اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم

حديث: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم

عن أبي مسعود الأنصاري أنه قال: أتانا رسولُ الله ﷺ في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أن نُصلي عليك يا رسول الله، فكيف نُصلي عليك؟ قال: فسكت رسولُ الله ﷺ حتى تمنَّينا أنه لم يسألْه ثم قال: «قولوا: اللهم! صَلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلَّيت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد، والسلام كما علمتم».

صحيح: رواه مالك في قصر الصلاة (٦٧) عن نعيم بن عبد الله المُجْمِر، عن محمد بن عبد الله بن زيد، أنه أخبره عن أبي مسعود الأنصاري فذكر مثله.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: أتانا رسولُ الله ﷺ في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أن نُصلي عليك يا رسول الله، فكيف نُصلي عليك؟ قال: فسكت رسولُ الله ﷺ حتى تمنَّينا أنه لم يسألْه ثم قال: «قولوا: اللهم! صَلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلَّيت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد، والسلام كما علمتم».

1. شرح المفردات:

● أتانا: جاءنا.
● مجلس سعد بن عبادة: مكان اجتماعهم الذي كان عند سعد بن عبادة، وهو من كبار الأنصار.
● بشير بن سعد: صحابي جليل، والد النعمان بن بشير رضي الله عنهما.
● أمرنا الله أن نصلي عليك: المقصود قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].
● تُمَنِّينا: تَمنَّى الحاضرون.
● السلام كما علمتم: أي قولوا: "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته" كما في التشهد في الصلاة.

2. شرح الحديث:

يُبيِّن هذا الحديث العظيم كيفيَّة الصلاة على النبي ﷺ، والتي هي من أعظم القربات وأجلِّ الطاعات.
● السياق: جاء النبي ﷺ إلى مجلس من مجالس أصحابه، فسأله الصحابي الجليل بشير بن سعد عن الكيفية العملية للصلاة عليه، تنفيذاً لأمر الله تعالى في القرآن.
● سكوت النبي ﷺ: سكوت النبي ﷺ بعد السؤال يدل على عِظَمِ المسؤولية وجلالة الموقف، حتى إن الصحابة تمنوا ألا يكون قد سُئل، خوفاً من أن يكون السؤال قد أثقل عليه أو كرهوه. وهذا يعلمنا أدب الصحابة مع نبيهم ﷺ وحساسيتهم تجاه مشاعره.
● الجواب النبوي: علَّمهم النبي ﷺ الصيغة الكاملة للصلاة عليه، والتي أصبحت أشهر صيغ الصلاة وأفضلها، وهي المعروفة بـ "الصلاة الإبراهيمية" التي نرددها في تشهد الصلاة.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- وجوب الصلاة على النبي ﷺ: فهي أمر إلهي في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}. وهي من أعظم أسباب محبة الله للعبد، ومغفرة الذنوب، ورفع الدرجات.
2- الأدب في سؤال العلماء: سؤال الصحابة بأدب ووقار، وعدم إثقال كاهل النبي ﷺ بما قد يشق عليه.
3- فضل الصلاة الإبراهيمية: هذه الصيغة هي من جوامع الكلم التي أوتيها النبي ﷺ، فهي جامعة لخيري الدنيا والآخرة، وتضم الدعاء بالصلاة (وهي الثناء والمجد من الله) والبركة (وهو الخير الكثير الدائم).
4- ربط الأمة بنبيها إبراهيم عليه السلام: في الدعاء بالصلاة كما على إبراهيم، والبركة كما على آل إبراهيم، إشارة إلى وحدة الرسالة واتصال الشرائع، وأن محمداً ﷺ هو وارث دعوة إبراهيم الخليل عليه السلام.
5- إثبات صفات الكمال لله تعالى: ختم الصيغة بـ {إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} وهو إثبات للحمد والمجد الكامل لله تعالى، فالحميد هو المحمود على كل حال، والمجيد هو ذو المجد والعظمة والكمال.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● مكانة الصلاة على النبي ﷺ: من أكثر الأعمال التي تثقل الميزان يوم القيامة، وهي سبب لكفاية العبد ما أهمه، وسبب لقضاء الحوائج.
● أقل الصلاة على النبي ﷺ: saying "صلى الله عليه وسلم" وهي جائزة، لكن الأفضل الإتيان بالصيغة الكاملة التي علمنا إياها.
● الفرق بين (الصلاة) و (البركة) في الدعاء:
● الصلاة من الله: رحمته وثناؤه على عبده عند الملائكة.
● البركة: ثبوت الخير ونماؤه ودوامه.
● المراد بآل محمد: اختلف العلماء فيهم على عدة أقوال، وأرجحها أنهم:
- أهل بيته الأقربون الذين حُرموا الصدقة.
- أتباعه على دينه إلى يوم القيامة.
- والصحيح أن الدعاء يشمل الجميع.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يكثرون من الصلاة على النبي ﷺ، وأن يوفقنا لاتباع سنته والاقتداء به. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في قصر الصلاة (٦٧) عن نعيم بن عبد الله المُجْمِر، عن محمد بن عبد الله بن زيد، أنه أخبره عن أبي مسعود الأنصاري فذكر مثله.
ورواه مسلم في الصلاة (٤٠٥) عن يحيى بن يحيى، عن مالك به مثله.
وزاد ابنُ خزيمة (٧١١) وغيره: «كيف نصلي عليك إذا نحن صلّينا عليك في صلاتنا».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 86 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم

📜 حديث: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية