوالة وقال له إنه إذا نزلت الخلافة الأرض المقدسة (فلسطين) فإن ذلك علامة على اقتراب الزلازل والبلايا الكبرى، وأن الساعة تكون قريبة جداً.

3. الدروس المستفادة:


● الدعاء بالاستعانة بالله: النبي ﷺ علمنا أن نستعين بالله في كل أمورنا ولا نعتمد على أنفسنا فقط.
● البشارة بالنصر: الوعد الإلهي بفتح بلاد الروم وفارس تحقق في عهد الخلفاء الراشدين.
● علامات الساعة: نزول الخلافة في الأرض المقدسة من العلامات الكبرى لاقتراب الساعة.
● التحذير من الطمع: حتى مع وفرة الغنائم، يبقى الإنسان طماعاً لا يقنع بما أعطي.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه أحمد وأبو داود وغيرهما، وهو حسن.
- تحقق الوعد النبوي بفتح الشام وفارس في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
- الحديث يشير إلى أن الخلافة ستعود يوماً ما إلى الأرض المقدسة، وهذه من علامات الساعة.
- الدعاء النبوي يعلمنا التوكل على الله والاستعانة به في كل الأمور.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٢٤٨٧)، والحاكم (٤/ ٤٢٥) كلاهما من طريق عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب أن ابن زُغب الإيادي حدثه فذكره.
ورواه أبو داود (٢٥٣٥) من طريق أسد بن موسى عن معاوية بن صالح به. وليس فيه: «ليفتحن لكم الشام ... فيسخطها».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعبد الرحمن بن زغب الإيادي معروف في تابعي أهل مصر» اهـ.
كذا سماه الحاكم عبد الرحمن وقال غيره: هو عبد الله بن زُغب.
ولكنه اختلف في صحبته فالراجح أنه تابعي حسن الحديث.
ولعبد الله بن حوالة حديث آخر في فضل سكنى الشام وهو الآتي:

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 117 من أصل 136 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم لا تكلهم إلي فأضعف ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها

  • 📜 حديث: اللهم لا تكلهم إلي فأضعف ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم لا تكلهم إلي فأضعف ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم لا تكلهم إلي فأضعف ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم لا تكلهم إلي فأضعف ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب