حديث: عليك بالشام في الفتنة التي تثور في أقطار الأرض

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضائل الشام

عن رجل من عنزة يقال له: زائدة، أو مزيدة بن حوالة، قال: كنا مع رسول الله ﷺ في سفر من أسفاره، فنزل الناس منزلا، ونزل النبي ﷺ في ظل دوحة، فرآني وأنا مقبل من حاجة لي، وليس غيره وغير كاتبه، فقال: «أنكتبك يا ابن حوالة؟» قلت: علام يا رسول الله؟ قال: فلها عني، وأقبل على الكاتب، قال: ثم دنوت دون ذلك، قال: فقال: «أنكتبك يا ابن حوالة؟» قلت: علام يا رسول الله؟ قال: فلها عني، وأقبل على الكاتب، قال: تم جئت فقمت عليهما، فإذا في صدر الكتاب أبو بكر وعمر، فظننت أنهما لن يكتبا إلا في خير، فقال: «أنكتبك يا ابن حوالة؟» فقلت: نعم يا نبي الله، فقال: «يا ابن حوالة، كيف تصنع في فتنة تثور في أقطار الأرض كأنها صياصي بقر؟» قال: قلت: أصنع ماذا يا رسول الله؟ قال: «عليك بالشام» ثم قال: «كيف تصنع في فتنة كأن الأولى فيها نفجة أرنب؟» قال: فلا أدري كيف قال في الآخرة، ولأن أكون علمت كيف قال في الآخرة، أحب إلي من كذا وكذا.

صحيح: رواه أحمد (٢٠٣٥٤) عن يزيد - يعني ابن هارون - أخبرنا كهمس بن الحسن، حدثنا عبد الله بن شقيق، حدثني رجل من عنزة يقال له: زائدة أو مزيدة بن حوالة قال: فذكره.

عن رجل من عنزة يقال له: زائدة، أو مزيدة بن حوالة، قال: كنا مع رسول الله ﷺ في سفر من أسفاره، فنزل الناس منزلا، ونزل النبي ﷺ في ظل دوحة، فرآني وأنا مقبل من حاجة لي، وليس غيره وغير كاتبه، فقال: «أنكتبك يا ابن حوالة؟» قلت: علام يا رسول الله؟ قال: فلها عني، وأقبل على الكاتب، قال: ثم دنوت دون ذلك، قال: فقال: «أنكتبك يا ابن حوالة؟» قلت: علام يا رسول الله؟ قال: فلها عني، وأقبل على الكاتب، قال: تم جئت فقمت عليهما، فإذا في صدر الكتاب أبو بكر وعمر، فظننت أنهما لن يكتبا إلا في خير، فقال: «أنكتبك يا ابن حوالة؟» فقلت: نعم يا نبي الله، فقال: «يا ابن حوالة، كيف تصنع في فتنة تثور في أقطار الأرض كأنها صياصي بقر؟» قال: قلت: أصنع ماذا يا رسول الله؟ قال: «عليك بالشام» ثم قال: «كيف تصنع في فتنة كأن الأولى فيها نفجة أرنب؟» قال: فلا أدري كيف قال في الآخرة، ولأن أكون علمت كيف قال في الآخرة، أحب إلي من كذا وكذا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه زائدة بن حوالة رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن رجل من عنزة يقال له: زائدة، أو مزيدة بن حوالة، قال: كنا مع رسول الله ﷺ في سفر من أسفاره، فنزل الناس منزلا، ونزل النبي ﷺ في ظل دوحة، فرآني وأنا مقبل من حاجة لي، وليس غيره وغير كاتبه، فقال: «أنكتبك يا ابن حوالة؟» قلت: علام يا رسول الله؟ قال: فلها عني، وأقبل على الكاتب، قال: ثم دنوت دون ذلك، قال: فقال: «أنكتبك يا ابن حوالة؟» قلت: علام يا رسول الله؟ قال: فلها عني، وأقبل على الكاتب، قال: تم جئت فقمت عليهما، فإذا في صدر الكتاب أبو بكر وعمر، فظننت أنهما لن يكتبا إلا في خير، فقال: «أنكتبك يا ابن حوالة؟» فقلت: نعم يا نبي الله، فقال: «يا ابن حوالة، كيف تصنع في فتنة تثور في أقطار الأرض كأنها صياصي بقر؟» قال: قلت: أصنع ماذا يا رسول الله؟ قال: «عليك بالشام» ثم قال: «كيف تصنع في فتنة كأن الأولى فيها نفجة أرنب؟» قال: فلا أدري كيف قال في الآخرة، ولأن أكون علمت كيف قال في الآخرة، أحب إلي من كذا وكذا.


1. شرح المفردات:


● دوحة: شجرة كبيرة متشعبة الفروع.
● صياصي بقر: قرون البقر، تشبيه لانتشار الفتن وتشعبها في كل اتجاه.
● نفجة أرنب: النفجة هي القطعة من اللحم أو الورم، والأرنب معروف، وشبه الفتنة بنفجة الأرنب لسرعة انتشارها وتفشيها.
● الشام: بلاد الشام، وهي سوريا والأردن وفلسطين ولبنان.


2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي زائدة بن حوالة رضي الله عنه عن موقف حصل مع النبي صلى الله عليه وسلم في أحد أسفاره، حيث كان النبي ينزل تحت شجرة كبيرة (دوحة) ومعه كاتبه، فمرَّ عليه زائدة بن حوالة بعد أن قضى حاجته، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات إن كان يريد أن يُكتَب في ديوان الجيش أو في قائمة للمشاركة في الغزوات، وكان النبي يُملي على كاتبه أسماء الصحابة الذين سيشاركون في الغزو أو في أمر من الأمور.
في المرة الأولى والثانية تردد زائدة وسأل: "علامَ يا رسول الله؟" أي لأي شيء تريد أن تكتبني؟ فأعرض عنه النبي وأكمل مع الكاتب. ثم في المرة الثالثة لما رأى زائدة أن في صدر القائمة (أي أولها) اسمي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ظن أن الأمر للخير، فوافق على أن يُكتَب.
عندها أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بفتنتين عظيمتين ستقعان في الأمة:
الفتنة الأولى: وصفها النبي بأنها "تَثُور في أَقْطَار الأرض كأنها صياصي بقر"، أي فتنة عظيمة تنتشر في كل مكان كقرون البقر المتشعبة، وهي الفتن التي تثير الحروب والقتال بين المسلمين.
فنصحه النبي صلى الله عليه وسلم باللجوء إلى الشام، لأنها أرض البركة والطائفة المنصورة.
الفتنة الثانية: وصفها بأنها "كأن الأولى فيها نفجة أرنب"، أي فتنة سريعة الانتشار والتفشي كقطعة لحم الأرنب التي تنتفخ سريعاً، وهي فتنة الفرق الضالة والبدع والاضطرابات الفكرية.
ولكن الراوي نسي ما قاله النبي في شأن الفتنة الثانية، وندم على ذلك.


3. الدروس المستفادة:


1- فضل الشام: فيها تأكيد على فضل الشام وأهلها، وأنها ملجأ للمسلمين في زمن الفتن، كما في الأحاديث الأخرى التي تبشر بالطائفة المنصورة التي لا تزال على الحق حتى تقوم الساعة.
2- حسن الظن بالصحابة: حين رأى زائدة اسمي أبي بكر وعمر في صدر القائمة، ظن أنهما لا يُكتَبان إلا في خير، وهذا يدل على مكانتهما وثقة الصحابة بهما.
3- الاستعداد للفتن: الحديث يحذر من الفتن التي ستقع في الأمة، ويوجه إلى كيفية النجاة منها بالتمسك بمنهج أهل السنة والجماعة واللجوء إلى أماكن stability وأهل الحق.
4- الأخذ بنصيحة النبي ﷺ: النبي ينصح بالشام كملاذ من الفتن، وهذا يدل على وجوب الأخذ بتوجيهاته ونصائحه.
5- الندم على فوات العلم: ندم الراوي على نسيانه تفاصيل ما قاله النبي في الفتنة الثانية، مما يدل على حرص الصحابة على حفظ العلم ونقله.


4. معلومات إضافية:


- الحديث رواه الإمام أحمد في المسند، والحاكم في المستدرك، وقال: صحيح على شرط مسلم.
- الشام كانت في عهد النبي وأصحابها من خيار المسلمين، وهي من البلاد التي فيها البركة والخير.
- الفتن التي ذكرها النبي تحققت في تاريخ الأمة، كفتنة مقتل عثمان، ووقعة الجمل وصفين، وفتنة الخوارج والفرق الضالة.
- ينبغي للمسلم في زمن الفتن أن يلزم جماعة المسلمين وإمامهم، ويبتعد عن مواطن الشبهات والفرقة.
والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٠٣٥٤) عن يزيد - يعني ابن هارون - أخبرنا كهمس بن الحسن، حدثنا عبد الله بن شقيق، حدثني رجل من عنزة يقال له: زائدة أو مزيدة بن حوالة قال: فذكره. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 116 من أصل 136 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عليك بالشام في الفتنة التي تثور في أقطار الأرض

  • 📜 حديث: عليك بالشام في الفتنة التي تثور في أقطار الأرض

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عليك بالشام في الفتنة التي تثور في أقطار الأرض

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عليك بالشام في الفتنة التي تثور في أقطار الأرض

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عليك بالشام في الفتنة التي تثور في أقطار الأرض

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب